عبدالله قاسم العنزي

الحرب على المخدرات

السبت - 13 أبريل 2024

Sat - 13 Apr 2024

إن تطويق تجارة المخدرات واستخدامها كأداة لضرب البنية المجتمعية للدول أمر بات من الصعب القضاء عليه ما لم يكن هناك وعي اجتماعي نحو انتشار المخدرات وأثرها على الاقتصاد والأمن الوطني.

وإن ترويج المخدرات والاتجار بها ليس وليد اليوم بل ظهور المخدرات بدأ بالانتشار في صور مختلفة بمطلع القرن العشرين وبدأت أخطارها تلوح في الأفق مهددة استقرار الاقتصاد العالمي مما يعني أن لزاما على المجتمع الدولي متمثلا بأجهزته الأمنية والإعلامية والصحية والاجتماعية والاقتصادية تضافر الجهود فيما بينها (ولكن) ليس ظنا ولا وهما أن مادة المخدر والمؤثرات العقلية أصبحت سلاحا تضرب به الدول كما أشرت إليه في مستهل كلامي.!
أقول: إن وجود تدابير وقائية ضروري جدا وذلك من خلال تفعيل الرقابة لاستخدامات العقاقير المخدرة وضبط الاحتياج ومنع تراكم تلك العقاقير وتزايدها يجعل سهولة ترويجها بين الشباب والفتيات في أعمار مختلفة.

في الأسابيع الماضية وفي بعض القنوات الفضائية بثت برنامج كان عنوانه (الحرب على المخدرات) هذه الحلقة المميزة والتي أظهرت جهود الدولة في الحرب على المخدرات دفعتني بأن أعيد عنوان الحلقة بصورة مقال –للقارئ الكريم– بالتأكيد أن هناك ضحايا وأن هناك مجرمين والنفق المظلم يبدأ مع شريحة الشباب من عادة التدخين والتي تكون البوابة الأولى فيكونوا ضحايا ثم البعض منهم يتحول من ضحية إلى مجرم وشخص آخر بصفات وطباع أخرى؛ لأنه دخل عالم لا رحمة فيه ولا شفقة فجميع من في هذا العالم طبائعهم وصفاتهم غير إنسانية ولا ينظر –عبدة الدينار– من المروجين وتجار المخدرات سوى للمال فقط!.

نعم، المال، ولا أدعي بأنه لا يوجد أحد لا يحب المال؛ لأن من ادعى أنه يكره المال فهو كاذب والقرآن يبين لنا هذه الغريزة في قوله تعالى "وتحبون المال حبا جما" فالجميع من جنس البشر يحبون المال ولكن الشريعة الإسلامية هذبت ذلك الحب بحيث يكون مشروعا والذي يغطيك بالدهش والخوف بأن هذه القيمة –أي الاكتساب بالحلال– لا يفهمها تجار المخدرات؛ لأنهم ليسوا بشرا، ومخطئ كل من ظن أنهم بشر فهم وحوش لا رحمة ولا ضمير ولا أخلاق ولا وطنية لهم ويغرسون خناجرهم في خاصرة المجتمع دون أي مبالاة،؛ لذا ودون ترخ فإن الواجب محاربتهم والوقوف مع الأجهزة الأمنية لمحاربتهم والسؤال –البسيط– ما هو دورنا نحن أرباب الأسر؟.

إننا لا نتجاهل بأن تحكم الأسر في تربية أبنائهم أمر نسبي يختلف من أسرة لأخرى وهذه ليست محل حديثنا لأن معالجتها عند رجال التربية والفكر والمؤسسات الإعلامية والدينية والاجتماعية، ونفترض بأن هناك دافع الأسرة –الأب والأم– بأن لهما الرغبة القوية بأن يكونا فاعلين في المجتمع؛ لأن الأسرة لها دور رئيس ومهم في توفير البيئة الصحية لتنشئة الإنسان التنشئة الدينية والاجتماعية الصحيحة، فهي أهم الروافد التي تمد المجتمع بعناصر البناء.!
إن الأسرة التي تتعامل مع تربيه وتلقين وتدريب أبنائها بسذاجة تعد أسرة –نائمة على آذانها– لأن الواقع الراهن في ظل العولمة والاتصال عبر المنصات بات من المهم اليقظة المستمرة والرقابة الدائمة من الأبوين لسلوك أبنائهم وتنمية الضمير لديهم؛ لأن الضمير الصحيح يلعب دور الحارس الأمين فإنه من غير الممكن أن يتواجد الأولياء في كل مكان مع الأبناء لمتابعتهم أو حراستهم فإذا الأسرة لم تملأ فراغ الضمير لأبنائهم بقيمهم الدينية والأخلاقية فإن غيرهم سيملأ ضمير وسلوك وأخلاق أبنائهم بقيم مغايرة لقيم الوطن والدين!.

ختاما، أدعو الأسر لإدراك ومعرفة بعض الظواهر والعلامات الدالة على وقوع أبنائهم بتعاطي المخدرات وهي التغيب المستمر عن الدراسة واختلاق الأعذار إضافة إلى الخروج المستمر ودون حاجة من البيت مع ملاحظة عدم اهتمامهم بالنظافة الشخصية والإفراط في السهر والنوم الطويل، وفي حالة اليقظة تكون سلوكياتهم العدوانية والتمرد والعصيان والخروج عن نسق قيم المجتمع، كل ما ذكرت مؤشر على وجود خلل في سلوك أبنائهم يجعلهم يقعون بكل سهولة في يد أعداء الوطن؛ لذا كلنا (سنعلن الحرب على المخدرات).



expert_55@