ماجد بن نويصر

هل تفرض الولايات المتحدة عقوبات على إسرائيل؟

الثلاثاء - 26 مارس 2024

Tue - 26 Mar 2024

رغم أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غالبا ما توصف بأنها قوية وخاصة، إلا أن هناك فترات شهدت اختلافات وتوترات بين الدولتين.

هذه الاختلافات تعكس تعقيدات السياسة الدولية وتنوع المصالح الاستراتيجية والأيديولوجية.

لازم تاريخ هذه الخلافات تاريخ الدولة اليهودية منذ بداية تأسيسها، إذ كانت أزمة السويس في 1956م من أولى المواقف التي وجدت فيها الولايات المتحدة نفسها في خلاف مع إسرائيل.

إذ أدان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور تحرك إسرائيل، بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، لاحتلال شبه جزيرة سيناء، ردا على تأميم مصر لقناة السويس. أصرت الولايات المتحدة على الانسحاب الإسرائيلي، وعملت ضمن الأمم المتحدة لحل الأزمة.

وفي 1967م، مع إصدار القرار 242 من مجلس الأمن الدولي، والذي طالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو 1967م.

وجدت الولايات المتحدة نفسها في موقف يتطلب منها الضغط على إسرائيل للامتثال لمتطلبات القرار.

وقد خلقت السياسات الإسرائيلية للاستيطان في الأراضي المحتلة توترات متكررة مع الولايات المتحدة.

كذلك، شهدت السبعينات والثمانينات حوادث عدة، اختلفت فيها الولايات المتحدة مع إسرائيل بسبب بيع الأسلحة الأمريكية لدول عربية، مثل: مصر والسعودية.

كانت إسرائيل تعد هذه الصفقات تهديدا لأمنها، في حين كانت الولايات المتحدة ترى فيها وسيلة لتعزيز الاستقرار الإقليمي والحفاظ على مصالحها.

إضافة إلى ذلك، كان للغارة الجوية الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي (عملية أوبرا) في 1981م، تأثير معقد على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.

عندما قامت إسرائيل بتدمير المفاعل النووي العراقي في أوزيراك، كانت هناك مخاوف دولية واسعة النطاق من أن العراق تحت قيادة صدام حسين كانت تسعى لتطوير أسلحة نووية.

في البداية، استنكرت الولايات المتحدة الهجوم علنا، وعدّته تصعيدا غير مبرر يمكن أن يزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقد أدى ذلك إلى توتر موقت في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ قامت الولايات المتحدة بتعليق شحنة طائرات 16-F إلى إسرائيل، ودعت إلى تحقيق فيما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت الشروط الأمريكية لاستخدام المعدات العسكرية الأمريكية.

من ذلك أيضا، أنه خلال الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982م، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية وأثرها على المدنيين.

القصف الإسرائيلي لبيروت ومحيطها ومجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها الميليشيات المتحالفة مع إسرائيل، أدت إلى توترات بين البلدين.

وفي حادثة مفاجئة في منتصف الثمانينات، ألقت الولايات المتحدة القبض على جوناثان بولارد، وهو محلل استخباراتي أمريكي، واتهمته بالتجسس لصالح إسرائيل. هذه القضية كانت مصدر إحراج وتوتر، إذ إنها أظهرت وجود عمليات تجسس بين الحلفاء الوثيقين.

في 1991م، دعت الولايات المتحدة إلى مؤتمر مدريد للسلام، الذي كان يهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي.

كان هناك خلاف حول المشاركين والأجندة، خاصة موقف إسرائيل تجاه الفلسطينيين ومشاركتهم.

كذلك أثناء الانتفاضة الثانية التي بدأت في 2000م، وجهت الولايات المتحدة انتقادات لإسرائيل بسبب استخدام القوة المفرطة.

وقد شهدت هذه الفترة أيضا تعميق الانقسامات حول الردود الإسرائيلية على العنف الفلسطيني.

كانت هناك أيضا خلافات جوهرية بين الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقع الاتفاق في 2015، وقد عارضت إسرائيل الاتفاق بشدة، معتبرة أنه لا يضمن منع إيران من تطوير سلاح نووي.

تصاعد التوتر عندما خاطب نتنياهو الكونغرس الأمريكي، دون التنسيق مع البيت الأبيض، للتعبير عن معارضته للاتفاق.

ومع ذلك، ومع مرور الوقت، بدأت بعض الجوانب الإيجابية في التأثير على العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية.

إضافة إلى ذلك، سلطت هذه الخلافات الضوء على القدرة العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية، والاستعداد للتحرك بشكل منفرد للدفاع عن مصالحها الأمنية، وهو أمر كان له ثقل في تقديرات السياسة الأمريكية للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. ورغم التناكف الدبلوماسي بين البلدين، استمرت العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في التطور والتعمق، خاصة في مجالات الأمن والدفاع.

واليوم، تعد العلاقات بين الدولتين قوية، مع تفاهم مشترك على كثير من القضايا الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

MBNwaiser@