عبدالمعين عيد الأغا

السكريون وعيد بلا متاعب

الأربعاء - 03 أبريل 2024

Wed - 03 Apr 2024

أيام قليلة ونودع أجمل الشهور وقد بلغنا الله -سبحانه وتعالى- صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، إذ يستقبل الجميع عيد الفطر المبارك بفرحة كبيرة لكونها أياما تتميز بخصوصية وسعادة كبيرة عند الجميع، وفيه تحدث أمور استثنائية قد تبدو أكثر وضوحا عند الأطفال بمختلف أعمارهم ومنهم اليافعون والمراهقون.

ورغم أن نصائحي موجهة لجميع الأطفال بشكل عام ولكن أخص بالذكر المصابين بداء السكري بنوعيه الأول والثاني أكثر حتى يعيشوا فرحة العيد بعيدا عن أي متاعب ومضاعفات "لا سمح الله" قد تلزمهم مراجعة طوارئ المستشفى، وأستهل النصائح بأهم توصية وهي مراعاة تناول الأطعمة ومختلف أنواع حلويات العيد والتي أغلبها ما تكون عالية في محتواها من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية، ففي أيام العيد البسيطة تكثر العزائم والزيارات والمناسبات، وفيه قد يكثر الأطفال ومنهم السكريون من تناول مختلف أنواع الحلويات وقد لا يقاومون الوضع، ومع زيادة إغراءات ما لذ وطاب يستهلكون كميات غير طبيعية من الحلا مما قد يجعلهم يتعرضون لارتفاع معدل سكر الدم، بجانب تناولهم الأطعمة غير الصحية وتحديدا الوجبات السريعة دون حسبان، لذا ننصح الأطفال وتحديدا السكريين بعدم كسر القاعدة الصحية التي يتبعونها في نظامهم العلاجي، فالاعتدال والتوازن مطلوبان لتفادي أي حالة طارئة تنتج بسبب زيادة تناول الحلويات، وإضافة إلى ذلك من المهم على مرضى السكري متابعة مؤشرات ومستوى سكر الدم عبر أجهزة التحكم التي يستخدمونها أو من خلال إجراء الفحص المنزلي عدة مرات وذلك من باب الاطمئنان على وضع السكر والتصرف السليم في حال وجود أي اختلال، فكل ذلك يساعد على حسن إدارة المرض ومتابعته خلال أيام عيد الفطر التي يزداد فيها استهلاك الأطعمة.

كما ننصح الأطفال بشكل عام والسكريين بالحرص على تنظيف أسنانهم مرتين يوميا، فبسبب استهلاكهم حلويات العيد بكثرة قد يكونون عرضة لتسوس الأسنان في حال عدم العناية، فالإفراط في تناول السكر يزيد من فرص إصابة الطفل بتسوس الأسنان، فعندما يتلامس السكر مع البكتيريا في فم الطفل، فإنه ينتج حمضا يهاجم الأسنان لمدة 20 دقيقة على الأقل، ومع مرور الوقت، فقد يتسبب في إصابة الطفل بتسوس الأسنان.

وأهم ملامح أيام عيد الفطر سهر الأطفال لأوقات متأخرة جدا، فمع التقلب المفاجئ للساعة البيولوجية بعد انتهاء الشهر الفضيل يلجؤون للسهر طويلا مما يحرمون أنفسهم من النوم الصحي وعدم إعطاء أجسادهم الساعات المطلوبة للنوم، فتنعكس ساعات النوم إلى أوقات متأخرة صباحا على أن يبدأ يومهم بعد العصر ويمتد إلى ما شاء الله، لذا فإنه يجب أن يكون للوالدين دور حازم في نوم الأطفال في المواعيد المحددة لكون النوم مهم جدا لصحة الإنسان سواء العقلية أو الجسدية أو النفسية.

النصيحة المهمة للأطفال الأصحاء والسكريين التخفيف من ساعات استخدام الأجهزة الالكترونية، فأكثرهم للأسف يقضون ساعات طويلة وراء الألعاب الالكترونية، وكثير من الأطفال للأسف لا يكتفون بلعبة واحدة بل يواصلون اللعب إلى ما لا نهاية، وبذلك يحرمون أنفسهم من النوم ويتعرضون للمتاعب على المدى القريب والبعيد.

من المهم أيضا أن لا يرهق الأطفال السكريون أنفسهم في الملاهي والحدائق ورحلات العيد، فالترفيه مطلوب ولكن في حدود لا يؤثر على مستوى سكر الدم، فبعض الأطفال ومع فرحة العيد ينسون أنهم مرضى سكري فيكون نشاطهم البدني عاليا جدا وهو ما قد يعرضهم - لا سمح الله - إلى اختلال سكر الدم لديهم، وعلى الأسر والمرافقين لهم مراعاة هذا الجانب وتقديم المساعدة العاجلة في حال ملاحظة أي علامات لانخفاض سكر الدم.

خلاصة القول: أهم نصائح العيد للأطفال والسكريين بعيدا عن المتاعب وطوارئ المستشفيات هي (عدم الإفراط في تناول الحلويات وأطعمة الدهون والسكريات والسعرات الحرارية ومنها الوجبات السريعة، العناية بصحة الفم والأسنان لتفادي التسوس، تجنب الرياضة الشاقة للسكريين، الحيطة والحذر في الملاهي، متابعة قياس سكر الدم للمصابين بالسكري، النوم الصحي بعيدا عن السهر غير المبرر، الحد من ساعات استخدام الأجهزة الالكترونية والألعاب الإلكترونية).