داعش خراسان قنبلة جديدة تهدد العالم

التنظيم الدموي يعيد سيرة القاعدة ويلوح بتكرار أحداث 11 سبتمبر في أوروبا
التنظيم الدموي يعيد سيرة القاعدة ويلوح بتكرار أحداث 11 سبتمبر في أوروبا

الثلاثاء - 26 مارس 2024

Tue - 26 Mar 2024

قبل أن يتخلص العالم من تنظيمي القاعدة وداعش والميليشيات الإرهابية المنتشرة على خارطة الكرة الأرضية، كشف تنظيم «داعش خراسان» عن وجه جديد من العنف يهدد العالم بأثره، ويمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أوروبا وأمريكا على وجه الخصوص في السنوات المقبلة.

ما يقارب 140 قتيلا روسيا وقعوا ضحية أكبر مذبحة ارتكبها التنظيم الذي ولد قبل 9 سنوات من أفغانستان، ومخاوف كبيرة تجتاح العالم بتفجير الألعاب الأولمبية التي تنظمها فرنسا العام المقبل.

الرعب يجتاح أوروبا والعالم بعد «مذبحة موسكو»، التي تعد ثاني أشهر حادث إرهابي يشهده العالم، بعد تفجير برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية.

شبكة سرية
قبل 5 سنوات نجحت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة في طرد مقاتلي «داعش» من قرية في شرق سوريا، كانت قطعة الأرض الأخيرة التي يسيطر عليها التنظيم.

ومنذ ذلك الحين، تحول التنظيم ـ حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ـ إلى جماعة إرهابية تقوم على شبكة سرية من الخلايا من غرب أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، تشارك في هجمات حرب العصابات والتفجيرات والاغتيالات المستهدفة، ولكن أيا من التنظيمات التابعة للجماعة لم يكن بقسوة تنظيم «داعش خراسان»، الذي ينشط في أفغانستان وباكستان وإيران، ويضع نصب عينيه مهاجمة أوروبا وخارجها.

ظهر التنظيم إلى النور بشكل لافت عندما فجر مترو الأنفاق عام 2017 في مدينة سان بطرسبرغ، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا، وجرح 45 آخرين، لكنه أصبح حديث العالم بعد تفجير موسكو الذي أودى بحياة 137 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

دعوة للاستيقاظ
يرى عدد من المراقبين، بينهم الخبير في التنظيمات الإرهابية جواد إقبال، أن العالم على مدار سنوات طويلة، استهان بهذا الفرع من تنظيم داعش، المتخذ من أفغانستان مقرا له، والذي تشكل سنة 2015، لكن أوروبا عليها الاستيقاظ الآن جراء التهديد الدولي المتزايد.

وتتزايد قوة هذا الفرع في أفغانستان تحت قيادة طالبان منذ انسحاب الأمريكيين من البلاد سنة 2021، حيث نجح في جذب عدد متزايد من المقاتلين عبر سلسلة من الهجمات المميتة.

وتشير بعض التقارير إلى أن عدد مقاتليه يبلغ الآن أكثر من 2500 مقاتل، وهي زيادة كبيرة بالنسبة إلى مجموعة بدأت مع بضع مئات من المجندين، ويريد داعش خراسان إقامة ما يزعم أنها «خلافة إسلامية» في وسط وجنوب آسيا، وهو يأمل في تحقيق هذا خلال القتل والعنف.

200 تفجير
وفقا لإقبال، تقدم الهجمات الإرهابية المنسوبة بشكل متزايد إلى المجموعة، أدلة على قدرتها المتزايدة للقيام بعمليات عابرة للحدود، إذ كان داعش خراسان وراء التفجيرين اللذين وقعا في كرمان الإيرانية في يناير الماضي، وتسببا في مقتل 90 شخصا.

كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجمات عدة في باكستان، شملت تفجيرا انتحاريا استهدف مسجدا شيعيا في بيشاور 2022، وهجوما آخر بمنطقة باجور الباكستانية أسفر عن مقتل 60 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

كما زعم أنه نظم أكثر من 200 هجوم في أفغانستان.

ومما لا شك فيه، وفق الكاتب، أنه وخلال 8 سنوات، تمكن التنظيم من ترسيخ نفسه كأحد أكثر الجماعات الإرهابية وحشية في منطقة تعج بالمسلحين والمتطرفين، وبالتوازي مع طموحاته الإرهابية، ثمة عملية دعائية ذكية تروج لنجاحاته العنيفة، بهدف جذب مزيد من المقاتلين المتطرفين.

سيناريو القاعدة
يرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية بخروجها من أفغانستان تجاهلت التحذيرات المتكررة من نمو هذا التنظيم وانتشاره في أوروبا، رغم أن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، أخبر في مارس 2023، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن داعش خراسان سيكون قادرا على القيام بعمليات خارجية «دون سابق إنذار» في أقل من 6 أشهر.

وتسبب انسحاب بايدن من أفغانستان في تعزيز قوة التنظيم، إذ تراجعت القدرة على مراقبة التهديدات الإرهابية الصادرة من أفغانستان، إذ بات قادرا أكثر من أي وقت مضى على التجمع والتخطيط والعمل، بنفس سيناريو ومنهجية تنظيم القاعدة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.

أعداء طالبان
المثير للدهشة أن تنظيم «داعش خراسان» لم يخرج من عباءة طالبان، بل يعدها ألد أعدائه، ويرى أنها حركة غير متشددة بما يكفي، ونفذ هجمات مرعبة في السنوات الأخيرة، ساعيا إلى تقويض علاقات طالبان مع العالم، وتصويرها على أنها غير قادرة على توفير الأمن.

وفي بداية سيطرة طالبان على السلطة، شن التنظيم هجمات شبه يومية، وفي العام التالي، هاجم التنظيم السفارة الروسية في كابول، وحاول اغتيال السفير الباكستاني، وأرسل مسلحين إلى فندق مشهور يقيم فيه كثير من حملة الجنسية الصينية، في مسعى إلى تقويض تعهد طالبان باستعادة السلام.

وأخيرا، أصبحت هجمات داعش خراسان أكثر جرأة، وامتدت إلى ما وراء حدود أفغانستان، كإيران وباكستان وروسيا، حيث يسعى إلى تخطي المتطرفين المنافسين».

فرع داعش
ينظر إلى تنظيم «داعش خرسان» على أنه أحد الأفرع الرئيسة لتنظيم داعش الإرهابي، وتقول صحيفة «جارديان» البريطانية، إن هذه الجماعة التي هي فرع من تنظيم داعش الرئيس، وتتخذ أفغانستان مقرا لها، وتركز اهتمامها بشكل متزايد على روسيا منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان 2021.

وأكد مدير الاستخبارات الأمريكية، أفريل دي هاينز، أمام لجنة بمجلس الشيوخ هذا الشهر، أن «التهديد الذي يشكله داعش، ما يزال مصدر قلق كبير في مجال مكافحة الإرهاب».

تفجيرات انتحارية
دأب التنظيم على اتباع سياسة التفجيرات الانتحارية، وأثناء الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان، نفذ تفجيرا في مطار دولي في كابول في أغسطس 2021، أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيا، وما يصل إلى 170 مدنيا.

وتقاتل حركة طالبان التنظيم في أفغانستان منذ ذلك الحين، ومنعته أجهزتها الأمنية من الاستيلاء على الأراضي، أو تجنيد أعداد كبيرة من مقاتلي طالبان السابقين.

مؤامرات منتظرة
مع المخاوف الكبيرة من استعداد التنظيم لتفجير الألعاب الأولمبية العام المقبل في فرنسا، يقول مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون في مجال مكافحة الإرهاب، إن هناك كثيرا من العمليات التي تنتظر أوروبا، رغم اكتشاف بعضها وإحباطها بسرعة نسبية.

وأعرب عرب متخصصون في مكافحة الإرهاب عن قلقهم من أن الهجمات في موسكو وإيران قد تشجع تنظيم «داعش خراسان» على مضاعفة جهوده لضرب أوروبا، خاصة في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ودول أخرى تعرضت لهجمات متقطعة خلال العقد الماضي.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة، بأن «بعض الأفراد من شمال القوقاز وآسيا الوسطى يسافرون من أفغانستان أو أوكرانيا باتجاه أوروبا، يمثلون فرصة لتنظيم داعش ولاية خراسان، الذي يسعى لشن هجمات عنيفة في الغرب، وخلص إلى وجود أدلة على «مؤامرات عملياتية حالية وغير مكتملة على الأراضي الأوروبية، نفذها تنظيم داعش ولاية خراسان».

أرقام حول تنظيم داعش خراسان
  • 2015 ولد في أفغانستان
  • 2500 مسلح قوامه الحالي
  • 137 قتيلا ضحايا مجزرة موسكو الأخيرة
  • 90 قتيلا ضحايا تفجير إيران أول العام
  • 60 قتيلا ضحايا تفجير باكستان
  • 15 قتيلا ضحايا تفجير مترو سان بطرسبرغ
  • 200 تفجير نفذها التنظيم داخل أفغانستان