بسام فتيني

الغارقون في التجارة أين أنتم عن الصناعة؟!

الاثنين - 01 أبريل 2024

Mon - 01 Apr 2024

لا شك أن الحديث عن المشاريع والمال والأعمال حديث ذو شجون ويحبه الجميع، فالصورة الوردية للتجارة هي حصد الملايين والاستمتاع بها! وهذه الصورة الوردية ليست كما يعتقدها ممن عاش خارج بوتقة الانخراط في بناء الكيانات التجارية وتنميتها من تحت الصفر حتى تلامس السحاب، لذلك نجد بعض المتحمسين بلا روية والمندفعين بلا خبرة يسقطون سريعا ويغلقون محلاتهم ويخرجون من السوق ويدخلون إلى قفص المديونين!

لذلك أستغرب دائما ومنذ بزوغ فورة ريادة الأعمال، أن التجار الجدد أو من يرغبون الدخول في مجال التجارة، دائما ما يكون تركيزهم على الشق الأول من قطاع الأعمال (التجارة) ويغفلون عن الشق الذي لا يقل أهمية عنه أي (الصناعة).

لذلك لاحظ عن قرب كيف أن براندات القهوة المختصة التي انفجرت كفقاعة الصابون فجأة، وراقب من بعيد واسأل نفسك كم براند استمر وكم أغلق؟ لاحظ هنا أن مجال القهوة تهافت عليه صغار التجار من بال التجارة؛ لكن السؤال هل للقهوة جزء آخر تحت بند الصناعة؟ الجواب نعم بدليل أن من اتجه لتصنيع منتجات الطحن والتحميص.. إلخ كان هو الكاسب الأكبر حين انتهت فورة التجار في القهوة! فالبراند الذي (يتاجر) في بيع القهوة قد يخسر ويخرج من السوق، لكن الصانع (المورد لأغلب التجار) بضاعته تستمر ضمن فروع التشغيل كالصيانة وإعادة شراء المكائن بعد حساب نسبة الإهلاك لكل جهاز أو مطحنة أو محمصة! لذلك أتساءل دائما متى تعود سطوة الصناعة لجماجم شباب الأعمال؟

صناعة الأمن الغذائي مثال، التوجه بالفكر نحو صناعة كاملة ومستدامة في مجال الدواجن مثلا بدلا من استمرار فكرة الاستيراد حتى الآن، ولو كان الأمر بيدي لتوجهت لجميع أبناء التجار من الصغار في السن وحتى الشباب من الجيل الثالث والرابع، ونصحتهم بالتوجه للصناعة فورا، وخصوصا صناعة كل منتج نستورده بشراهة!

الدولة أعزها الله ترسم لنا مستقبلا مذهلا وتعطينا خارطة طريق برؤية واضحة وطموحة حتى 2030، ونحن علينا فقط أن نعمل بعقولنا ونلحق ركب الرؤية ونتوازى مع طموحاتها ونتائجها، لذلك نصيحتي لشباب الأعمال: الصناعة الصناعة الصناعة!

bassam_fatiny@