في لقاءٍ توعويٍّ، أكاديميون ومختصون، يطالبون بنشر ثقافة وقف هدر الطعام وحفظ النعمة

الأربعاء - 27 مارس 2024

Wed - 27 Mar 2024

نظمت المنصة السعودية، بالتعاون مع منصة فيجن، أمس ، لقاءًا توعوياً افتراضياً بعنوان " وقف هدر الطعام (الهدر والفقد)، بمشاركة 4 أكاديميين ومتخصصين في مجالات التنمية الاجتماعية والبيئية والأسرية.

وقد رحَّب رئيس المنصة، السيد حامد العطاس، بالحضور وشكر المتحدثين على تعاونهم البناء، مشيراً إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف، يحثنا على عدم التبذير والإسراف بمختلف أشكاله.

أرقام صادمة:

حيث عرضت المدربة الدولية والمستشارة الأسرية أ.نجاح العمري، فيديو مرئي عن تدوير مخلَّفات نباتية، تشرح فيها الفرق بين الفقد والهدر، وتحدثت عن مفهوم النعمة ووجوب شكرها بحفظها، لتدوم، مع الاستشهاد بالآيات القرآنية، وقدعرضت مجموعة من الشرائح، عن استهلاك المواطن السعودي الأغذية، مقارنة بالاستهلاك العالمي، مشيرة إلى أن المقارنة بين ⁠نِسب هدر الطعام، تكشف عن أرقام صادمة، بعدما تجاوز الهدر محلياً المستويات العالمية، بفارق كبير، وشرحت أسباب التحرك لإيقاف الهدر، وعرضت مجموعة من الإرشادات عن حفظ الطعام، والحدِّ من الهدر الغذائي، وتحقيق الاستدامة، وأوضحت مدى تأثير هدر الطعام على الأفراد بشكل خاص، والدولة بشكل عام.

هذاوقدمت العمري مجموعة من الحلول العملية، لوقف الهدر، بعضُها يتعلق بسن قوانين وتشريعات من قبل الدولة، لمعاقبة المطاعم، المطابخ، الفنادق، وصالات الأفراح، التي تتسبب بالهدر، والبعض الآخر يتعلق بالأفراد، وضرورة زيادة التوعية، واستعرضت السياسات والممارسات النموذجية لعملية للاستهلاك، وتحقيق الاستدامة، ومالدور الجمعيات الخيرية المتخصصة، من دور في علاج أثر الفقد والهدر.

ثقافة حفظ النعمة:

وأكد خبير البيئة الدكتور فهد تركستاني، أن مثل هذه اللقاءات التوعية، تنشر ثقافة حفظ النعمة، والتوعية في المجتمع، مستعرضاً تجارب العديد من الدول الأوروبية، التي تحركت بشكل فعال، لتقليل الهدر، ومواجهته بشكل حازم، حيث قال: في فرنسا أجبروا العميل على أن يأخذ بقايا طعامه معه، وفي إيطاليا، وضعوا قوانين ملزمة للحد من الهدر، وفي بريطانيا، تم افتتاح أول سوبر ماركت لبقايا الطعام، ورفض مطعم في ولاية شيكاغو الأمريكية، أن يستخدم سلة النفايات لمدة عامين، ليجبر العملاء على استهلاك كل وجباتهم، وفي الدانمارك، نجحت الدولة بتخفيض فائض الطعام بنسبة 25%، خلال 5 سنوات، بفضل برامج توعوية فعالة،

وطالب الخبير البيئي الجهات الرسمية، في المملكة، بسن مجموعة قوانين حازمة، تتضمن غرامات وعقوبات لمكافحة الهدر وحفظ النعمة، وقد لفت إلى التأثيرات البيئية الخطيرة لعملية الهدر، فقال: "قل ماذا تشتري أقل لك من أنت" مشيراًإلى أن هناك مرض يتعلق بفرط التسوق والشراء، يصيب البعض، وتحدث عن السبب الرئيس في تدهور البيئة المستمر في العالم، وفقاً لخطة العمل الدولية، والبصمة الكربونية، وموارد الأرض، التي لم تعد تكفي سكانها للعيش بطريقة آدمية.

تعليب الفائض:

واستعرضت مدير مشاريع المسؤولية الاجتماعية، في عالم صافولا أ. نوف حلواني، التجارب والممارسات في المملكة خلال السنوات الماضية، تحدثت خلالها عن مجموعة محاور، شملت الفروق الجوهرية بين الفقد والهدر، في الغذاء على طول سلاسل الإمداد، وأسباب حدوث الفقد والهدر كيفاً ونوعاً، في دول الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وأبرز ممكنات نجاح برنامج " نقدرها" لإدارة الهدر الغذائي، من مؤسسة عالم صافولا، من خلال تفعيل الشراكات المحلية والدولية، مع جميع القطاعات ودور الابتكار والتقنيات الحديثة.

دور الجمعيات:

وكشف رئيس مجلس إدارة جمعية"استدامة" لحفظ النعمة، في منطقة مكة المكرمة، أ.عبد الله اسامة فيلالي، عن مبادرات فعالة، قامت بها الجمعية لتقليل الهدر، شملت عمل اتفاقيات مع الفنادق والمطاعم وقاعات الافراح، لأخذ فائض الطعام وتعليبه وتوزيعه على المحتاجين، مشيراً إلى أنه قدتم توزيع 800 ألف وجبة غذائية، خلال العام استفادت منها الاسر المحتاجة، بعد تدوير واستثمار الفائض من الطعام في هذه الجهات.

وأكد أن "استدامة" أطلقت مجموعة من البرامج لوقف الهدر، منها برنامج فائض الطعام، فائض الملابس، كفاية أسرة من الماء،، السلال الغذائية، ⁠، حيث اسهمت جميع المبادرات، في حفظ النعمة والتقليل من الهدر.