فيصل الشمري

لماذا يجب أن يذهب نتنياهو إلى مزبلة التاريخ؟

الاحد - 24 مارس 2024

Sun - 24 Mar 2024

حتى تاريخ يوم السابع من أكتوبر من 2023، كانت إسرائيل تبدو للعالم على أنها دولة صغيرة، تكافح من أجل وجودها ضد من يحاصرها، من دول تتمنى القضاء عليها من دول العالم العربي ودول العالم الإسلامي.

بعد هذا التاريخ، قامت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بشن حملة عسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، لقد تجاوزت تلك الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل الأهداف المعلنة وهي الانتقام من حماس لمسؤوليتها عن مقتل البعض من المئات من الإسرائيليين، وعدد من الجنسيات الأخرى.

يشن نتنياهو حملة قذرة ودموية لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، يستحق نتنياهو أن يلقى في مزبلة التاريخ، بسبب الجرائم التي يقوم بها.

هناك فرضية أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكن هناك أيضا الحقيقة بأن للفلسطينيين الحق في الدفاع عن نفسهم.

لا يمكن استبعاد الحقيقة، بأن أفعال نتنياهو وحكومته الإسرائيلية البربرية ضد الفلسطينيين الأبرياء في غزة، ما هي إلا جرائم ضد الإنسانية.

الأمر في غاية البساطة، ألا وهو عدم وجود أي مبرر لقتل أكثر من ثلاثين ألفا من الفلسطينيين، بحجة محاولة التخلص من عدة مئات من مقاتلي حركة حماس.

لقد صرح نتنياهو وأعضاء حكومته بكل جرأة، بأنهم يريدون قتل أكثر ما يمكن قتله من الفلسطينيين.

وتثير مذابح نتنياهو في غزة نوعا من التناقض، كيف تعلن إسرائيل عن نفسها بأنها ديمقراطية، وأنها تحترم حقوق الانسان، لكن هي في الوقت نفسه تدمر غزة، وترسل بالفلسطينيين إلى حتفهم.

وهناك سؤال يقبع خلف هذه المشاهد المأساوية من حطام غزة، ألا وهو: هل تريد إسرائيل دولة فلسطينية مجاورة لها؟، هل تريد إسرائيل أن تعيش بسلام مع الفلسطينيين؟

إن أحداث غزة الدموية تقدم إجابات نافية لهذه التساؤلات، لا تريد إسرائيل الاعتراف بأي كيان سياسي فلسطيني، يمثل الشعب الفلسطيني بشرعية في مجتمع الأمم دوليا، ويعترف نتنياهو بأنه يستخدم أسلحة فتاكة متقدمة لقتل الفلسطينيين. ودائما ما يستخدم نتنياهو عبارات دينية من الرؤى النبوية المستمدة من الإنجيل، ليبين أن له وصاية للدفاع عن اليهود، وكان قد ذكر في واحدة من خطاباته «سوف نحقق رؤية النبي اشعياء، بأنهم لا يستطيعون بعد الآن سرقة حدودنا، وسوف تكون أبوابنا أبواب المجد. سوف نحارب معا.
سوف ننتصر معا».

كان نتنياهو يلخص الآية رقم 18 في الفصل رقم 60 من سفر إشعياء في العهد القديم لدى اليهود.

وتقول هذه الآية: لن يعرف العنف في أرضكم بعد الآن، ولن يكون هناك خراب أو حطام داخل حدودكم. وسوف تدعى أسواركم أسوار خلاص، وستكون أبوابكم مصدرا للإطراء.

لكن الأمر الفصل، هو أن هناك مقاطع من التلمود والكتب المقدسة عند اليهود من العهد القديم التي تشجب أفعال نتنياهو، أن الصفات السيئة في نتنياهو تجعله مشابها للملوك الأشرار المذكورين في التوراة والإنجيل، إن شخصيته هي شخصية الفرد المتطرف في أنانيته، وفي قسوته، وفي عدم مبالاته بقيمة الحياة الإنسانية، والذي يجد لذة في رؤية عذاب الآخرين.

وذكرت آيات من كتاب ارميا من العهد القديم، وبالتحديد الفصل الثاني والعشرون، والذي يتحدث عن الملوك الأشرار، وفي هذه الحالة ملك مقاطعة اليهودية. والحديث في هذا السفر المقدس عند اليهود هو كيف يعاقب الله تعالى الملوك الأشرار وبلادهم.

فهل يستمع نتنياهو الى التحذيرات من غضب الله على عباده، المختالين المتغطرسين، الذين هم هالكون لا محالة؟.

يدعي نتنياهو دائما أن العرب لا يريدون السلام مع إسرائيل.

في هذا المضمار يجب عليه أن يطلع على المبادرة العربية التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز. تعرف هذه المبادرة أيضا بالمبادرة السعودية.

وتتكون تلك المبادرة من 10 نقاط لكيفية إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وطرحت هذه المبادرة في قمة جامعة الدول العربية، والتي كانت قد عقدت في بيروت عام 2002. وتسعى هذه المبادرة إلى إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية، مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها، في الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان ولبنان.

كما طرحت المبادرة آلية التسوية العادلة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، طبقا لقرار الأمم المتحدة رقم 191، وصدقت هذه المبادرة أيضا على قيام دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية.

إن نتنياهو مسؤول شخصيا على الحرب في غزة. لقد جعلت تصرفاته تحقيق السلام في الشرق الأوسط أمر أكثر صعوبة. لقد سمح الرئيس بايدن لنتنياهو بتوسيع نطاق الحرب في غزة.

كما أن هناك أدلة قاطعة على أن نتنياهو هو مجرم حرب.

وتصرفاته لا تتوافق مع القيم الإنسانية الفضلى، إنه يخالف القيمة الأساسية للإنسانية، ألا وهي الحق في الحياة.

وفي نهاية المطاف، إن مصدر جرائم نتنياهو هو الفظائع التي ارتكبها عتاة الطغاة في التاريخ الإنساني.

mr_alshammeri@