ممارسات التشوه البصري

ما إن نستبشر بدخول شهر رمضان المبارك إلا وتتكرر أمامنا مشاهدات لا نرغب في رؤيتها، ولا يعني ذلك أن ما تبقى من شهور السنة مسموح خلالها ممارسة تلك السلوكيات، بل الأحرى بنا كمسلمين أن نراعي قدسية الشهر لنبرز أفضل السلوكيات ونحافظ عليها وننشرها ونعتبرها انطلاقة التغيير للعادات السلبية وتحويلها لعادات إيجابية نحتسبها عبادات نلزم أنفسنا بها.

التشوه البصري هو ذلك الشعور الذي يخالج الشخص ويجعله غير راض عن منظر ما وليس مرتاحا لتصرف محدد أو متنفرا من موقف يراه ولا يرغب في تكراره بإجماع الغالبية أن ذلك تشوه لصورة المجتمع عرفا وشرعا.

ما أرمي إليه في هذا المقال هو التركيز على العادات السلبية التي تصيب المجتمع وتؤثر على جانبه الحضاري من سلوكيات غير مستحبة تتسبب بتشوهات بصرية مؤذية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سأسردها تباعا:

- التشوه البصري بإغلاق المخارج والمداخل للمواقف المحيطة بالمساجد واحتجاز سيارات الآخرين أو الوقوف بطريقة مزدوجة تعيق الحركة المرورية وتتسبب في تكدس السيارات والازدحام وارتفاع أصوات الأبواق وإعاقة انسيابية الطريق.

- التشوه البصري بإلقاء الأحذية ورميها أمام بوابات المساجد وعدم الالتزام بحفظها داخل الصناديق المخصصة لها مما يتسبب بمناظر غير لائقة جراء تناثرها وتكدسها لمن يريد الدخول للمسجد، فيكون مضطرا للدوس عليها وبالتالي إدخال القاذورات لدور العبادة واتساخ السجاد الداخلي.

- التشوه البصري بلبس ما لا يليق بأداء الصلوات كملابس النوم أو البيجامة أو الشورت وعدم الاهتمام بقدسية ومهابة الصلوات بأخذ الزينة المناسبة للوقوف أمام الله.

- التشوه البصري باصطحاب الأطفال غير المدركين للمساجد وقيامهم باللهو واللعب وإزعاج المصلين وإرباك الخشوع لديهم وتشتيتهم.

- التشوه البصري بسلوكيات حجز المواقع الداخلية للمساجد والصفوف الأمامية وقيام البعض بالتواصل المسبق مع آخرين لوضع كراسي أو قاعدة مصاحف وغيرها لإثبات أحقية المكان، مما يؤدي لنشوب خلافات وارتفاع الأصوات التي تفضي إلى الشجار والعراك بين المصلين.

- التشوه البصري بانتشار الباعة المتجولين والمفترشين العشوائيين لبيع الأطعمة والمشروبات والبضائع في الشوارع العامة والطرقات.

- التشوه البصري من سلوكيات البصق سواء من راكبي السيارات أو الراجلين على الطرقات العامة والأماكن المخصصة للمشي والجري.

- التشوه البصري من سلوكيات تنظيف الممتلكات الخاصة ورمي القاذورات على الممتلكات العامة.

وقفة تحتاج إلى يقظة.. قال تعالى في محكم تنزيله «قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» الآية 14 من سورة الحجرات؛ الإسلام في مجمله سلوك ظاهري بمعنى أننا نؤدي كل ما هو مترتب علينا من أركان وأسس تعطينا صفة المسلمين ولكن هل تلك السلوكيات تنبع من قلب سليم يتوج تلك الممارسات بالتكامل الظاهري والجوهري من خلال رادع عميق يقول افعل الصح ولا تفعل الخطأ والذي يقودنا للإحسان بأننا نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.

‏Yos123Omar@