عبدالله علي بانخر

فوضى وسائل التواصل الاجتماعي والتقنين الأوروبي المستحدث

الخميس - 21 مارس 2024

Thu - 21 Mar 2024


عادة ما تسبق التقنية الحديثة والمتطورة كل من الأنظمة والقوانين والتشريعات المنظمة تحقيقا لمغزى الاستفادة منها على مر التاريخ الإنساني، وبعد جهود بدأت منذ عام 2020م أصدر الاتحاد الأوروبي مؤخرا وتحديدا في 6 مارس 2024م تنظيما جديدا ساري المفعول اعتبارا من ذلك التاريخ على كبريات الشركات العالمية العاملة في هذا المجال، وقد تم ذلك بعد أن سبق منح هذه الشركات 6 أشهر لترتيب أوضاعها للتوافق مع النظام الجديد والمعنون بنظام الأسواق الرقمية Digital Markets Act.

ويعتمد النظام الجديد DMA على نظريات حراس البوابة Gatekeepers في علوم الاتصال ويتم تطبيقه على عدد من كبريات الشركات العالمية المتخصصة مثل: الفابيت، أمازون، آبل، بيتادانس، ميتا، مايكروسوفت.

وتضم هذه الشركات كبريات المنصات الرئيسة المزودة للخدمات الرقمية المعني بها هذا النظام الجديد DMA من قبل الاتحاد الأوروبي، ووفقا للاستخدامات والتطبيقات التابعة لها وهي كالتالي:
- شبكات التواصل الاجتماعي: تيك توك، وفيس بوك، وانستقرام، ولينكد إن.
- الوسائط البينية: قوقل خرائط، وقوقل ألعاب، وقوقل التسوق، وأمازون أسواق، وآبل متجر التطبيقات، وميتا أسواق.
- الإعلانات: قوقل، وأمازون، وميتا.
- الرسائل: واتس أب، وماسنجر.
- مشاركات الفيديو: يوتيوب.
- محركات البحث: قوقل البحث.
- التصفح: قوقل كروم، وسفاري.
- أنظمة التشغيل: أندرويد، وآي أو إس، وويندوز.

ويعول على نظام DMA تنظيم الفوضي المستشرية في الأسواق الرقمية وتطبيقاتها واستخدامها المختلفة على الأقل نسبيا وعلى النطاق الأوروبي على وجه الخصوص، ويأمل أن يقتدي به بقية أنحاء العالم ووفقا لخصوصية كل منطقة على حده، وسبق أن تحدد عربيا أن تكون العاصمة السعودية الرياض مركزا للتحكم الرقمي في المنطقة العربية نظرا للتطور الهائل في هذا المجال بالمملكة.. والأمل معقود على هكذا تنظيمات تحقق الفائدة المرجوة من التقنية الرقمية وتقلص الأضرار الناجمة عنها.. علما بأن التقنية عادة ما تكون سلاحا ذا حدين يفترض ان تحقق نعمة يستفاد منها ويجب ألا تكون نقمة تضر بها الأفراد والمجتمعات والمؤسسات والدول.

والأمل في الله كبير أولا وأخيرا ثم في جاهزية العقل البشري الإنساني القويم المتسلح بالقيم الأخلاقية النبيلة وبعيدا عن المصالح المادية الدنيئة.

وإن لم يشر صراحة هذا النظام - وفقا للتقرير الذي أصدرته Statista في 11 مارس 2024- إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي وهواجس الضرر منه.. إلا أنه من المؤكد تضمين استخداماته وفق هذا النظام المستحدث علاوة على الحرص على تطويره لاحقا.

لعل وعسى أن نعظم فوائد التقنية ونأمن أضرارها قبل فوات الأوان.

والله المستعان.

aabankhar@