الحوثي يغتال أفراح اليمنيين في رمضان

ظروف معيشية صعبة ومعاناة في عاشر سنوات الانقلاب
ظروف معيشية صعبة ومعاناة في عاشر سنوات الانقلاب

الأربعاء - 20 مارس 2024

Wed - 20 Mar 2024

أب يمني يحمل ابنه ويبتسمان رغم المآسي (مكة)
أب يمني يحمل ابنه ويبتسمان رغم المآسي (مكة)
قتلت جماعة الحوثي المصنفة على قائمة الإرهاب فرحة اليمنيين في رمضان المبارك، وأدت إلى منغصات عدة للمدنيين الباحثين عن الأمن والسلام في العاصمة صنعاء، والمحافظات القريبة منها.

واستقبل اليمنيون رمضان المبارك وسط طقوس لا تخلو من الفرحة والتكافل الاجتماعي، رغم منغصات الصراع المستمر في البلاد منذ نهاية 2014.

ويعد هذا عاشر رمضان يعيشه اليمنيون، في ظل الصراع المتواصل بين الحكومة المعترف بها دوليا من جهة، وجماعة الحوثي المصنفة على قائمة الإرهاب من جهة، ويأتي رمضان في ظل ظروف معيشية صعبة يعانيها معظم اليمنيين، إلا أنها لم تحرمهم من استقبال هذا الشهر بحفاوة وترحيب كبير.

تبادل الأطباق
في رمضان يحرص اليمنيون على تحضير وجبات متنوعة، وتبادل الأطباق الغذائية بين المواطنين، كطقس متوارث خلال الصيام. ويستعد كثير من اليمنيين لهذا الشهر قبيل قدومه، من حيث توفير الإضاءة عبر الطاقة الشمسية، إضافة إلى تزيين المنازل، وتوفير بعض المستلزمات الغذائية المرتبطة برمضان.

وبشكل متزامن، ثمة كثير من اليمنيين يحاولون صنع الفرحة دون أي استعداد لشراء متطلبات رمضان، نتيجة الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها.

ويعرب كثير من اليمنيين عن سعادتهم برمضان الذي سبق أن تم انتظاره وترقبه باهتمام منقطع النظير، لما فيه من أهمية كبيرة تعكس المكانة العظيمة لشهر الصيام في قلوب المواطنين.

منغصات الحرب
سلطان ثابت، في العقد الثالث من العمر، يقطن في تعز أكبر المحافظات اليمنية سكانا، يفيد بأن رمضان الجاري فيه كمية من الفرحة رغم جميع المنغصات التي خلفتها تداعيات الحرب.

وأضاف ثابت، وهو أب لطفلين: «يختلف رمضان الجاري عن الأعوام السابقة من حيث الهدوء والاستقرار النفسي، وهي منحة من الله لليمنيين الذين عانوا كثيرا من المأساة».

وأشار إلى أن اليمنيين عادة يحاولون عيش الشهر الكريم بنوع من التكافل، وتبادل الزيارات، ومشاهدة البرامج التلفزيونية الرمضانية، كنوع من الترويح على النفس.

رحمة إلهية
بدورها، ترى اليمنية هدى الأحمدي (ربة بيت)، مقيمة في ريف محافظة تعز، أن رمضان يأتي مع الرحمة الإلهية والاستقرار النفسي الذي يميزه عن بقية الشهور.

وأضافت بأن مختلف المحافظات اليمنية تعيش في أجواء جميلة بفعل الشهر الكريم، الذي يفرح المواطنين ويعزز القيم الإيجابية لديهم.

وأشارت إلى أن معظم الناس يقضون الشهر الكريم بتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وصنع الخير، والتعاون على دعم الفقراء والمساكين.

وتأتي هذه المشاعر، في ظل استمرار حالة التهدئة العسكرية في مختلف الجبهات الداخلية لليمن، بين القوات الحكومية والحوثيين، منذ حوالي عامين، ضمن المساعي الدولية والأممية الرامية لحل الصراع في البلاد.

معاناة المرض
أما أم أنس، ربة بيت في العاصمة صنعاء، فتشير إلى أن رمضان «يستلزم منا العيش في واقع مليء بالرضا والقناعة رغم كل المكدرات».

وأضافت: «أعاني من أمراض متعددة، وما زال موضع الحقن الوريدية ظاهرة في جسدي، ومع ذلك مستمرة في صيام هذا الشهر».

وتابعت «الحمد لله دوما ... من المهم أن نعيش مرحلة الرضا والكفاح في رمضان رغم كل المنغصات، ولا نستسلم للظروف».

يشار إلى أن اليمن البالغ سكانه أكثر من 30 مليونا، يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، إذ بات معظم المواطنين بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

أزمة طاقة
بينما يحتفل كثير من الدول بالشهر الكريم عن طريق تعليق كثير من الإضاءات الكهربية الملونة في الشوارع وعلى واجهات البيوت، لا يعرف اليمن مثل هذا النوع من الاحتفالات، فقد عانى اليمن، وما يزال يعاني من أزمة طاقة، ازدادت سوءا منذ اشتعال الحرب في 2015، لتنخفض نسبة السكان الحاصلين على الكهرباء أكثر وأكثر، ويعتمد غالب الأسر على ألواح الطاقة الشمسية والمولدات الخاصة، بعيدا عن المؤسسات العامة، وهو ما يعني أن شراء ألواح الطاقة الشمسية والتأكد من كفاءتها أصبح واحدا من طقوس الاستعداد للشهر الكريم.

أما الفانوس فهو يُستخدم بالفعل لكن ليس للزينة والاحتفال، وإنما ليكون مصدر إضاءة احتياطيا.

تقول الطبيبة الفرنسية كلودي فايان، في كتابها «كنت طبيبة يمنية»، إن «الناس أجمعين في اليمن يتلون القرآن حتى أولئك الذين لم أكن أصدق أنهم يعرفون القراءة، ويكون السؤال عندما يلتقي الناس في الشارع هو (كيف رمضان؟)».

أبرز عادات رمضان في اليمن:
  • تزيين المنازل عبر الطاقة الشمسية.
  • توفير المستلزمات الغذائية المرتبطة برمضان.
  • تبادل الزيارات والأطباق الرمضانية بين العائلات.
  • التجمع لصلاة التراويح وقراءة القرآن.
  • فرحة الأطفال والألعاب في ليالي الشهر الكريم.