قراءة في فكر أمير
الأحد - 24 مارس 2024
Sun - 24 Mar 2024
تختلف طرائق الناس في التعبير عن ذواتهم وأفكارهم، وفي تقديم أنفسهم للآخرين، أو تقديم غيرهم لهم، ويبقى الأمر محض كلام، إلى أن تثبته التجارب، وتجليه المواقف، وترسخه الحادثات؛ فلا قيمة لكلمات ليس لها رصيد في قلوب أصحابها أو عقولهم والسلوك.
وأما حين تتحدث المواقف فهي التي تنبيك بما لم تزود - وشخصيتنا شخصية مرموقة ذات مكان ومكانة، في القيادة والعلم والريادة، وقد انتشر صيته، بالخير والحق والعلم والحنكة وسعة الفهم، وحين أتيحت لي الفرصة بلقائه فلا تسل عن روعة اللقاء، وحفاوة الإكرام، ودماثة الأخلاق، واتساع علم، وحكمة عميقة بالسياسة، والقيادة، وهو مع كل ذلك رجل علم يكتب ويحرر، ويناقش، ويعلل بأسلوب سهل ممتنع، وسهولته إنما هي من قصد مؤلفه؛ ليصل خطابه للآلاف من بني وطنه بل من بني الإنسان، وممتنع؛ إذ لا يحسنه كثيرون.
وفي مجالنا الذي نهتم به ونتخصص فيه وهو تحليل الخطاب يهتمون بالمقاصد المرعية وظروف إنتاج الخطاب؛ لأن القصدية Intentionnalité هي الهدف الأسمى في العملية التواصلية، كما أن المتحدث حين يتحدث فإنما يستهدف أطراف التواصل ليؤثر فيهم، ويوصل رسالته ويؤثرون فيه، وشخصيتنا تملك القدرة على التأثير والإقناع، وتحقيق الهدف والقصد من وراء جميع ما يكتب.
والإنسان حين يتكلم قد يقصد غير ما يقول أو يقول غير ما يقصد، والقارئ في حاجة لاستجلاء المعاني المخبوءة في المسطور وراء السطور، تلك المعاني التي ربما لو صرح المتكلم بها لوقع بالحرج، أو أنه يحتاج برسالته معاني ضمنية يترك المجال فيها لمن يتلقى الرسالة أن يجتهد في فهمها، وخطابات أميرنا وكتاباته رسائل واضحة المقاصد، محددة الأهداف نستكشف الدرر التي تضمنتها.
وهذه الأسطر في هذا المقال كتبتها حين سنحت لي غفلات الفرص بلقائه فوجدت عنده الخبر أذكى من الخبر، فقد استقبلني في مكتبه استقبالا حفيا؛ فقدمت إليه مشاركتي حول خطر الإرجاف في تهديد الأمن الوطني، وذلك استجابة لدعوته الكريمة بعقد ملتقى محاربة الإرجاف من ناحية، وإسهاما في محاربته كما تشرفت؛ بتقديم أطروحتي للدكتوراه، التي أوصت اللجنة العلمية؛ بطباعتها وتسليمها الجامعات والوزارات، والمؤسسات السيادية ذات الاختصاص، وسموه على رأس أولئك المهتمين، وكان من عظيم آثار ذلك اللقاء أن أهداني كتبه التي ألفها.
فلما طالعت ما فيها أدهشني ما رأيت من عظيم الفوائد التي بثها في مطويات صفحات ما كتب، وحين فرغت من قراءتها، لم أجد نفسي إلا وقلمي يسيل حبره بخبره - يسطر تلك الكلمات المتواضعة عن أحد الأعلام المعاصرين الذين جمعوا بين مجالات، عز أن تجد من يجمع بينها من أرباب المسؤوليات؛ نظرا لعظيم انشغالهم بالواجب الذي كلفوا به من قبل القيادة الرشيدة.
وأميرنا فيما يكتب تجده مجال الفكر ذا نظر معتدل، يحمل وسطية الإسلام؛ فلا هو بالذي يتنكر لقديمه وينماع في الحديث، ولا هو بالذي يخلد القديم لقدمه، ولا يرد الحديث لمجرد حداثته، وصدق المبرد حين قال: "وليس لقدم العهد يفضل القائل، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب، ولكن يعطى كل ما يستحق". وشخصيتنا من أرقى من واجهت، ومن أروع من لهم قرأت؛ فقد رأيت في كتاباته أنه يعطي كل أمر ما يستحقه، فتراه يقبل الحداثة التي تنفع ولا تضر، وتوسع فكر الناس، وتنقلهم لحياة كريمة، ثم هو لا يتجافى عن قديمه وأمجاده ودينه.
وفي مجال صدق الانتماء لوطنه، ولرموزه، ولشعبه فأنعم به من رجل، إذا تحدث عن الوطن فإنما يحدث بحب، ويتكلم بموضوعية وشفافية، ومصداقية، وحين يتحدث عن قيادته، ومؤسسيه وأبطاله، ومن ضحوا في سبيل إعزازه والتمكين له يتكلم بعز وفخار.
وشخصيتنا نجلي للقراء فكرها؛ لنرشف بل يستفيد أبناء الوطن من علمها وثقافتها وحكمتها؛ فهي شخصية أمير نبيل. ولربما يصير هذا الثناء قليلا في حق هذا الرجل إذا علم القارئ الكريم عدد المؤلفات التي سطرها يراعه الكريم في مجال صدق الانتماء وتقدير مؤسسيه، وإيقاف قرائه على ما سجله التاريخ من بطولات لهؤلاء، ومن تلك المؤلفات:
- الملك عبد العزيز آل سعود وتوحيد إمامة المسلمين في الحرمين الشريفين.
- دور جلالة الملك سعود في تأسيس مسيرة التعليم بالمملكة.
- من رسائل الملك سعود الدعوية.
- موجز تاريخ الدولة السعودية.
- الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود في روب التأسيس والتوحيد والدفاع.
- يوم التأسيس المفاهيم والمكتسبات.
- دور الثقافة والتراث في تنمية الحس الوطني.
وإنه ليتوجب على الأجيال الناشئة اليوم أن تطلع على تلك المؤلفات؛ لينمو لديهم الحس الوطني الصادق وليتربوا على حب هؤلاء القادة الذي سطر لهم التاريخ بطولات خالدة، وآمل لو تم الإفادة من هذه الكتب في تطوير المناهج في التعليم بالمملكة.
ومن المجال التي يحمل فيها الرجل اتزانا آخر، وهو فقه الواقع وسياسة الأمور، وهذه من أوجب ما يتسم بها المسؤولون القادة؛ فيتفهم معطيات الواقع السياسي محليا وعالميا، ويفهم أدواته وتطلعاته؛ فتراه في كتبه السياسية، يؤصل لما يلي:
-التأسيس بأن نظام الحكم في البلاد منبعه الإسلام الصافي الصحيح كتابا وسنة؛ ليفوت على المرجفين أن يجدوا مدخلا للطعن، سواء من المتطرفين اليمينين أو اليساريين.
- دعوته لالتزام هذا النظام واحترامه والحرص على التقيد به، ليسلم البلاد والعباد، ويتحقق الأمن والأمان، وينعم الناس بالرفاة والحياة، وله في هذا المجال مؤلفات تفصح عن تأصيله لنظام الحكم، ومن ذلك ما يلي:
1- التطور السياسي في المملكة العربية السعودية وتقييم مجلس الشورى.
2- المرتكز الإسلامي للأنظمة السعودية.
3- قراءة فكرية في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية.
ولم تقف عقلية الرجل عند أبناء جنسه ووطنه، بل حرص أن يصدر للعالم نظام المملكة العربية السعودية في الحكم ويباهي به؛ ليميط الجهالة عن العالم الغربي فيما يفهمونه عن الدولة السعودية، وفيما يدعونه على الإسلام؛ فاستطاع أن ينظر لنظام الحكم السعودي عالميا وأن يقدم الفكرة الأصيلة والعراقة الإسلامية أمام المبهورين بكل ما هو أجنبي، ولعل كتاب: (الدبلوماسية والمراسم الإسلامية دراسة مقارنة مع التشريعات الغربية) من أوضح النماذج على هذا التأصيل الشرعي والفكري.
ومن أجل الكتب التي في ذلك كتاب المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية، والكتاب بالأصل رسالة علمية، وترجم إلى لغات أجنبية، وقد نال بها أميرنا درجة الماجستير، وقدم لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - وهذا المؤلف يعد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية؛ لمناقشة موضوع من أهم الموضوعات السياسية بالعالم وهي المجالس المفتوحة، حيث أثبتت رسالة المجالس المفتوحة أن نظام الحكم السعودي بالمملكة ضرب أروع نموذج عالميا في لقاء الراعي بالرعية، والحاكم بالمحكم، والرئيس بالمرؤوس، ومناقشة الموضوعات وحل القضايا بشفافية منقطعة النظير، تكاد لا تجدها بصقع آخر من أصقاع الأرض. ولا تقف عظمة هذه الدراسة عند إثبات هذا في مؤلف علمي، بل من ناحية أخرى أنه ينظر لنظام الحكم السعودي عالميا في وقت كان هناك الكثير من أعداء الخارج يحرصون على أن يسموا المملكة بسمات سلبية غير متحضرة؛ فكان هذا المرجع لطمة على جبين المجتمع الغربي الذي ظن أنه وحده هو من ينعم باحترام الإنسان والحرية والحقوق، وما صدقوا في هذا !
ثم إنه مع هذا الزخم الوطني والسياسي، وتلك المؤلفات الجليلة لا يترك مشاركته في بناء الإنسان، وبناء الإيمان؛ فتراه يغرد بكتب شرعية، تهذب وتربي، وتوضح وتهدي، وتدعو إلى القيم والمبادئ، والإنصاف؛ فيكتب كتابين جليلين، ويصفهما بوصفين لا أجد وصفا لهما أنسب منهما، وهما: الأمان الأول، والأمان الثاني. وكتاب الأمان الأول يقصد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والأمان الثاني الاستغفار، وهو بهذا مهتد بنور قوله تعالى: {وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} (الأنفال 33).
وأثرى أمانه الأول بأخلاق محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومبادئه وقيمه في حله وترحاله، وسلمه وحربه، مع عدوه وصحبه، وكل بني الإنسان؛ ليجلي لنا بل للدنيا عظمة هذا الدين، وعظمة رسوله الأمين.
وزين أَمانه الثاني بأدعية ودعوات، وأذكار تقيم حياة الإنسان وتحفظ آخرته، وتجعله أسعد العالمين دنيا وأخرى. ثم هو يغرد في أبواب في حياة الناس ومواقفهم، واجتماعياتهم، ويقدر العقول، وينصح ويعلم، فيأتي كتاب (خير جليس) وهو في خلاصة تجارب، ومواقف ونصائح ومواعظ، لا يمل قارئه، ولا يحرم قارئه فوائده، ثم في كتاب آخر يدعو إلى حفظ الحياة، وحفظ الوطن وحفظ النفس والروح والجسد والمال وكل ما يملك بني الإنسان، بحفظ نعم الله علينا في كتاب (سر دوام النعم).
وإنه لمن الفخر لكل سعودي أن يدرك أن التاريخ السعودي الماضي والحاضر قد حفل بشخصيات فريدة سجلوا تاريخهم بالبطولات والأعمال والأقوال، وحفظ التاريخ ذلك ولا تزال تلك الأرض الطيبة المباركة تنبت الرجال الميامين الكرام، وأميرنا قد حباه الله من فضله، فهو رجل نظام، وانتماء، وأدب، وسياسة، وثقافة، وكرم ودماثة؛ إنه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور: فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم - حفظه الله -.
وأما حين تتحدث المواقف فهي التي تنبيك بما لم تزود - وشخصيتنا شخصية مرموقة ذات مكان ومكانة، في القيادة والعلم والريادة، وقد انتشر صيته، بالخير والحق والعلم والحنكة وسعة الفهم، وحين أتيحت لي الفرصة بلقائه فلا تسل عن روعة اللقاء، وحفاوة الإكرام، ودماثة الأخلاق، واتساع علم، وحكمة عميقة بالسياسة، والقيادة، وهو مع كل ذلك رجل علم يكتب ويحرر، ويناقش، ويعلل بأسلوب سهل ممتنع، وسهولته إنما هي من قصد مؤلفه؛ ليصل خطابه للآلاف من بني وطنه بل من بني الإنسان، وممتنع؛ إذ لا يحسنه كثيرون.
وفي مجالنا الذي نهتم به ونتخصص فيه وهو تحليل الخطاب يهتمون بالمقاصد المرعية وظروف إنتاج الخطاب؛ لأن القصدية Intentionnalité هي الهدف الأسمى في العملية التواصلية، كما أن المتحدث حين يتحدث فإنما يستهدف أطراف التواصل ليؤثر فيهم، ويوصل رسالته ويؤثرون فيه، وشخصيتنا تملك القدرة على التأثير والإقناع، وتحقيق الهدف والقصد من وراء جميع ما يكتب.
والإنسان حين يتكلم قد يقصد غير ما يقول أو يقول غير ما يقصد، والقارئ في حاجة لاستجلاء المعاني المخبوءة في المسطور وراء السطور، تلك المعاني التي ربما لو صرح المتكلم بها لوقع بالحرج، أو أنه يحتاج برسالته معاني ضمنية يترك المجال فيها لمن يتلقى الرسالة أن يجتهد في فهمها، وخطابات أميرنا وكتاباته رسائل واضحة المقاصد، محددة الأهداف نستكشف الدرر التي تضمنتها.
وهذه الأسطر في هذا المقال كتبتها حين سنحت لي غفلات الفرص بلقائه فوجدت عنده الخبر أذكى من الخبر، فقد استقبلني في مكتبه استقبالا حفيا؛ فقدمت إليه مشاركتي حول خطر الإرجاف في تهديد الأمن الوطني، وذلك استجابة لدعوته الكريمة بعقد ملتقى محاربة الإرجاف من ناحية، وإسهاما في محاربته كما تشرفت؛ بتقديم أطروحتي للدكتوراه، التي أوصت اللجنة العلمية؛ بطباعتها وتسليمها الجامعات والوزارات، والمؤسسات السيادية ذات الاختصاص، وسموه على رأس أولئك المهتمين، وكان من عظيم آثار ذلك اللقاء أن أهداني كتبه التي ألفها.
فلما طالعت ما فيها أدهشني ما رأيت من عظيم الفوائد التي بثها في مطويات صفحات ما كتب، وحين فرغت من قراءتها، لم أجد نفسي إلا وقلمي يسيل حبره بخبره - يسطر تلك الكلمات المتواضعة عن أحد الأعلام المعاصرين الذين جمعوا بين مجالات، عز أن تجد من يجمع بينها من أرباب المسؤوليات؛ نظرا لعظيم انشغالهم بالواجب الذي كلفوا به من قبل القيادة الرشيدة.
وأميرنا فيما يكتب تجده مجال الفكر ذا نظر معتدل، يحمل وسطية الإسلام؛ فلا هو بالذي يتنكر لقديمه وينماع في الحديث، ولا هو بالذي يخلد القديم لقدمه، ولا يرد الحديث لمجرد حداثته، وصدق المبرد حين قال: "وليس لقدم العهد يفضل القائل، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب، ولكن يعطى كل ما يستحق". وشخصيتنا من أرقى من واجهت، ومن أروع من لهم قرأت؛ فقد رأيت في كتاباته أنه يعطي كل أمر ما يستحقه، فتراه يقبل الحداثة التي تنفع ولا تضر، وتوسع فكر الناس، وتنقلهم لحياة كريمة، ثم هو لا يتجافى عن قديمه وأمجاده ودينه.
وفي مجال صدق الانتماء لوطنه، ولرموزه، ولشعبه فأنعم به من رجل، إذا تحدث عن الوطن فإنما يحدث بحب، ويتكلم بموضوعية وشفافية، ومصداقية، وحين يتحدث عن قيادته، ومؤسسيه وأبطاله، ومن ضحوا في سبيل إعزازه والتمكين له يتكلم بعز وفخار.
وشخصيتنا نجلي للقراء فكرها؛ لنرشف بل يستفيد أبناء الوطن من علمها وثقافتها وحكمتها؛ فهي شخصية أمير نبيل. ولربما يصير هذا الثناء قليلا في حق هذا الرجل إذا علم القارئ الكريم عدد المؤلفات التي سطرها يراعه الكريم في مجال صدق الانتماء وتقدير مؤسسيه، وإيقاف قرائه على ما سجله التاريخ من بطولات لهؤلاء، ومن تلك المؤلفات:
- الملك عبد العزيز آل سعود وتوحيد إمامة المسلمين في الحرمين الشريفين.
- دور جلالة الملك سعود في تأسيس مسيرة التعليم بالمملكة.
- من رسائل الملك سعود الدعوية.
- موجز تاريخ الدولة السعودية.
- الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود في روب التأسيس والتوحيد والدفاع.
- يوم التأسيس المفاهيم والمكتسبات.
- دور الثقافة والتراث في تنمية الحس الوطني.
وإنه ليتوجب على الأجيال الناشئة اليوم أن تطلع على تلك المؤلفات؛ لينمو لديهم الحس الوطني الصادق وليتربوا على حب هؤلاء القادة الذي سطر لهم التاريخ بطولات خالدة، وآمل لو تم الإفادة من هذه الكتب في تطوير المناهج في التعليم بالمملكة.
ومن المجال التي يحمل فيها الرجل اتزانا آخر، وهو فقه الواقع وسياسة الأمور، وهذه من أوجب ما يتسم بها المسؤولون القادة؛ فيتفهم معطيات الواقع السياسي محليا وعالميا، ويفهم أدواته وتطلعاته؛ فتراه في كتبه السياسية، يؤصل لما يلي:
-التأسيس بأن نظام الحكم في البلاد منبعه الإسلام الصافي الصحيح كتابا وسنة؛ ليفوت على المرجفين أن يجدوا مدخلا للطعن، سواء من المتطرفين اليمينين أو اليساريين.
- دعوته لالتزام هذا النظام واحترامه والحرص على التقيد به، ليسلم البلاد والعباد، ويتحقق الأمن والأمان، وينعم الناس بالرفاة والحياة، وله في هذا المجال مؤلفات تفصح عن تأصيله لنظام الحكم، ومن ذلك ما يلي:
1- التطور السياسي في المملكة العربية السعودية وتقييم مجلس الشورى.
2- المرتكز الإسلامي للأنظمة السعودية.
3- قراءة فكرية في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية.
ولم تقف عقلية الرجل عند أبناء جنسه ووطنه، بل حرص أن يصدر للعالم نظام المملكة العربية السعودية في الحكم ويباهي به؛ ليميط الجهالة عن العالم الغربي فيما يفهمونه عن الدولة السعودية، وفيما يدعونه على الإسلام؛ فاستطاع أن ينظر لنظام الحكم السعودي عالميا وأن يقدم الفكرة الأصيلة والعراقة الإسلامية أمام المبهورين بكل ما هو أجنبي، ولعل كتاب: (الدبلوماسية والمراسم الإسلامية دراسة مقارنة مع التشريعات الغربية) من أوضح النماذج على هذا التأصيل الشرعي والفكري.
ومن أجل الكتب التي في ذلك كتاب المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية، والكتاب بالأصل رسالة علمية، وترجم إلى لغات أجنبية، وقد نال بها أميرنا درجة الماجستير، وقدم لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - وهذا المؤلف يعد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية؛ لمناقشة موضوع من أهم الموضوعات السياسية بالعالم وهي المجالس المفتوحة، حيث أثبتت رسالة المجالس المفتوحة أن نظام الحكم السعودي بالمملكة ضرب أروع نموذج عالميا في لقاء الراعي بالرعية، والحاكم بالمحكم، والرئيس بالمرؤوس، ومناقشة الموضوعات وحل القضايا بشفافية منقطعة النظير، تكاد لا تجدها بصقع آخر من أصقاع الأرض. ولا تقف عظمة هذه الدراسة عند إثبات هذا في مؤلف علمي، بل من ناحية أخرى أنه ينظر لنظام الحكم السعودي عالميا في وقت كان هناك الكثير من أعداء الخارج يحرصون على أن يسموا المملكة بسمات سلبية غير متحضرة؛ فكان هذا المرجع لطمة على جبين المجتمع الغربي الذي ظن أنه وحده هو من ينعم باحترام الإنسان والحرية والحقوق، وما صدقوا في هذا !
ثم إنه مع هذا الزخم الوطني والسياسي، وتلك المؤلفات الجليلة لا يترك مشاركته في بناء الإنسان، وبناء الإيمان؛ فتراه يغرد بكتب شرعية، تهذب وتربي، وتوضح وتهدي، وتدعو إلى القيم والمبادئ، والإنصاف؛ فيكتب كتابين جليلين، ويصفهما بوصفين لا أجد وصفا لهما أنسب منهما، وهما: الأمان الأول، والأمان الثاني. وكتاب الأمان الأول يقصد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والأمان الثاني الاستغفار، وهو بهذا مهتد بنور قوله تعالى: {وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} (الأنفال 33).
وأثرى أمانه الأول بأخلاق محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومبادئه وقيمه في حله وترحاله، وسلمه وحربه، مع عدوه وصحبه، وكل بني الإنسان؛ ليجلي لنا بل للدنيا عظمة هذا الدين، وعظمة رسوله الأمين.
وزين أَمانه الثاني بأدعية ودعوات، وأذكار تقيم حياة الإنسان وتحفظ آخرته، وتجعله أسعد العالمين دنيا وأخرى. ثم هو يغرد في أبواب في حياة الناس ومواقفهم، واجتماعياتهم، ويقدر العقول، وينصح ويعلم، فيأتي كتاب (خير جليس) وهو في خلاصة تجارب، ومواقف ونصائح ومواعظ، لا يمل قارئه، ولا يحرم قارئه فوائده، ثم في كتاب آخر يدعو إلى حفظ الحياة، وحفظ الوطن وحفظ النفس والروح والجسد والمال وكل ما يملك بني الإنسان، بحفظ نعم الله علينا في كتاب (سر دوام النعم).
وإنه لمن الفخر لكل سعودي أن يدرك أن التاريخ السعودي الماضي والحاضر قد حفل بشخصيات فريدة سجلوا تاريخهم بالبطولات والأعمال والأقوال، وحفظ التاريخ ذلك ولا تزال تلك الأرض الطيبة المباركة تنبت الرجال الميامين الكرام، وأميرنا قد حباه الله من فضله، فهو رجل نظام، وانتماء، وأدب، وسياسة، وثقافة، وكرم ودماثة؛ إنه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور: فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم - حفظه الله -.