برجس حمود البرجس

التقرير السنوي لرؤية السعودية: حلمنا وتحقق

الثلاثاء - 30 أبريل 2024

Tue - 30 Apr 2024

منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 والمملكة في هذه الرحلة تحلم وتحقق، حيث مضت المملكة في طريقها التنموي بعمل جاد وسعي متواصل يكمن في قدراتها الاستثمارية الهائلة التي مكنتها من التوسع التنموي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

منجزات دفعت بعجلة التنمية وأسهمت في تعزيز القطاع غير النفطي، حيث بنيت على استراتيجيات جديدة وغير اعتيادية لتنويع مصادر الدخل، وأيضا أسهم ذلك في مشاركة وتوسع القطاع الخاص بطريقة مساهمة في تحقيق الأهداف التنموية، مما حقق تنوعا اقتصاديا ذو أثر اجتماعي بارز.

أصبحت الأنشطة غير النفطية تسجل نموا يصل إلى نصف إجمالي الناتج المحلي، حيث ارتفع إجمالي الإيرادات الحكومية غير النفطية بحوالي 291 مليار ريال سعودي لتبلغ 457 مليار ريال لعام 2023م مقارنة بعام 2016م، اسهم ذلك بتغطية 35% من إجمالي مصروفات الميزانية لعام 2023م، المقدرة بـ 1.293 مليار ريال سعودي.

وقد أثر ذلك بدوره على مؤشرات مهمة ومنها انخفاض معدلات البطالة، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق أربع مناطق اقتصادية أسهمت في جذب الاستثمارات، كما تزايدت وازدهرت المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوطين الصناعات، وما زالت المملكة في مرحلة اكتشاف لثرواتها الطبيعية التي تعد من أكبر مخازن الثروات في العالم.

قامت الرؤية على برامج ومبادرات عديدة مكنتها من تحقيق أهدافها، والتي بدورها صنعت فارقا كبيرا على الأصعدة، تتضمن برنامج تطوير القطاع المالي، وبرنامج الاستدامة المالية، كذلك برنامج التحول في القطاع الصحي، وبرنامج الإسكان، بالإضافة إلى برنامج تنمية القدرات البشرية، وبرنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، وبرنامج التحول الوطني.

كذلك برنامج ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة، وقد تمت الإشارة فيما ورد في التقرير السنوي على إكمال الرؤية 87% من المبادرات للعام 2023، كما حقق 81% من مؤشرات الأداء للمستوى الثالث مستهدفاتها، فيما تخطت 105 مؤشرات مستهدفاتها المستقبلية لعامي 2024/ 2025، كل ذلك يعني أننا نسير في الطريق الصحيح.

تواصل رؤية السعودية 2030 جهودها في بناء مجتمع حيوي، يتمتع فيه الأفراد بجودة حياة عالية، والمساهمة في بناء مجتمع مسؤول مما ساعد المواطنين في العمل على طموحاتهم وتحمل المسؤولية تجاه وطنهم وأسرهم وأنفسهم، كما حققت ولا زالت تحقق اقتصادا يزدهر ويتوسع فيه نطاق الاستثمار.

لعل من أبرز المنجزات في المجال الاقتصادي هو مواجهة التضخم، حيث ينعم السوق السعودي بالاستقرار ويحافظ على معدلات تعد الأقل بين دول العشرين، حيث عملت الرؤية على استراتيجيات استباقية للحد من ارتفاع الأسعار لما يسهل للتنمية استدامتها، ذلك أيضا ينعكس بالضرورة على المجتمع في تكوين بيئة اقتصادية آمنة تمكنهم من خوض تجاربهم في إنشاء مشاريعهم الخاصة وتحقيق أهدافهم.

تقدم وإنجازات جعلت المملكة في مصاف الدول الأكثر تنافسية، فالتحول الاقتصادي الذي شهدته المملكة مكنها من الحصول على المقعد رقم 17 في قائمة تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والذي يبني معاييره على قياس كفاءة الحكومة والأداء الاقتصادي والبنى التحتية.

الحقيقة أن المملكة امتلكت وعملت على تنفيذ أكبر خطة تغيير حولت الأمل والحلم إلى واقع معاش، وأصبحت نموذجا مبهرا يمتلك الخبرة ويستفاد من تجربتها على مستوى العالم لأي دولة تريد السعي نحو التطور والازدهار والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي.

Barjasbh@