حرب السودان تحول الأطفال دروعا بشرية وجواسيس

ناشطون يتهمون قوات الدعم السريع باختطافهم والدفع بهم إلى قلب المعركة
ناشطون يتهمون قوات الدعم السريع باختطافهم والدفع بهم إلى قلب المعركة

السبت - 30 مارس 2024

Sat - 30 Mar 2024




طفل سوداني يحمل سلاحا                                          (مكة)
طفل سوداني يحمل سلاحا (مكة)

اتهم ناشطون ومراقبون للأوضاع في السودان طرفي الصراع بالتورط في تجنيد الأطفال واستخدامهم خلال الحرب التي اقتربت من عامها الأول، وأدت إلى تشريد ونزوح ما يقارب 7 ملايين شخص.

وأكدوا أن قوات الدعم السريع كان لها النصيب الأكبر في تجنيد الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة قسرا، باختطافهم والزج بهم في المعارك المشتعلة في الجبهات المختلفة داخل السودان، إضافة إلى استخدامهم في مهام أخرى كطهاة وجواسيس ودروع بشرية، مما عرضهم للأذى الجسدي والنفسي والاجتماعي، وفقا لـ»إندبندنت عربية».

وأشارت التقارير إلى أن ما دفع الأسر إلى تجنيد أطفالهم، حاجتهم إلى المال بعد افتقادهم مصادر أرزاقهم، وارتفاع معدلات الفقر وتعطل الدراسة في المراحل التعليمية كافة منذ اندلاع الحرب، والخوف من حدوث انتهاكات على نحو ما جرى بعد تمدد الحرب بالولايات الآمنة، خاصة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

وأكدت الناشطة الحقوقية سامية عبدالرزاقإن، «قوات طرفي الصراع اللذين يخوضان الحرب بالخرطوم تورطا في تجنيد الأطفال، إذ توجد مقاطع فيديو تم تداولها في منصات التواصل الاجتماعي، أكدت وجود مئات الأطفال في ساحات المعارك سواء عن رغبة أو قسرا».

وأضافت: «هنالك اتفاقات أبرمت منذ 2005 وصادق عليها مجلس الأمن الدولي، نصت على حماية الأطفال وعدم استخدامهم في أعمال العداوة، فضلا عن أن الجيش والدعم السريع، إلى جانب الجماعات المسلحة، لم تلتزم بهذه القوانين، مما يعد انتهاكا خطرا لحقوق الطفل بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يجرم استغلال الأطفال».

وأشارت الناشطة الحقوقية، إلى أن «اتساع رقعة الحرب واجتياح بعض الولايات الآمنة، إضافة إلى حالة القلق والترقب في وسط وشمال وشرق البلاد، أدت إلى الاستنفار والتسليح الشعبي لجميع الفئات، بينهم الأطفال، لصد قوات الدعم السريع، وبذلك تحولت الحرب من اشتباكات بين قوتين نظاميتين إلى دخول عدد من المكونات في هذا الصراع لتوفير محاربين لكل طرف، سواء بالإكراه أو استهدافهم من الشوارع، أو طوعا بغرض التكسب المادي».

وعدّ المعلم عثمان أبو بكر، أن «التحديات التي تواجه العملية التعليمية منذ اندلاع الحرب بالعاصمة الخرطوم أسهمت في عرقلة العام الدراسي، وتوقفه تماما في المناطق التي تشهد استمرار المواجهات بين الأطراف المتحاربة، ولا سيما أن النازحين الفارين من جحيم الحرب اتخذوا المدارس دورا للإيواء».

وتابع أبو بكر، «هناك آلاف الأطفال في السودان نتيجة هذه الحرب العبثية باتوا خارج أسوار المدارس لأكثر من 10 أشهر، إضافة إلى من أجبرتهم الظروف الأسرية على ترك مقاعد الدراسة، مما أدى إلى معاناتهم في الفراغ الكبير الذي جعل معظمهم ينضمون لمعسكرات الجيش بدافع الحس الوطني، وبعضهم لجلب المال لأسرهم لتوفير أساسات الحياة عبر التحاقهم بصفوف (الدعم السريع)، بينما تعرض آخرون إلى التجنيد بالإكراه، مما يهدد بكارثة جيلية».

آثار حرب السودان
  • 7 ملايين نازح
  • 3.5 ملايين طفل بين النازحين
  • 13 ألف قتيل
  • 24 مليونا يواجهون خطرا كارثيا