موائد إفطار سودانية تتحدى نيران الحرب

الاثنين - 25 مارس 2024

Mon - 25 Mar 2024

وسط نيران الحرب الشرسة التي تجتاح السودان، يجازف المئات بإقامة موائد إفطار للصائمين خلال رمضان المبارك، غير عابئين بالمخاطر التي تنتشر حولهم في كل مكان.

يمثل سامح مكي نموذجا واضحا على كرم أهل السودان وحرصهم على التراحم، إذ يجازف الموظف السابق البالغ من العمر 43 سنة، لشراء ما يلزم لتوفير الطعام لنحو 150 أسرة، فتح لها مطبخ منزله العائلي.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، الحليفين السابقين، في 15 أبريل 2023، أقام المئات على غرار مكي مطاعم توفر الطعام مجانا في مختلف أنحاء السودان، أحد أفقر بلدان العالم الذي بات على شفا المجاعة، إن لم تكن قد تمكنت منه بالفعل، وفق منظمات حقوقية.

يقول عبد الغفار عمر، وهو منسق أحد هذه المطاعم منذ الأيام الأولى للحرب: «بدأ شباب في الطبخ بمنازلهم وتوزيع الوجبات مجانا على جيرانهم».

فيما تحولت الخرطوم ومناطق أخرى إلى «مدن أشباح»، بسبب النزوح الذي خلف «أكبر أزمة نازحين في العالم»، حسب الأمم المتحدة.

وانطلقت هذه العمليات بسرعة، لأن السودانيين كانوا منظمين منذ فترة.

ففي أثناء التظاهرات ضد نظام الرئيس السابق، عمر البشير، الذي أسقط في 2019، تشكلت «لجان مقاومة» في كل حي لتنظيم الاحتجاجات.

وفي 2020، نظمت تلك اللجان حملة مكافحة فيروس كورونا، واليوم باتت تشكل شبكة أمان لنحو 48 مليون سوداني، أصبحوا بلا دولة ولا بنية تحتية ولا خدمات أساسية.

يقوم أطباء ومهندسون وخبراء متطوعون بجمع تبرعات، ويضعون قوائم بالأسر التي تحتاج المساعدة، وبأسماء الجرحى، لتوجيههم إلى المطاعم الشعبية المجانية، وإلى المراكز الطبية الميدانية.

وفي الخرطوم، يتناول عشرات آلاف المواطنين يوميا أطباق أرز وفاصولياء أو عدس بفضل هذه المطابخ العامة، حسبما أوضح لوكالة فرانس برس كثير من المتطوعين.

وفي أم درمان، ينجح مكي وآخرون أحيانا في توزيع وجبات مجانية في مسجد، لكن هذا غير ممكن في منطقة بحري، الضاحية الشمالية للخرطوم المحاصرة جراء الصراع، ويقول أحد المتطوعين: «إننا نختبئ لتوزيع الطعام».

يقول، إن الجيش يعد بحري «قلعة لقوات الدعم السريع»، وأن أية إمدادات غذائية تستفيد منها تلك القوات»، وعلى الجانب الآخر تقوم قوات الدعم السريع بمصادرة ونهب أي إمدادات تصادفها، وفق فرانس برس.

ويشرف مكي الآن من القاهرة على جزء من التحويلات، بعدما اضطر للسفر لمعالجة ابنته المصابة بالسكري، وتولت والدته الستينية إدارة المطبخ الذي كان مسؤولا عنه في أم درمان، وختم حديثه بالقول: «لا يهم أن نُقتل أو نُضرب أو يتم اعتقالنا.. المهم هو أن يأكل الناس».

ضحايا حرب السودان
  • 13 ألف قتيل
  • +20 ألف مصاب
  • +7 ملايين نازح
  • +2.5 مليون فار للخارج
  • +70 مليار دولار خسائر اقتصادية