بسام فتيني

الميثاق الأخلاقي للتعاملات التجارية!

الاحد - 24 مارس 2024

Sun - 24 Mar 2024

في مختلف التخصصات، هناك ثغرات خفية قد يستغلها بعض ضعاف النفوس للاستذكاء والتحايل، وسرقة الجهود والأفكار، بحجة أن هذه (فهلوة) وتجارة، وأن التاجر الشاطر لا يفوت أي فرصة للكسب!

وينسى البعض أن الإسلام حرم الغش والتدليس والتضليل والاحتيال والتحايل، وجاءت الأنظمة والقوانين لتجرم ذلك وضوحا، وتضع الجزاءات المناسبة لردع مرتكبيها.

ومع تطور الفكر والأدوات أضحى المتحايل اليوم أكثر ذكاء من ذي قبل، فقد يطلب منك خدمة مجانية لقياس التجربة، لكنه يضمر النية باستغلالك لتنفيذ ما يطلبه لمرة واحدة، ثم يذهب لغيرك!

وقد يأتيك المحتال سارق الأفكار على هيئة عميل يرغب في التعاقد معك، ثم يطلب اجتماعا لمناقشة الأفكار ليسرقها ويذهب بلا عودة، معتقدا أنه ذكي!. أما أسوأ أنواع الاحتيال هو من يأتيك لابسا ثوب التطوع والخدمة الاجتماعية، ثم يتضح أنه مجرد متعاقد يحصد المال لنفسه، ثم يسند التشغيل لشباب متحمسين باسم التطوع!

هذا فضلا عن النوع القديم المعروف بأنه جامع للعروض! فهذا المحتال الصغير أحيانا يخطط لترسية مشروع على شركة معينة، قد تكون لقريبه أو صديقه، لكنه يصطدم بطلب توفير 3 عروض لإرسال المناقصة واختيار من يظفر بها، فيعمل بخبث على جمع هذه العروض فقط ليظهر أمام النظام والقانون أنه يخاف الله رب العالمين، وهو مجرد خبيث يخطط من وراء حجاب!

أعتقد أن وجود ميثاق أخلاقي بين العاملين في شتى المجالات هو أحد الحلول المقترحة لتخفيف مثل هذه الظواهر، وأذكر أني من سنوات تشرفت مع مجموعة من المؤثرين والمشاهير آنذاك، بكتابة مسودة مقترحة لمشروع الميثاق الأخلاقي، تحت ظل هيئة الإعلام المرئي والمسموع (قبل تغيير اسمها)، ثم بعد سنوات وحين ظهر نظام موثوق كرخصة مهنية، كانت تمثل مفهوم الميثاق الضابط للمحتوى اليوم.

لذلك، قد يكون تعميم واستنساخ هذه التجربة في صالح تحسين بيئة التعاملات التجارية الصغيرة والمتوسطة، والتي تعتمد على الأفكار والخطط التسويقية والضربات غير المتوقعة تسويقيا، والتي تكون عادة من منبع فكري وعقلي بحت لا يمكن أن يحفظ حقوق صاحب الفكرة إلا بوجود مثل هذا الميثاق.

فلصوص الجهد والأفكار لا يردعهم شيء حتى في شهر الخير!

bassam_fatiny@