صالح العنزي

الإعلام الرياضي في الميزان

الخميس - 21 مارس 2024

Thu - 21 Mar 2024


قد تشاهد مشجعا يعبر عن حبه لفريقه بطريقة مبالغ فيها وتنظر له بالنهاية على أنه مشجع ويأخذه الحماس وتقل لديه المسؤولية المترتبة على ما يقول، وإن كان هذا لا يعفيه من تجاوز الأنظمة والقوانين؛ ولكن أن ترى بعض من ينتسب لمهنة الإعلام ويمتلك خبرة طويلة، ثم يسلك مسلكا لا يمت للطرح الإعلامي الرزين بأي صلة، متبعا أساليب إما للتكسب من الإثارة الإعلامية أو لزيادة متابعيه؛ فهذا لا يقبل أبدا؛ لا سيما ونحن في مرحلة نهضة وتطور كبير يشهدها قطاعانا الرياضي بدعم كريم من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله - لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ حيث أصبحت الرياضة السعودية محط أنظار العالم أجمع، وتتابع بتركيز عال من جمهور كبير من محبي الرياضة في العالم، وما تم ويتم لدينا من منافسات محلية وإقليمية وعالمية تشهد حضورا ومتابعة وترقبا عالميا، فهل يرتقي إعلامنا الرياضي لهذا المستوى؟! وهل المنابر الإعلامية والإعلاميون والمشاركون يدركون أهمية ما نحن عليه وما سنصل له بإذن الله؟! من خلال ما نرى أو نسمع لبعض الطرح الإعلامي على الساحة الآن هناك بعض المظاهر منها:
- اعتماد بعض الإعلاميين الرياضيين وبعض مشاهير الرياضة على نقاط إثارة تحدث هنا أو هناك ويصنعون منها سيناريوهات وبرامج ومساحات ومنشورات على منصة (x ) ويحاولون التأثير على المتلقي وعلى اللجان الرياضية الرسمية؛ وكأنها لا تتبع لجهاز رسمي لديه قوانين وأنظمة تكفل لكل ذي حق حقه؛ ولديها أنظمة وسيكون حكمها وقرارها لصالح أحد الأطراف ضد الآخر؛ ولن يرضي الحكم طرفي نزاع أي كانا.
- لو سألت بعض هؤلاء الإعلاميين ورواد المساحات عن أمور رياضية عن فريقه لما عرفها، وقد لا يتابع مباريات فريقه، ويفرغ نفسه فقط للمماحكات والاتهامات والجدال وكأن الرياضة ليست مسابقة؛ بل معركة يجب أن تنتصر على الآخر إن لم يكن بنقاط فريقك؛ فبلسانك ومنشوراتك؟
- تعلمنا أن الرياضة الجميلة هي فيما يرسم من إبداع في المستطيل الأخضر، وأن النقد البناء مطلوب للتحسين والتطوير وتدارك الأخطاء، وأن حق الآخر مكفول بالنظام ودرجات التقاضي حتى أعلى جهة قضائية؛ لكننا لم نتعلم أبدا الاتهامات لمجرد الانتماء، والفجور في الخصومة لمجرد الاختلاف في الرأي، والتشكيك في اللجان والمسؤولين المبنية على العاطفة.

ولعل الجهات المسؤولة عن الإعلام والإعلاميين تكون لها وقفة حازمة فيما يحدث من خلال:
- إقرار تصاريح للإعلاميين الرياضيين من شروطها الالتزام بكل ما يدعم قيم الرياضة والابتعاد عن ما يثير الجمهور الرياضي، واحترام جميع الأندية ومشجعيها مع ضمان حق طرح الرأي والنقد البناء الذي يحترم شخص الآخر ويبتعد عن كيل الاتهامات المبنية على مجرد المخالفة في الميول، مع البعد عن استثارة حماس المشجعين بالتصريح أو التلميح وإعداد ميثاق متكامل وواضح في ذلك؛ مع سحب التصريح الإعلامي لمن يخالف ذلك.
- إدراج المساحات الرياضية تحت ضوابط الإعلام الرياضي ورقابة ما يطرح فيها ومحاسبة كل من يتجاوز في الطرح وإحالة كل من يتعرض لحقوق الآخرين للجهات الرسمية.
- تكثيف الطرح الإعلامي الرياضي الذي يزيد اللحمة الوطنية ويعزز القيم لدى صغارنا الذين هم بإذن الله استثمار المستقبل.

في الختام، تبقى الرياضة وكرة القدم خاصة ساحرة الكثير حول العالم، وأحد أهم الروافد الاقتصادية لكثير من دول العالم، وحري بنا جميعا كمؤسسات إعلامية ورياضية وإعلاميين ومشجعين ومحبي الرياضة أن نجعل من الساحة الرياضية السعودية التي هي محط أنظار العام نموذجا للمحبة والأخلاق الرياضية في داخل الملعب وخارجه، وأن نكون أهلا للمسؤولية ونقدر الدعم الكبير التي تقدمه قيادتنا حفظها الله لرفع اسم وطننا المملكة العربية السعودية، وأن نجعل المكتسبات الرياضية لوطننا ومنتخباتنا وأنديتنا هي التي تتحدث.


salehsalmanalen@