عبدالله العولقي

متغيرات التكنولوجيا المتسارعة

الأربعاء - 20 مارس 2024

Wed - 20 Mar 2024


يقول المثل العربي القديم: جنت على نفسها براقش، ربما يكون هذا هو حال المبرمجين في المستقبل، فبعد أن كانت مهنة البرمجة من أهم الوظائف البشرية والتي تدر على أصحابها آلاف الدولارات أصبحت مهنة مهددة بالانقراض، فبعد أن تمكن المبرمجون من اختراع نظام الدردشة الآلي CHAT GPT الذي يعمل وفق آلية الذكاء الاصطناعي أصبح بالإمكان إنشاء برنامج متكامل حسب الطلب بمجرد الدردشة مع النظام الآلي وتحديد مواصفات البرنامج المطلوب!!.

هذه أولى متغيرات التكنولوجيا التي نعيشها اليوم، وهذه المتغيرات المتسارعة ستؤثر بلا شك على نمط حياتنا اليومية بسبب التسارع الحدثي لتلك المتغيرات، ولرصد هذه المتغيرات قام العلماء بترميز الأجيال، جيل X، جيل Y، جيل Z، وهكذا، فبعد أن كان الجيل يتسم بزمنية الربع قرن أصبح يتضاءل ليصل الجيل إلى مستوى العقد أي العشر سنوات فقط، والسبب لا شك هي متغيرات التكنولوجيا المتسارعة، فمواليد عام 2010م يرمز لهم بالرمز ألفا، أما مواليد عام 2020م فيرمز لهم بالرمز بيتا، وهو الجيل الذي يهمنا في هذا المقال حيث يوصف هذا الجيل بجيل الذكاء الاصطناعي وهو ثاني المتغيرات التي نتحدث عنها في هذا المقال، ففي كتاب أحلام فترة العزلة يؤكد الباحث سمير مرقص أن جيل بيتا سيتولى قيادة العالم خلال عقد من الزمان، بغض النظر عن انتماء أفراد ذلك الجيل، هل ينتمون إلى الطبقات الفقيرة أم إلى الطبقات الغنية؟، المهم أن المتفاعلين منهم بذكاء وباحترافية مع تقنية الذكاء الاصطناعي سيكون لهم أثر كبير على مستوى قيادات الشركات العالمية، وحتى على مستوى الحكومات والقيادات الدولية من حيث اختراعهم للغة تواصل جديدة يشتركون بها حول العالم، أو من خلال تشكيل نمط حياتي جديد سيؤثر حتما على تربية الأسرة والإنتاج المعرفي والإبداعي وغير ذلك.

آخر تلك المتغيرات المتسارعة تتعلق بعودة مفهوم الإبداع كنقطة محورية في عالم التكنولوجيا، فقبل عدة أسابيع أصبحت شركة أنفيديا ثالث أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد شركتي قوقل وأمازون، حيث تجاوزت قيمتها السوقية اثنين تريليون دولار، وهي قيمة خيالية تتجاوز ميزانية بعض الدول، فما هي قيمة الإبداع التي أحدثتها هذه الشركة بهذه السرعة لدرجة أنها تجاوزت الشركات العملاقة في التقنية؟، هذه الشركة لا تمتلك مصانع ولا مباني ضخمة ولا فروع حول العالم ولا عمالة كثيرة، هي مجرد مكاتب يعمل بها خبراء في تصميم البرمجيات، هي متخصصة في التصميم فحسب، بمعنى أنها تتعامل مع مصانع متخصصة في صناعة البرمجيات وإنتاج الرقائق الالكترونية، هي تصمم فقط والمصانع تصنع، وبهذا التخصص الدقيق أصبحت أنفيديا ثالث أكبر شركة في العالم!!.

خلاصة القول: التكنولوجيا تتغير بوتيرة متسارعة جدا، وتلك المتغيرات قد تحدث نقلة نوعية في نمط حياة الإنسان من خلال مؤشرات التسارع الزمني، وذلك من خلال ثلاثة عوامل: الذكاء الاصطناعي من خلال تقنية CHAT GPT وجيل بيتا والإبداع في التقنية.


albakry1814@