عبدالعزيز المزيد

رقمنة التعاملات المالية

الخميس - 28 مارس 2024

Thu - 28 Mar 2024

المتابع للتطورات التقنية الالكترونية في العالم والتحول الرقمي في معظم المجالات، يلاحظ مدى التقدم والتطور الذي تم على معظم تلك المجالات.

إن الكوارث الطبيعية لها دور كبير في تركيز الأفراد، والشركات والمؤسسات على التحول الرقمي للحرص على سلامة المواطنين والحفاظ على استقرار الاقتصاد، مثلا جائحة كورونا سلطت الضوء على أهمية التعامل عن بعد وعبر الإنترنت.

فبدأ أصحاب المشروعات القائمة والحديثة في الأسواق العالمية والمحلية بالتفكير في حل مشكلة أزمة كورونا الاقتصادية من خلال فتح منصات الكترونية تعرض من خلالها المنتجات والخدمات الخاصة بكل كيان.

يختلف نظام كل كيان من حيث سياسة الدفع، حيث نجد أن هناك منصات تسمح بالدفع النقدي والدفع بالبطاقة الائتمانية أو عبر تطبيقات الدفع الأخرى وهناك من تسمح بالدفع النقدي فقط أو الدفع بالبطاقة الائتمانية فقط، وذلك على حسب نوع المنتجات والخدمات المقدمة.

يمكن القول إن من هنا بدأ الناس في ملاحظة بداية التحول الرقمي في النظام المالي والمصرفي، حيث تحولت معظم التعاملات النقدية إلى الكترونية مثل دفع المصروفات الدراسية الخاصة بالمدارس والجامعات وعمليات السحب والإيداع ومعظم التعاملات المصرفية من إيداع وسحب، بالإضافة إلى بعض التعاملات الحكومية وغيرها.

رقمنة التعاملات المالية تعمل على تحويل التعاملات المالية النقدية إلى تعاملات الكترونية باستخدام التكنولوجيا الرقمية، حيث إن الأنظمة والخدمات المصرفية تعمل وتحدث عبر الإنترنت، وتطبيقات الهاتف المحمول، والتحويلات الالكترونية، والدفع عبر الإنترنت، وغيرها من وسائل الدفع الالكترونية.

ينتج عن رقمنة التعاملات المالية العديد من المزايا منها: تقليل التكاليف وتتبع المعاملات وتوفير الوقت والجهد والأمان والحماية والراحة والسهولة وتعزيز الشمول المالي.

لذلك مجتمع دون نقد واستخدام البطاقات الائتمانية في جميع المعاملات يمكن أن يصبح متاحا، ولكن يتطلب الكثير من التغير في الثقافة المالية والرقمية لدى المجتمع لتثمر بالعديد من الإيجابيات على الاقتصاد.

يتميز المجتمع القائم على التحول الرقمي في جميع التعاملات المالية بعدة مزايا وتحديات، المزايا تتمثل في تشجيع الاقتصاد الرقمي وتتبع المعاملات وراحة البال والأمان كما ذكرنا من قبل، ولكن مع كل تلك المزايا لا يمكن أن نغفل عن التحديات التي يمكن أن تواجه هذا المجتمع، مثل مسائل الخصوصية والأمان وتكاليف التحول إلى مجتمع أو نظام دون نقد، وأخيرا استبعاد فئات كثيرة في المجتمع مثل الأفراد الذين ليس لديهم حسابات بنكية أو الأفراد الذين لا يمكنهم استخدام التقنيات المالية الحديثة مثل بعض كبار السن.

أخيرا، يجب أن يكون هناك توازن بين المزايا والتحديات الخاصة بتحول المجتمع النقدي إلى غير النقدي ويجب على الحكومات والمؤسسات العمل على توفير البنية التحتية وزيادة وعي الأفراد بالتعليم المالي للتأكد من نجاح النظام المالي بدون نقد.

aziz_h_almzyad@