عبدالله العولقي

العالم في الرياض

الاثنين - 29 أبريل 2024

Mon - 29 Apr 2024

لماذا العالم في الرياض؟ لأول مرة في تاريخ المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) يعقد الاجتماع السنوي الدولي خارج مدينة دافوس السويسرية لتحتضنه العاصمة السعودية كأقوى وأضخم نسخة في تاريخ المنتدى، ولا شك أن هذه ثمرة من الثمرات اليانعة التي حصدتها الرؤية الوطنية 2030، حيث ارتسم عنوان المنتدى أمام الإعلام، بـ التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية، يهدف هذا الاجتماع العالمي إلى دعم الحوار الدولي، وإيجاد حلول ناجعة للتحديات العالمية المشتركة، وقد جاء المنتدى وسط أوقات عصيبة يمر بها العالم، من اضطرابات جيوسياسية وتحديات اقتصادية، لا سيما ما يتعلق بأحداث حربي غزة وأوكرانيا.

أما منتدى دافوس العالمي فهو منظمة دولية قائمة على العضوية، أنشأها رجل الأعمال كلاوس شواب عام 1971م، يضم المنتدى في عضويته آلاف الشركات العالمية، وعادة ما تكون دورة رأس المال فيها أكبر من خمسة مليار دولار أمريكي، وهي مصنفة ضمن أعلى الشركات في مجال عملها، وتلعب دور القيادة في صياغة مستقبل صناعتها والمنطقة التي تعمل بها، كما تعتبر نشاطات المنتدى وما يترتب عليها هي الأساس في إيجاد حلول عالمية مناسبة لتحسين وضعية العالم.

في هذا المنتدى التاريخي، ونظرا لأهميته الاقتصادية تفصح الدول عن الفرص الاستثمارية لديها حيث تجدها فرصة سانحة لها في هذا التجمع العالمي، فدولة مثل ماليزيا تحاول أن تصنع عنوانا داخل المنتدى: المستقبل في آسيا، فعندما جاءت الفرصة لرئيس الوزراء الماليزي تحدث حول مستقبل البوصلة الاقتصادية تجاه الشرق، فالصين هي مصنع العالم، وتحيط بها دول صناعية تغذي الاقتصاد العالمي كماليزيا وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام، وبالتالي فعلى العالم أن يستثمر في آسيا، وحتى لا تفوت أفريقيا هذه الفرصة التاريخية، تحدث رئيس دولة راوندا، بأن المستقبل الحقيقي تتجه بوصلته نحو قارته السمراء أفريقيا، هناك حيث العمالة المتكدسة التي تنتظر فرص العمل، فأفريقيا كما هو معروف تتمتع بميزة وفرة الشباب في سن العمل، في ظل ظروف شيخوخة المجتمعات التي تمر بها الدول الصناعية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وقدم الرئيس الراوندي اقتراحاته للعالم تجاه الاستثمار في دول قارته البكر، كما ناقش المنتدى العالمي دافوس في الرياض موضوعات حيوية تهم مستقبل العالم، كموضوع الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية والتعليم وتغيرات المناخ، بالإضافة إلى الأحداث السياسية التي تعصف باقتصاديات العالم.

في الختام، يأتي منتدى دافوس الرياض بعد إصدار التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 والتي انطلقت في 25 أبريل 2016م، وحققت المملكة خلال هذه الرؤية العديد من أهدافها الطموحة، حيث إن 87% من مبادراتها مكتملة أو تسير على المسار الصحيح، بينما 81% في مؤشرات الأداء الرئيسة للبرامج حققت مستوياتها السنوية، ويكفي أن الاقتصاد غير النفطي قد مثل 50% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023م، وهذه المعجزة التنموية لا تحدث إلا في الرياض، ومن هنا كانت هذه النسخة الاستثنائية لمنتدى دافوس الاقتصادي.

albakry1814@