راكان العازب

الاقتصاد من ريعي إلى منتج من منظور فردي

الاثنين - 01 أبريل 2024

Mon - 01 Apr 2024

تكون المفاهيم الاقتصادية التي تميل لطابع علمي أو تطبيقي في مستويات عليا معقدة أو غير مستساغة على الأفراد، لكن ترجمة هذه المفاهيم من خلال أمثلة واقعية تجعل لها قابلية للاستدراك والفهم، ومن هذا المنطلق تمثل التطلعات الفردية من خلال حياتنا اليومية وأحاديثنا وخططنا الشخصية والفردية انعكاسا للتحول الذي نعيشه حاليا من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، وعلى سبيل المثال لا الحصر نتطلع دائما للحصول على نوع من الرعاية المادية والمعنوية وهذا الأمر يعكس سخاء قادة بلادنا في رعاية شعبهم والسعي لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.

ولكن تحول هذا السخاء في المرحلة الحالية إلى تسهيل وتمكين وجعل التطلعات تتحول إلى المشاركة في العطاء بدلا من انتظار الرعاية الحكومية المعتادة، مما جعل الإرادة الفردية تتطلع دائما إلى المساهمة في إنتاج فردي لا يتطلع للرعاية بل يتطلع إلى التمكين والدعم، وهذا ما يسمى بالتحول من الفكر الريعي إلى الفكر المنتج القائم على الإنتاج والابتكار والتصنيع، وإيجاد حلول دائمة، هذا الفكر يشكل مفهوم التحول الاقتصادي الذي نعيشه الذي يعود بالفائدة على الفرد وعلى المجتمع والحكومة، مما يجعل فرص النجاح لا تنحصر على جهة دون أخرى، بل يعتني بالجميع دون استثناء.

هذا المفهوم لا ينفي مفهوم الرعاية والاهتمام؛ على العكس فهو يزيد من كفاءة الرعاية الفردية لمن يحتاجها بشكل فعلي وأكثر موضوعية، كما أنه يشجع الجميع على الخروج من هذه الدائرة للدخول في كفة الإنتاج على المستوى الفردي وعلى المستوى المؤسسي.

في فترة سابقة كان كثير من أصحاب الدخل المتوسط يتطلع للحصول على دعم محدد، وكان حديث الأفراد غالبا ما يدور حول كيفية الحصول على هذا الدعم، بينما ما يحدث الآن هو بحث كثير من الأفراد عن فرص توظيف مهاراتهم الشخصية ومكامن القوة لديهم في زيادة الإنتاج، لتحسين جودة حياتهم، واستغلال الفرص المتاحة في هذه المرحلة التي تعكس بشكل كبير مفهوم التحول الذي نعيشه في بلادنا والذي يشكل فرصا للنمو والازدهار على جميع الأصعدة، ويشكل صوره بسيطة لمفهوم التحول من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج.

Rakanalazeb@