أهالي غزة خائفون من النسيان

جارديان: الصراع الإيراني الإسرائيلي قضى على آمال وقف إطلاق النار
جارديان: الصراع الإيراني الإسرائيلي قضى على آمال وقف إطلاق النار

الاثنين - 22 أبريل 2024

Mon - 22 Apr 2024

فيما يشعر أهل غزة بالخوف من نسيان قضيتهم مع اشتعال الصراع الإيراني الإسرائيلي، توقع عدد من صحف العالم أن تتسبب الأحداث الأخيرة في غض الطرف عن كارثة الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة، رغم استشهاد وفقدان وإصابة أكثر من 120 ألف مدني.

وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية «إن الآمال في وقف إطلاق النار في حرب غزة تبددت، وتجددت المخاوف بشأن الهجوم على رفح، كما لا تزال المساعدات غير كافية على الإطلاق».

ولفتت إلى أن شبح الصراع الإقليمي واسع النطاق، وأعداد القتلى المهولة التي يمكن أن تنجم عنه، يجب ألا تصرف الانتباه عن مقتل 34,000 فلسطيني بالفعل في غزة، وكثير ممن سيلقون حتفهم قريبا دون وقف فوري لإطلاق النار وزيادة كبيرة في المساعدات.

آمال ضعيفة
قالت «جارديان» في افتتاحيتها «انحسرت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعدما أكدت قطر بأنها ستعيد النظر في دورها وسيطا، مما يشير إلى أنها لم تعد تشعر بأن استثمار الجهود الدبلوماسية ومصداقيتها يستحقان العناء في ظل تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق».

ويلوح في الأفق احتمال شن هجوم على رفح، حيث فر ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص هربا من القتال في أماكن أخرى، وتشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتأهب لشن هجوم بنشر المزيد من المدفعية وناقلات الجنود المدرعة في مكان قريب، وقد يفضل الدموي بنيامين نتانياهو مواصلة التهديد بشن هجوم بري على شن هجوم حقيقي، غير أن شركاءه في الائتلاف اليميني المتطرف لم يخفوا رغبتهم في شن هجوم صريح، كما أن استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى يجنب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية كبيرة اللحظة التي سيضطر فيها أن يودع السلطة ويواجه قضايا الفساد التي تملص منها لفترة طويلة.

تحول أمريكي
وتسبب الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل في تحول الموقف الأمريكي، وبعد أن مارس الرئيس جو بايدن الضغوط على إسرائيل في أعقاب مقتل عمال الإغاثة الأجانب، وحذر أكثر من مرة من توسع الحرب، وطالب بفتح المزيد من نقاط العبور للسلع الإنسانية، عاد مؤخرا ليؤكد دعمه المطلق لإسرائيل، واستثمر كل المناسبات التي خرج فيها ليشدد على تعهده بأمن إسرائيل.

وترى الصحيفة البريطانية أن الهجوم على رفح سيكون كارثة للاجئين فيها وللتوزيع الأوسع نطاقا للمساعدات التي تصل عبر معبرها إلى مصر، وأوضحت أن الحاجة الملحة للحيلولة دون نشوب حريق إقليمي لا تعني بالضرورة أن تكون غزة في مرتبة ثانوية، وقالت «على النقيض تماما، فالقضيتان مترابطتان بشكل وثيق، ويمكن لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والزيادة الموعودة في المساعدات أن تساعد كلها على نزع فتيل التوترات الإقليمية وإيجاد سبيل للخروج من مرحلة الخطر»، والبديل الحتمي، وفق الصحيفة، هو سقوط مزيد من القتلى في غزة، وزيادة المخاطر التي يتعرض لها مَن هم خارجها.

حرب الظل
وتقول الصحيفة الإسرائيلية، «إنه من الواضح أن إسرائيل وإيران تسعيان للعودة إلى حرب الظل المستمرة بينهما منذ عقود، وحملة الحرب بين الحروب، التي سمحت لكل طرف بتجنب عواقب حرب شاملة.

وبالنسبة لحركة حماس، ذكرت الصحيفة بتقارير أنها كانت تسعى جاهدة من أجل السلام، وأن الأولوية كانت «إشعال الضفة الغربية»، مستطردة «بمعنى آخر، من الممكن أن تخطئ إسرائيل مرة أخرى في تقدير نوايا أعدائها، وتنصاع وراء نفس حملة التخدير الإيرانية».

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أخيرا من أن الشرق الأوسط «على حافة الهاوية»، وأن «سوء تقدير أو سوء تفاهم أو خطأ بسيط يمكن أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه».

مواجهة خفية
ترى صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أن إيران وإسرائيل تسعيان إلى مواجهة خفية، كما كان الوضع من قبل، والابتعاد عن المواجهة المباشرة، مشيرة إلى مخاوف من أن تنخدع تل أبيب مجددا جراء «حملة تخدير» إيرانية.

وقالت تحت عنوان «من الممكن أن تخطئ إسرائيل مرة أخرى وتستسلم لحملة التخدير الإيرانية»، إن الرسائل التي جاءت من إيران، تذكر الإسرائيليين بشكل مثير للريبة بحملة الخداع التي مارستها حماس ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة، التي سبقت الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر.

ونقلت الصحيفة، أن مسؤولين بارزين في إيران، بينهم ضباط عسكريون ووزراء وشخصيات في البرلمان، قالوا نهاية الأسبوع الماضي، إن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على قاعدة عسكرية في منطقة أصفهان كان محدودا، ولم يسبب أي ضرر، وبالتأكيد لم تتعرض المنشآت النووية لأي أضرار.

مكاسب إيرانية
ووفقا للصحيفة، كسبت إيران كثيرا من وراء القول بأن الرد الإسرائيلي كان ضعيفا، نظرا للمقارنة بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على الدولة العبرية قبلها بأسبوع، ونقلت عن وسائل إعلام داعمة لإيران بأن تحركات إسرائيل في أصفهان كانت محدودة، وأظهرت أنها تتجنب تصعيد التوترات في هذا الوقت، لأنها قلقة من عواقب أي تصعيد أو رد إيراني قوي.

وفي الغرب، تشير التقارير، التي استعانت بصور الأقمار الاصطناعية، إلى أن إسرائيل استهدفت نظاما دفاعيا جويا روسي الصنع من طراز S-300 ساعد في تدمير التهديدات للمنشآت النووية في المنطقة، وأكد مسؤولون أمريكيون لشبكة «فوكس نيوز»، أن «الإسرائيليين ضربوا ما كانوا يعتزمون ضربه»، واستنادا إلى مصادر أمريكية، فإن إسرائيل لم تكن تنوي مهاجمة المنشآت النووية، بل توجيه رسالة إلى إيران مفادها: «لدينا القدرة على تدمير المشروع النووي».

ضحايا غزة حتى الآن:
  • +34،000 شهيد
  • +12،000 مفقود
  • +77 مصابا
  • +9000 معتقل
  • %45 من البيوت هدمت
  • 2،300،000 جائع