عبدالمعين عيد الأغا

إجازة المدارس و «النوم والسعادة»

الاحد - 31 مارس 2024

Sun - 31 Mar 2024

بدأت بنهاية يوم الخميس (18 رمضان 1445هـ) إجازة المدارس التي تشمل معها إجازة عيد الفطر المبارك، وبالطبع هذه الإجازة التي ينتظرها الطلاب والطالبات بفارغ الصبر حتى يتنفسوا الصعداء ويتمكنوا من الاستمتاع بها.

لا شك في أن رفاهية النفس مطلوبة، إذ يسعى الفرد إلى إسعاد نفسه بكل الطرق المتاحة، فقبل عصر هيمنة التقنيات كان الترفيه مرتبطا بالأنشطة التفاعلية كالتنزه والرياضة والرحلات والبحر، ولكن مع دخول عصر الالكترونيات وثورة التكنولوجيا أصبح الاهتمام أكبر بهذا العالم الافتراضي، فمعظم الأطفال الصغار واليافعين والمراهقين وجدوا سعادتهم داخل هذا العالم الخيالي، فأصبحوا للأسف معزولين عن حياتهم الاجتماعية والطبيعية والواقعية.

من المهم أن يدرك الطلاب والطالبات مع بدء الإجازة أهمية الوقت وحسن إدارته بطريقة سليمة، فجميع الآباء والأمهات ليسوا ضد سعادة أبنائهم، ولكن كل ما يهمهم أن تكون هذه السعادة غير مؤثرة على صحتهم، فللأسف ومع بدء الإجازة يهمل معظم الطلاب والطالبات النوم الصحي كونهم ينشغلون وراء الأجهزة والألعاب الالكترونية وتصفح المواقع ومشاهدة الفيديوهات، وكل هذه الأمور تستقطع الجزء الكبير من ساعات الأفراد اليومية، فيكون ذلك على حساب صحتهم وأجسادهم.

وقبل أيام وخلال أسبوع واحد احتفل العالم بيومين يعدان من أهم الأيام في تكريس التوعية وهما (اليوم العالمي للنوم والآخر للسعادة)، وكلا اليومين يؤكدان على أهمية حصول الفرد على النوم الصحي في حياته في ظل تزايد المشاكل المرتبطة بالنوم ومعظمها لها علاقة مباشرة بالتقنيات والسهر خصوصا عند الأطفال اليافعين والمراهقين، أما يوم السعادة فيؤكد على أهمية أن يتمتع الإنسان بجودة الحياة، بعيدا عن التحديات والظروف التي يمر بها العالم وتنعكس على المجتمعات البشرية ورفاهيتهم، فالعالم يحتفي سنويا بهذا اليوم لتعزيز الوعي بأهمية أن يعيش الفرد سعيدا، بجانب ذلك يعتبر هذا اليوم حدثا مهما لنشر الإيجابية بين فئات المجتمعات، فالحياة السعيدة مطلب كل إنسان، لها يسعى ومن أجلها يكد ويقرع الأبواب ويسلك الأسباب ويستهين بالصعاب.

ومن هنا ندرك أن الإجازة الدراسية فرصة كبيرة ليستفيد منها الدارسون بشتى المهارات التي تتوافق مع ميولهم واهتماماتهم، كما يجب على الأسر إدراك ضرورة استثمار وقت الفراغ لدى أبنائهم، والحرص على صقل إبداعاتهم، وتشجيعهم على ما فيه فائدتهم كغرس حب العمل والإنتاجية وخدمة الآخرين، وتعويدهم على المسؤولية والاعتماد على النفس، وتنمية ذواتهم واستثمارها.

أخيرا.. من هذا المنطلق يجب أن يحرص الأبناء بمختلف المراحل الدراسية على التوازن بين تحقيق الرفاهية والسعادة وبين صحتهم الجسدية تفاديا لأمراض العصر التي باتت تشكل أهم التحديات التي يواجهها جيل اليوم، فالإجازات الجميلة التي يتمتع بها الطلاب والطالبات لا تبرر السهر وراء التقنيات والأجهزة الذكية، إذ يجب أن تستغل هذه الإجازات في أمور إيجابية تعود بالفائدة وفي نفس الوقت تحقق الرفاهية، فجودة الحياة مرتبطة بسعادة الفرد واستقراره النفسي والاجتماعي بعيدا عن أي سلبيات مؤثرة على حياته.