ارتقاء (كاوست) ثمرة البناء الإداري المميز!
الأحد - 21 أبريل 2024
Sun - 21 Apr 2024
كمتابع لأنشطة الجامعات ومهتم بأداء الإدارات الأكاديمية ومخرجاتها أستطيع القول إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) هي الجامعة التي تفعل ما تقول، ولا تقول ما لا تفعل، بمعنى أنها تنجح في تحقيق كل ما ترسمه من خطط أكاديمية واستراتيجيات إدارية، وهذا في ذاته نجاح إداري كاف ومتعد، وهو تجسيد واقعي لإيمان الجامعة بدورها المحوري في تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية وتطلعات النمو الحضاري والتطور المهني، فهي تسير في برامجها الأكاديمية وأنشطتها المجتمعية بشكل متناغم مع مسارات التنمية، وبخطوات واثقة واستراتيجيات محددة وثابتة، ودون الحاجة لبريق مصطنع أو وهج إعلامي متكلف.
قبل أيام أعلنت كاوست على صفحتها عن بدء التقديم على برنامج ارتقاء (Elevate Program)، وهو برنامج تدريبي منته بالتوظيف إما في الجامعة نفسها أو مع أحد شركائها من الشركات الوطنية الكبرى، والهدف من هذا البرنامج هو تمكين المواهب الوطنية الواعدة من حديثي التخرج سواء من حملة البكالوريوس أو الماجستير، وإكسابهم الخبرات المطلوبة، في أجواء مثالية قد لا تتوفر لكثير منهم إلا في كاوست، ولم تحصر البرنامج في تخصص واحد أو تخصصين أو ثلاثة، لا، بل نوعت التخصصات والفرص، وقدمت العديد من المزايا فضلا عن التدريب الاستثنائي والمرتب التنافسي والسكن داخل الحرم الجامعي والمواصلات المريحة ووسائل الترفيه المختلفة.
هذا التدريب يختلف عن تدريب الجامعات الأخرى في شكله ونوعه، وليس هذا فحسب بل حتى في مآله ومنتهاه، فالمتدرب في كاوست يحظى بالتوظيف المباشر سواء فيها أو في شركات وطنية كبرى هي في الأصل هدف الكثير من الخريجين، وهنا الفرق، فالمتدرب في كاوست يشعر بالاستقرار النفسي والأمان الوظيفي، علاوة على التقدير والاهتمام، وهذه عوامل إيجابية ومحفزة على نجاح مبتغى التدريب، ونجاح المتدرب حماسا وإبداعا، التزاما وعطاء، وكل هذا -بلا شك- نجاح للإدارة المشرفة على التدريب وإدارة الجامعة معا، وقيمة مضافة للتدريب الناجح، وفيه تحقيق لمستهدفات الرؤية الوطنية، وهذا لعمري هو غاية كل مسؤول ووطني مخلص.
تخيلوا معي، ما الذي سيحدث لو أن التدريب في كل القطاعات يبدأ باختيار المواهب الواعدة وإعداد البرامج التدريبية المناسبة وينتهي بالتوظيف فيها أو في غيرها، كما هو الحال في برنامج ارتقاء كاوست! وعندئذ -أي إذا ما تحقق هذا الخيال وأصبح واقعا- سيتحول التدريب من غاية نرجوها إلى أداة فعالة في أيدينا، والتطوير من هدف مبني للمجهول إلى هدف سام مرسوم، والتوظيف من رقم عابر إلى غاية واستحقاق، وسيكون تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية تحصيلا حاصلا ومردودا مباشرا لمثل هذا النوع الراقي من التدريب!
أحد الزملاء كان يعمل مستشارا لبرامج تدريب مدفوعة في جهة ما، وكان يدرب بإخلاص وتفان، ويعمل ما تعمله كاوست اليوم، بمعنى أنه إذا ما ارتفع سقف التدريب ووجد في المتدربين الكفاءة والمهارة المهنية المطلوبة ذهب إلى رئيسه وطلب منه قبول كل المتدربين وتوظيفهم في جهة التدريب أو في فروعها أو في الجهات المماثلة لها، ولما لم يؤخذ برأيه في توظيف المتفوقين قدم استقالته، فكتب له أحد المتدربين رسالة قال فيها: أنت مدرب ممتاز لولا الأجواء الإدارية من حولك، وخشي أن المتدرب أراد بذلك عكس ما قال، لولا الحياء منعه، فترك بعدها عالم التدريب والاستشارات وتفرغ للسياحة والسفر!
في اعتقادي أن (ارتقاء) كاوست لم يكن مجرد حلم يقظة عابر أو رؤيا صالحة في المنام أو نجاح مرحلة لهذا المدير أو ذاك، لا، بل هو نتيجة عمل الإدارة المنضبطة والواعية المميزة، وأثر للتخطيط الاستراتيجي الصحيح، فالثقة التي تنالها كاوست من قبل شركائها والمتدربين لا يمكن صنعها هكذا مجاملة أو فرضها تحت ضغوط معينة، إطلاقا، بل هي ثمرة البناء المؤسسي السليم والخبرات العلمية والفنية الرائدة، فمرحى ثم مرحى لإدارة كاوست هذا النجاح، ومرحى لنا كل ما تقدمه من برامج أكاديمية وتدريبية تعزز من نمو طاقاتنا البشرية وقدراتنا الإبداعية في هذا الوطن العظيم.
drbmaz@
قبل أيام أعلنت كاوست على صفحتها عن بدء التقديم على برنامج ارتقاء (Elevate Program)، وهو برنامج تدريبي منته بالتوظيف إما في الجامعة نفسها أو مع أحد شركائها من الشركات الوطنية الكبرى، والهدف من هذا البرنامج هو تمكين المواهب الوطنية الواعدة من حديثي التخرج سواء من حملة البكالوريوس أو الماجستير، وإكسابهم الخبرات المطلوبة، في أجواء مثالية قد لا تتوفر لكثير منهم إلا في كاوست، ولم تحصر البرنامج في تخصص واحد أو تخصصين أو ثلاثة، لا، بل نوعت التخصصات والفرص، وقدمت العديد من المزايا فضلا عن التدريب الاستثنائي والمرتب التنافسي والسكن داخل الحرم الجامعي والمواصلات المريحة ووسائل الترفيه المختلفة.
هذا التدريب يختلف عن تدريب الجامعات الأخرى في شكله ونوعه، وليس هذا فحسب بل حتى في مآله ومنتهاه، فالمتدرب في كاوست يحظى بالتوظيف المباشر سواء فيها أو في شركات وطنية كبرى هي في الأصل هدف الكثير من الخريجين، وهنا الفرق، فالمتدرب في كاوست يشعر بالاستقرار النفسي والأمان الوظيفي، علاوة على التقدير والاهتمام، وهذه عوامل إيجابية ومحفزة على نجاح مبتغى التدريب، ونجاح المتدرب حماسا وإبداعا، التزاما وعطاء، وكل هذا -بلا شك- نجاح للإدارة المشرفة على التدريب وإدارة الجامعة معا، وقيمة مضافة للتدريب الناجح، وفيه تحقيق لمستهدفات الرؤية الوطنية، وهذا لعمري هو غاية كل مسؤول ووطني مخلص.
تخيلوا معي، ما الذي سيحدث لو أن التدريب في كل القطاعات يبدأ باختيار المواهب الواعدة وإعداد البرامج التدريبية المناسبة وينتهي بالتوظيف فيها أو في غيرها، كما هو الحال في برنامج ارتقاء كاوست! وعندئذ -أي إذا ما تحقق هذا الخيال وأصبح واقعا- سيتحول التدريب من غاية نرجوها إلى أداة فعالة في أيدينا، والتطوير من هدف مبني للمجهول إلى هدف سام مرسوم، والتوظيف من رقم عابر إلى غاية واستحقاق، وسيكون تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية تحصيلا حاصلا ومردودا مباشرا لمثل هذا النوع الراقي من التدريب!
أحد الزملاء كان يعمل مستشارا لبرامج تدريب مدفوعة في جهة ما، وكان يدرب بإخلاص وتفان، ويعمل ما تعمله كاوست اليوم، بمعنى أنه إذا ما ارتفع سقف التدريب ووجد في المتدربين الكفاءة والمهارة المهنية المطلوبة ذهب إلى رئيسه وطلب منه قبول كل المتدربين وتوظيفهم في جهة التدريب أو في فروعها أو في الجهات المماثلة لها، ولما لم يؤخذ برأيه في توظيف المتفوقين قدم استقالته، فكتب له أحد المتدربين رسالة قال فيها: أنت مدرب ممتاز لولا الأجواء الإدارية من حولك، وخشي أن المتدرب أراد بذلك عكس ما قال، لولا الحياء منعه، فترك بعدها عالم التدريب والاستشارات وتفرغ للسياحة والسفر!
في اعتقادي أن (ارتقاء) كاوست لم يكن مجرد حلم يقظة عابر أو رؤيا صالحة في المنام أو نجاح مرحلة لهذا المدير أو ذاك، لا، بل هو نتيجة عمل الإدارة المنضبطة والواعية المميزة، وأثر للتخطيط الاستراتيجي الصحيح، فالثقة التي تنالها كاوست من قبل شركائها والمتدربين لا يمكن صنعها هكذا مجاملة أو فرضها تحت ضغوط معينة، إطلاقا، بل هي ثمرة البناء المؤسسي السليم والخبرات العلمية والفنية الرائدة، فمرحى ثم مرحى لإدارة كاوست هذا النجاح، ومرحى لنا كل ما تقدمه من برامج أكاديمية وتدريبية تعزز من نمو طاقاتنا البشرية وقدراتنا الإبداعية في هذا الوطن العظيم.
drbmaz@