نبيل عبدالحفيظ الحكمي

صيدلية العالم

الخميس - 28 مارس 2024

Thu - 28 Mar 2024

انطلاقا من قلب المشهد الصحي المتطور بشكل سريع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تبرز قطاعات الأدوية والتقنية الحيوية في دولة الهند كقوة رئيسية تدفع بالصناعات الدوائية والتصنيع وتجذب الاستثمارات العالمية.

عزيزي القارئ، سنتحدث في هذا المقال عن تأثير دولة الهند المتزايد في هذه القطاعات، مستكشفين كيف تقدمت الهند بوضع معايير جديدة للرعاية الصحية في تلك المنطقة.

تعتبر دولة الهند بمثابة «صيدلية العالم»، حيث تعتبر الصناعات الدوائية الهندية مساهما بشكل كبير في مجال الرعاية الصحية عالميا.

وفي المقابل قطاع التقنية الحيوية الهندي، على الرغم من حداثته، فقد أظهر نموا ملحوظا، مدفوعا بقدرات البحث والتطوير القوية.

الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الهندية ليست ضرورية لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المحلية فقط، بل تقوم أيضا بدور حاسم في الموضع الاستراتيجي لدولة الهند في سوق الرعاية الصحية في آسيا والمحيط الهادئ.

اشتهرت الصناعات الدوائية في الهند بقدراتها الإنتاجية الواسعة وفعاليتها من حيث التكلفة، مما جذب استثمارات أجنبية كبيرة.

قدرة الهند على إنتاج أدوية جنيسة (أدوية بديلة للأدوية المبتكرة) عالية الجودة بأسعار جذابة جعلتها لاعبا أساسيا في الرعاية الصحية العالمية.

يتم تعزيز هذه القوة بشكل أكبر من خلال إطار تنظيمي قوي ودعم حكومي يهدف إلى تعزيز صادرات الأدوية.

يعتبر قطاع التقنية الحيوية في الهند ناشئا وواعدا، يركز على اكتشاف الأدوية الجديدة، وتطوير اللقاحات، والتصنيع الحيوي. الاستثمارات في شركات التقنية الحيوية الناشئة، وهي في ازدياد، مدفوعة بموهبة العلماء والباحثين.

نمو هذا السوق هو شهادة على إمكانية دولة الهند للريادة في مجال الرعاية الصحية المتطورة، ليس فقط في آسيا والمحيط الهادئ، ولكن على الصعيد العالمي أيضا.

تتمحور استراتيجية الهند لتعزيز دورها في الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية حول تطوير بنيتها التحتية للبحث والتطوير وتعزيز التعاون الدولي، حيث تهدف مبادرات حكومية عدة، مثل «مجلس مساعدة أبحاث صناعة التقنية الحيوية» (BIRAC)، إلى دعم الابتكار وتسهيل الشراكات بين الشركات الهندية والدولية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر اللاعب الأكبر في هذا المجال.

صممت هذه الاستراتيجيات لتعزيز قدرات الهند التصنيعية والتصديرية، مضمونة وصول ابتكاراتها الدوائية والتقنية الحيوية إلى أسواق عالمية أوسع.

على الرغم من إنجازاتها الكبيرة، تواجه قطاعات الأدوية والتقنية الحيوية في الهند تحديات، بما في ذلك العقبات التنظيمية والحاجة إلى استثمارات أكبر في بنيتها التحتية في مجال البحث والتطوير.

ومن الضروري معالجة هذه التحديات للحفاظ على النمو والحفاظ على ميزتها التنافسية في السوق العالمي.

قد تحقق المملكة العربية السعودية مكاسب كبيرة من الشراكة مع دولة الهند والاستفادة من خبرتها الواسعة في قطاعي الأدوية والتقنية الحيوية، خاصة مع سعيها لتنويع اقتصادها وتحسين بنيتها التحتية للرعاية الصحية، وذلك من خلال الاستفادة من استراتيجيات الهند في تعزيز الابتكار، والأطر التنظيمية، وإنتاج الأدوية بتكلفة منافسة.

يمكن للمملكة تسريع خطوات تطوير صناعاتها الدوائية والتقنية الحيوية وذلك من خلال المشاريع التعاونية، بما في ذلك برامج تبادل المعرفة، والمبادرات البحثية المشتركة، والاستثمار في شركات التقنية الحيوية الناشئة، ونقل الخبرات والتقنية العميقة إلى المملكة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد الشراكات مع الشركات الهندية وغيرها من دول العالم المتقدمة في هذا المجال مع المملكة في بناء نظام صحي قوي قادر على خدمة احتياجاتها المحلية، وكذلك تموضعها كمركز للابتكارات الدوائية والتقنية الحيوية في الشرق الأوسط وعالميا، تماشيا من الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية.

nabilalhakamy@