أحمد صالح حلبي

(وطن بلا مخالف) مسؤولية الجميع

الاحد - 24 مارس 2024

Sun - 24 Mar 2024

استغل ضعاف النفوس من المتسللين والمخالفين لأنظمة العمل والإقامة، حرص أبناء المملكة العربية السعودية، على تقديم المواقف الإنسانية، والسعي للعمل الخيري، والشفقة على الضعفاء والفقراء، بصورة سلبية، فعملوا على السعي لتحقيق مكاسبهم بصور وطرق غير مشروعة، مستهدفين جمع أكبر قدر من المال.

ولحماية الوطن والمواطن من هؤلاء أطلقت وزارة الداخلية حملتها (وطن بلا مخالف) للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وخلق بيئة عمل نظيفة، تكون فيها العمالة الأجنبية ملتزمة بأنظمة البلد منفذة لتعليماته، واستهدفت الحماية التي نفذت ولا زالت تنفذ بمناطق ومحافظات المملكة حماية الوطن من الآثار السلبية للعمالة الأجنبية غير النظامية، التي يشكل تواجدها سببا في ارتفاع معدل الجريمة بانتشار السرقة والمخدرات والتزوير، وغسل الأموال، إضافة لدورها في بروز عمالة رديئة تعمل بكافة المهن وبأسعار رخيصة، يكون ضحيتها المواطن الذي استعان بها.

ولا تنحصر مخاطر العمالة غير النظامية في جرائم السرقة والإتجار بالمخدرات وغيرها، فهناك جرائم صحية تصيب المواطنين نتيجة لقيام هذه العمالة ببيع المأكولات على الطرقات وبالأسواق، دون الحصول على بطاقة صحية تؤكد سلامتها من الأمراض والأوبئة، مما ينتج عنه أضرار صحية على المستهلك، وتهديد للصحة العامة، وإصابة المستهلكين بفيروس معد.

وتواجد مثل هذه العمالة داخل الأحياء السكنية سواء القديمة منها أو الحديثة، وسعيهم لبناء علاقات مع السكان قد يؤدي لضياع الشباب من خلال ثقتهم بهم، فتكون النتيجة انحراف الشاب وتوجهه لتعاطي المخدرات أو لجوئه للقيام بتحويل أموالهم مقابل نسبة مالية ضئيلة يحصل عليها.

حتى تنجح حملة (وطن بلا مخالف) في الوصول لأهدافها بالقضاء على المتسللين ومخالفي نظام العمل والإقامة، وحماية الوطن، والحفاظ على مكتسباته، فإن هذا يعني ضرورة مشاركة المواطن مشاركة فعلية للحفاظ على أمن وسلامة الوطن واستقراره، من خلال الإبلاغ عن المخالفين، وعدم منحهم فرص العمل، وأن يدرك بأن وجودهم غير الشرعي يدفعهم لارتكاب الجرائم للحصول على الأموال التي يسعون للحصول عليها، وقد يكون هو ضحية من ضحاياهم يوما ما، وأن الخطورة تزداد إن التزم الصمت، وغاب دورها الأمني كمواطن يسعى للحفاظ على سلامة أسرته وأمن وطنه.