بشرى فيصل السباعي

أمريكا وإيران أفشلتا خطة إسرائيل

الاثنين - 22 أبريل 2024

Mon - 22 Apr 2024

باستمرار حاولت إسرائيل استفزاز إيران إلى مواجهة عسكرية باستهداف أهداف تابعة لها في العراق وسوريا، وآخر محاولات إسرائيل استفزازها كان قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وأقصى رد لإيران عليها كان رشقة من مسيرات هزيلة أعلمت إيران أمريكا بها مقدما وأعلمتها أنها ستكون الرد الوحيد والمحدود لها على قصف إسرائيل لقنصليتها لتتجنب تصعيد الموقف الأمريكي ضدها، فلماذا تتعمد إسرائيل استفزاز إيران؟

الجواب في ما كشفته تصريحات بعض صانعي القرار في أمريكا والذين صرحوا أن إسرائيل باستمرار تحرض أمريكا على القيام بحرب ضد إيران لأنها ترى إيران الخطر الوحيد على وجودها بالإضافة لدعمها للجماعات الفلسطينية المعارضة لمعاهدات السلام مع إسرائيل والتي تقوم بعمليات مستمرة ضد إسرائيل، وكان بالفعل من ضمن مخطط الرئيس بوش الابن بعد غزو العراق غزو إيران وست دول أخرى في الشرق الأوسط ، لكن فشل أمريكا في إدارة الأوضاع في العراق وتحوله لأكبر منتج للجماعات الإرهابية التي قام اتباعها بعمليات إرهابية في الدول الغربية جعلها تلغي خطة غزو إيران.

لكن إسرائيل بقيت تحرض أمريكا على غزو إيران وكادت تنجح في عهد ترمب الذي تراجع في آخر لحظة عن ضربة عسكرية لإيران كان يمكنها أن تبدأ حربا مع أيران، فأمريكا وإيران لا ترغبان في القيام بحرب مع بعضهما، وأكبر دليل على ذلك لما قامت أمريكا باغتيال قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وردت إيران بقصف مواقع تابعة للجيش الأمريكي في العراق، وتم تسريب حقيقة أن إيران نسقت مسبقا مع أمريكا تلك الضربة لتجنب حصول تصعيد في اعقابها، لذا اخلت أمريكا المواقع التي اخبرتها إيران أنها ستقصفها، ولذا لم يقتل فيها أحد، لكن إسرائيل بعد عملية 7 أكتوبر مصممة على ما يبدوا أكثر من أي وقت مضى على توريط أمريكا في حرب مع ايران ولذا غالبا ستكون لها ردة فعل أكثر استفزازا لإيران ردا على ضربة ايران المحدودة والرمزية لها وربما ستكون ضربة لأهداف عسكرية داخل ايران، لكن إيران تعلم أن الحرب ضد إسرائيل تعني الحرب ضد أمريكا وجميع الدول الغربية ولذا من غير المتوقع ان تكون لإيران ردة فعل حربية مفتوحة او كبرى ضد إسرائيل مهما نفذت إسرائيل هجمات استفزازية ضدها.

هذا التوتر وإن لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة فستكون له تداعيات على حركة الملاحة الجوية والبحرية في المنطقة وأسعار النفط وغالبا أكثر المتضررين من عواقب الاستفزازات الإسرائيلية لإيران هي الدول العربية التي تتواجد فيها اذرع لإيران وتحديدا لبنان وسوريا والعراق واليمن وهي حاليا تتلقى بشكل شبه يومي قصفا من إسرائيل وأمريكا ردا على قيامها بقصف لأهداف إسرائيلية وغربية.

إن فاز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة فقد تنجح إسرائيل في إقناعه بخوض حرب ضد إيران لأنه لديه مؤثرات عقائدية وشخصية في صالح إسرائيل وحربها ضد ايران وما منعه من قرار الحرب في رئاسته السابقة هو التخوف من أن تؤثر الحرب على فرص إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية وهذا الاعتبار ليس موجودا إن فاز بفترة رئاسية ثانية، إلا أن نجح اليسار الإسرائيلي في إزاحة اليمين المتطرف عن زعامة الحكومة الإسرائيلية، فاليسار الإسرائيلي معارض للحروب بشكل عام.