أحمد صالح حلبي

معهد أبحاث الحج بدايته ونتائجه

الاثنين - 29 أبريل 2024

Mon - 29 Apr 2024

سعدت أواخر الأسبوع الماضي بزيارة المدينة المنورة، وحضور أنشطة وفعاليات النسخة الأولى من منتدى العمرة والزيارة، والذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات المعتمرين والزوار.

وأثناء تجوالي بأجنحة المعرض توقفت أمام جناح معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة متأملا ومتذكرا بحوثا ودراسات عمل المعهد على إعدادها وتنفيذها في بداية نشأته، واستطاع بعزيمة أبنائه تجاوز الحواجز والمنعطفات التي حالت دون استمرارها، وتغلبهم على الكثير من المعوقات التي وأجهتهم، ومن أبرزها مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي طرح في عام 1403هـ، وكانت حينها مؤسسات الطوافة في بداية نشأتها الأولى إذ لم تكن هناك سوى ثلاث مؤسسات فقط، وكان من الصعب إيصال الفكرة بشكل جيد للحجاج، فلجأ عدد من الباحثين ومنسوبي المعهد للتنسيق مع وزارة الحج والأوقاف - آنذاك - وزارة الحج والعمرة - حاليا - بتنظيم زيارات لمقار بعثات الحج - مكاتب شئون الحجاج حاليا - لطرح الفكرة والدعوة للاستفادة منها وتطبيقها، فيما عمل البنك الإسلامي للتنمية من جانبه على تنظيم لقاءات لمندوبي الدول الإسلامية، ومؤتمرات صحفية لديه لشرح أهداف المشروع والدعوة للاستفادة منه، باعتباره الجهة المسؤولة عن توزيع لحوم الهدي والأضاحي على الدول الإسلامية.

ومع تذكري لمشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي وقفت متذكرا من طالبوا بإلغائها بحجة مخالفته للشرع، حتى صدرت فتوى هيئة كبار العلماء متضمنة الإفادة من لحوم الهدي والاضاحي بأي وسيلة شرعية، فواصل المشروع طريقه حتى برز كواقع عملي استفاد من نتائجه الفقراء في العديد من الدول الإسلامية.

ومع ظهور نظام النقل بالرحلات الترددية عام 1416هـ واقتصاره على نقل حجاج مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، من مكة المكرمة إلى منى للتروية، ومن مكة المكرمة إلى عرفات، ثم من عرفات إلى مزدلفة، وتولى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج تشغيليه وإدارته، كان هناك من يرى أن تخصيص طريق لحجاج كل مؤسسة طوافة سيؤثر على طرق السير الأخرى، ويؤدي لتكدس الحافلات ببعض الطرقات أثناء نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة، ومنها إلى منى.

وما أعادني لهاتين الدراستين وغيرهما هي أنشطة المعهد وبرامجه والتي اطلعت عليها في الجناح، والتي أبرزت دوره بشكل وأضح في تحسين الكثير من خدمات الحجاج والمعتمرين والزوار، أثمر عن حصوله عام 1425هـ على جائزة العمل الأول المتكامل في المعرض المقام على هامش المؤتمر الدولي لتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في دبي.

وفي فبراير الماضي وأثناء حضوري لأعمال الملتقى العلمي الـ 23 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي نظمه المعهد تحت شعار «التميز الصحي في خدمة ضيوف الرحمن» بالمدينة المنورة، تشرفت بحضور عدد من جلساته، وزيارة المعرض المقام على هامشه، فوقفت أمام دراسات وبحوث أخرى أكدت مجددا على امتلاك المعهد لقدرات بشرية قادرة على الإبداع متى ما وجدت الدعم والتشجيع والفرصة المناسبة لها.

وتحقيق المعهد هذه النجاحات وغيرها منذ بروزه كوحدة بحثية في منتصف التسعينيات الهجرية بجامعة الملك عبدالعزيز ، ثم تحوله في عام 1401هـ إلى مركز لأبحاث الحج، يفتح المجال للدعوة لإقامة ملتقى علمي بمكة المكرمة خلال موسم الحج يحضره مسؤولو مكاتب شؤون الحجاج بالدول العربية والإسلامية تستعرض فيه الدراسات والبحوث التي نفذها المعهد لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، والنتائج التي تم تحقيقها، والاستفادة من الوفود الإعلامية في موسم الحج لإبراز ما قدمه المعهد من دراسات، وما أعده من بحوث، فمثل هذه الأعمال الجيدة ينبغي أن يطلع عليها الآخرون ليتعرفوا على الاهتمام الذي توليه الدولة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ahmad_helali@