جذب الاستثمارات بين الأثر للضريبة المباشرة وتحقيق الأهداف

المتابع للضرائب يعلم أن الضرائب المباشرة هي نوع من أنواع الضرائب، وهي الضرائب التي تفرض مباشرة على دخل أو ثروة الأفراد والشركات مباشرة، وتتطلب دفع المبالغ المفروضة من قبل أصحاب الدخل والثروات للجهات المعنية بتجميع الضرائب.

تتعدد أشكال الضرائب التي تندرج تحت الضرائب المباشرة منها ضريبة الدخل الشخصي، ضريبة الهبات والميراث، ضريبة دخل الشركات، ضريبة رأس المال، وغيرها.

والآن لنر معا ما هو تأثير فرض الضرائب المباشرة على الاستثمار والقرارات الاستثمارية؟ هل الضرائب المباشرة تهدد الاستثمار أم ماذا؟
تأثير الضرائب المباشرة على الاستثمار يمكن أن يكون معقدا ويعتمد على عدة عوامل مثل: الظروف الاقتصادية، السياسية المحلية والدولية وغيرها.

إن فرض ضرائب مرتفعة على دخل وثروة الأفراد، والشركات، سيزيد من تكلفة الاستثمار وبالتالي ستكون قرارات الأفراد والشركات سلبية تجاه التوسع والابتكار في الاستثمار، لذلك تعد تكلفة رأس المال من إحدى أهم العوامل التي تؤثر عليها الضرائب بالسلبية، وأيضا تؤثر الضرائب المباشرة على قرارات الاستثمار الشخصية للأفراد والطبقات الاجتماعية، والاقتصادية بالسلبية، حيث يبتعد الأفراد عن الاستثمار في الأسهم أو العقارات التي سيتم فرض ضرائب هائلة على أرباحها، أو أن نسبة الضرائب على الدخل المرتفع مبالغ فيها وبالتالي لن يقبل الأفراد من ذوي الدخل المرتفع على الاستثمار أو حتى الإنفاق.

فوجود اختلاف لنسبة الضرائب المباشرة في معظم دول العالم سيخلق جوا من التنافسية بين الدول، حيث إن الضرائب في دولة معينة قد تكون أعلى من الضرائب في الدول الأخرى ويعتبر هذا تأثيره سلبيا على قدرة الدول على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

باختصار، يتضح أن الضرائب المباشرة تؤثر سلبا على الاستثمارات بسبب زيادة تكاليف الاستثمار وتقليل قدرة الأفراد والشركات على التوسع والابتكار.

تقليل الادخار وتقليل النمو الاقتصادي المنعكس نتيجة لفرض الضرائب المباشرة بشكل كبير.

بالمقابل، الضرائب غير المباشرة قد تكون أقل تأثيرا على الاستثمارات، لأنها لا تؤثر مباشرة على تكوين رأس المال و لا تعرقل النمو الاقتصادي.

تبقى السياسات الضريبية مسألة معقدة وتحتاج إلى توازن دقيق بين تأمين الإيرادات الحكومية وتشجيع الاستثمار والنمو الاقتصادي.

لذلك يقترح الكلاسيكيون فرض الضرائب على فئات الدخل المحدود بدلا من الفئات ذات الدخل المرتفع، مما يؤدي إلى تفضيل نظام الضرائب العينية على الضرائب الشخصية.

يتحمل الفقراء عبء هذا النظام بشكل أكبر من الأثرياء، نظرا لتخصيص الفقراء جزءا أكبر من دخلهم للإنفاق، وعدم مراعاة الظروف الشخصية للمكلف والأعباء العائلية التي يتحملها، وهي خيارات متاحة في النظام المالي وستبحث الدول عن المناسب لها.

aziz_h_almzyad@