إيمان أشقر

العودة للثقافة

الخميس - 25 أبريل 2024

Thu - 25 Apr 2024

السبت 11 شوال، أمسية جمعية الثقافة والفنون بجدة، (أمسية الغربة الأليفة). معجب الزهراني العائد إلى الريف.
بدأت الأمسية بـ مجس (الصلاة على الحبيب محمد) وترحاب أهل الباحة (مرحبا هيل عد السيل)، تلاها ذلك الشجن من السكيسفون للمبدع سعد الحارثي (إيقاع قلب شجي صاخب صامت، غلب كلمات الأغنية وتركها تقف على ناصية قلوبنا بشجن مختلف، يا ابن الأوادم يا سعد).
حضر الأمسية جميع أنواع الفنون من خط عربي ورسم بالألوان المضاءة، عزف وشجن أغنية.
تقديم جميل للمحاور الرائع الإعلامي الأول الأستاذ سعد زهير، الذي قدم باختصار سيرة وقت معجب الزهراني في كلمات، معجب الزهراني الناقد الأديب المفكر رئيس المعهد العربي في باريس لأعوام طويلة، ترك الريف إلى الرياض وتحدى سقف طموحه ليطيل بقاءه على مقاعد السوربون في باريس، أقسم ألا يعود إلى المدينة؛ فباريس هي كل المدن، وعاد إلى الريف في قريته يزرع علم وثقافة وشجر شاهدا عليه.
يتحدث عن غربته في باريس ليقول عنها أنها الغربة المشتهاة، تحدث عن (العلمانية الفطرية الريفية كما سماها قديما بعيدا عن التشدد الديني مما جعل أهل القرى يعيشون بسلام وسماحة الدين، عن اختياره للدراسة في باريس وتقلده منصب مدير المعهد العربي قال إنها تاج التجربة في باريس، حيث قال إن المعهد العربي يستحق أن يكون يونسكو العالم العربي فهو مكسب عربي لا يعوض، أسهم في نشر الوعي العربي في باريس وخارجها، أما عن درة التجربة فهي قراره العودة إلى القرية.
رحلته إلى باريس اختيار وعودته إلى القرية قرار.
تحدث عن عشقه للريف، قال :(الأشجار مكتبة، الأشجار عالم وروح يستحق أن نعيش به ومعه).
رؤية 2030 (تفكير ما بعد النفط) رهان حضاري، رهان على التقدم في عقول الناس وتغيير مفاهيم خاطئة والمشاركة في التغيير بتقبل الرأي الآخر، أن تعيش الوفرة في تبني المستجدات، قال رؤية 2030 حضارة الباحث والعالم والتقني (انتهت حضارة الساحر).
علق على ذلك سعيد السريحي بأن رؤية 2030 هي حدث ثقافي نهض بكل أوجه الحياة فتمثلت الثقافة في كل أوجه الحياة.
أما عن مداخلات الحضور الجم من المثقفين فقد كانت إجاباته بحجم حضوره، قال لم يعقني الحنين، لم أجد له متسعا في مشاعري و لم أجعله عائقا دون تقدمي عن وصول المسرح إلى القرى قال (لا يجتمع الريف والمسرح).
أما عن رأي أحدهم أن كل من اغترب قرر العودة قبل رحيله قال:
(كنت أعلم أني لن أعود كما كنت ولن أجد الريف كما كان).. معجب الزهراني اختصر الوقت، قلب صفحات غربته في كلمات، اكتفى بذلك القدر من الغربة والارتحال وحط رحاله بجوار شجرة (فالزرع باق وحياة الرجال جذور وأغصان). أمسية رائعة تليق بالضيف والمضيف.
نجاح يحسب لجمعية الثقافة والفنون بجدة في اختيار الضيوف.