نمر السحيمي

‏الحكم في الخوارج على (إجماع الأمة) المنعقد في القضية الفلسطينية

الثلاثاء - 19 مارس 2024

Tue - 19 Mar 2024


قبل البدء لا بد من توضيح ‏الخلفية التاريخية التالية ليفهم ما أريد من هذا المقال: ‏فقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد رفض التحكيم الذي طلبه جيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في معركة صفين، فاعترض على رفضه قوم من قيادة جيشه حتى أقنعوه بالموافقة فوافق رضي الله عنه.

‏فلما أراد علي بن أبي طالب إرسال أبي موسى الأشعري حكما أتاه رجلان ممن (أقنعوه بالموافقة على التحكيم) وسموا بعد ذلك (الخوارج) فقالا له :«لا حكم إلا لله»، فقال علي: «لا حكم إلا لله»، وتناظر الرجلان من الخوارج مع علي، ثم خرجا من عنده يؤلبان الخوارج عليه.

‏ بعدها خطب علي بالمسجد فقام عدد من الخوارج يصيحون في جنباته: «لا حكم إلا لله»، فقال علي بن أبي طالب: «الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تبدؤونا وإنما فيكم أمر الله».

‏فحينها خرجت الخوارج من المسجد واجتمعوا على الخروج في وقت واحد إلى النهروان التي قتلهم فيها علي في معركة سميت باسمها.

‏ ‏وللخوارج على إجماع الأمة في قضية فلسطين (حرب غزة) نقول لهم ما قاله الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
‏أولا: الله أكبر عليكم، وعلى كيدكم، وما تدعونه من نصر أهالي غزة ماهو إلا (كلمة حق أريد بها باطل).
‏ثانياً: أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا:
1 - لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه.
2 - لا نمنعكم (الفيء) ما دامت أيديكم مع أيدينا، أي ما دمتم مع (إجماعنا)، و(الفيء) هنا أي مكاسب معركتنا مع العدو إن وقعت.
3 - لا نقاتلكم حتى تبدؤونا، وإنما فيكم أمر الله.
وفي الختام من هم الخوارج الذي أقصد: ‏الخوارج على (إجماع الأمة) في قضية فلسطين وحرب غزة: هم كل الذين خرجوا عن الإجماع العربي والإسلامي المنعقد في هذه القضية من كل الفرق والمذاهب والأفراد المنتمين للإسلام، وليس المقصود في الخوارج هنا الفرقة المعروفة بالاختلاف العقدي الموسومة بالخوارج.


alsuhaimi_ksa@