أحمد صالح حلبي

مضى رمضان.. وبقيت المعوقات المرورية

الاحد - 14 أبريل 2024

Sun - 14 Apr 2024


المتابع لخطط وبرامج القطاعات الحكومية خلال شهر رمضان المبارك يلحظ ارتباط بعضها ببعض، فمن خلال الأعمال والخدمات المقدمة للمعتمرين سواء القادمين من خارج المملكة أو داخلها، أو حتى المصلين المقيمين في مكة المكرمة نلحظ أن جميع القطاعات عملت لتحقيق هدف واحد، وهو توفير الخدمات الجيدة للمعتمرين والمصلين لتمكينهم من أداء فريضتهم وصلواتهم بيسر وسهولة.

وخلال استعراضه للخطة الأمنية لشهر رمضان أوائل مارس الماضي، توقع مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي نقل أكثر من 57 مليون معتمر عن طريق الحافلات خلال هذا العام، وجاءت توقعات الفريق البسامي كنتيجة طبيعية لخبراته المرورية، ومعرفته بأعداد الحافلات المتوقع تشغيلها بمواقف سيارات المعتمرين والمصلين، إضافة للحافلات العاملة عبر مشروع «حافلات مكة» الذي يتولى نقل الركاب من الأحياء السكنية للمسجد الحرام.

وتوقعات مدير الأمن العام بنيت على عدة عوامل، أبرزها أن نسبة من المعتمرين القادمين من خارج مكة المكرمة حرصوا على الاستفادة من خدمات القطار، وهذا ما أكدته شركة الخطوط الحديدية السعودية «سار»، التي أعلنت تحقيق أرقام غير مسبوقة خلال شهر رمضان هذا العام 1445هـ من خلال «نقل أكثر من مليون مسافر بزيادة قدرها 22% مقارنة برمضان 1444هـ، وكان ذلك من خلال 2,845 رحلة بارتفاع 12% عن الفترة نفسها من العام الماضي عبر قطار الحرمين السريع، الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة»، إضافة لتوفير خمسة مواقف لسيارات المعتمرين بمداخل مكة المكرمة في كل من «طريق الطائف الهدا»، و»طريق الليث الساحل»، و»طريق مكة جدة السريع»، و»طريق السيل الطائف»، و»طريق المدينة المنورة»، إضافة لتوفير مواقف لسيارات المصلين.

وساهمت حافلات مكة بنقل المعتمرين من محطة قطار الحرمين بالرصيفة للمسجد الحرام، وأحياء مكة المكرمة السكنية، ومسجد السيدة عائشة، فيما ساهمت حافلات شركات نقل الحجاج والمعتمرين التي تشرف عليها النقابة العامة للسيارات في نقل المعتمرين من مواقف السيارات للمسجد الحرام، ومن خلال هذا التعاون تحقق الهدف المتمثل في توفير مواقف آمنة لسيارات المعتمرين والمصلين، وتوفير وسائل النقل لهم.

وتوفير مثل هذه الأعداد من الحافلات يحتاج إلى وضع دراسات أخرى تتمثل في توسعة الطرق المؤدية للمسجد الحرام، بعد أن أصبحت الحافلات عاملا مهما في نقل المعتمرين والمصلين من المواقف ومقار سكنهم للمسجد الحرام، فالإبقاء على محدودية المداخل المؤدية للمسجد الحرام رغم ارتفاع أعداد السيارات وتزايد المعتمرين والحجاج ينتج عنه حدوث ازدحام مروري يجيره البعض إلى فشل إدارة مرور العاصمة المقدسة التي لا ذنب لها في حدوثه.

وما نأمله من الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، أن تسعى للاستفادة من تجربة إدارة مرور العاصمة المقدسة المطبقة منذ سنوات، والتي عملت على تقسيم نفق الروضة فجعلته على مسارين، خصص واحد منها للحافلات المتجهة للمسجد الحرام، والآخر للسيارات الصغيرة، ونجحت بهذه الخطوة في الحد من الازدحام داخل النفق لكنها لن تقضي عليه، ويمكن للهيئة توظيف هذه الخطوة بشكل تدريجيا على الشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الحرام حتى تصل لخطوة عملية تتضمن توسعة المداخل المؤدية للمسجد الحرام، التي ما زالت باقية على حالها منذ عقود مضت، ومنها مدخل ريع بخش والذي لم يشهد أي توسعة له، مثله مثل مدخل المسفلة الذي يتم إغلاقه من كوبري المسفلة، فيما يتم إغلاق طريق الحفائر من كوبري المنصور.

والآن وبعد مضي شهر رمضان المبارك فإن ما نأمله أن تسعى القطاعات الحكومية العاملة في شهر رمضان المبارك على طرح تقاريرها ومناقشتها مناقشة موضوعية، والعمل على إيجاد حلول للمعوقات التي واجهتها أثناء تنفيذ الخطط.

ولا يمكن التوسع في استخدام النقل العام، ومطالبة مرور العاصمة المقدسة بمرونة السير، وحال المداخل المؤدية للمسجد الحرام على ما هي عليه، فتوفير الحلول يرتبط بتعاون الجميع.


ahmad_helali@