بسام فتيني

المعارك السنوية على المسلسلات الرمضانية!

الاثنين - 18 مارس 2024

Mon - 18 Mar 2024


منذ سنوات طوال والمعارك الرمضانية على بعض المسلسلات والبرامج الرمضانية لا تتوقف، تتصاعد الوتيرة تارة لتتهم الممثل الفلاني أو المسلسل الفلاني بالإساءة وتشويه صورة المجتمع!، وأحيانا تتخذ الوتيرة صورة الإعتراض على معنى (الكوميديا) التي يسمونها إسفافا أو تفاهة حين لا تعجبهم!
وهذه الحروب السنوية ليست حديثة بل قديمة جدا، منذ أن قرر قبل أكثر من عقدين من الزمان عامر الحمود ورفيقيه آنذاك عبدالله السدحان وناصر القصبي، أن ينطلقا بأول مسلسل سعودي يُكبل العائلة كلها لتتابعه خلف الشاشة، فكان «طاش ما طاش» وجبة رمضانية رافقت السعوديين والعرب سنوات طوال، حتى حين شبت نيران الحرب بين الحمود المخرج والثنائي السدحان والقصبي، جاء عبدالخالق الغانم (رحمه الله) لينقل المسلسل لمستوى آخر، فقد كانت الجرأة في طرق بعض القضايا تزيد عاما بعد عام، حتى إن بعض دعاة المنابر هاجموهم بأبشع الألفاظ!
ما زلت أذكر كيف أن «طاش ما طاش» رغم نجاحه الكبير، إلا أنه كان مكروها من فئة أخرى، كانت تعتقد أن انتقاد سلوك جهاز الهيئة مثلا على أنه انتهاك لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
والحقيقة أن تلك المعارك كانت في مجملها تمثل حالة من محاولة رفع الوعي، وحلحلة بعض الأفكار الخاطئة، واستخدام الفن كوسيلة هادفة لتمرير مفهوم سماحة الإسلام ووسطيته الخالدة، حين نطبق ذلك بوعي، حتى لاحقا حين جاء العاصوف بأجزائه الثلاث، كان يحمل كثيرا من الرسائل التي تقول للجيل الحالي، إن مملكتنا كانت تتعرض لمؤامرات بعض الحركات (المتأسلمة) التي تضمر الشر للبلاد والعباد.

لنحمد الله حين نقارن بين الأمس واليوم، ونحمد الله ألف مرة على قيادتنا الرشيدة وولاة أمرنا، حين كانت كل السهام تصوب نحونا ومع ذلك اجتزنا بتلاحمنا كشعب وقيادة حتى اليوم.

ومنذ بزوغ فجر رؤية 2030 كان الفن سلاحا قويا نجيره فعليا لخدمة الصورة الحقيقية لنا، وحتى حين تسقط بعض الأعمال الفنية في فخ ضعف النص، علينا أن ندعها تمر وتمضي، فلا نهول من الأحداث والقصص الواردة داخل العمل من مجرد قصة سيناريو مكتوب ولا نعطي للموضوع حجما أكبر، فهذه الساحة أمام الجميع من يعمل جيدا سيعجب شريحة وقد لا يعجب أخرى، والعكس وارد.

لذلك، ليتنا نكفُ عن المعارك الوهمية بسبب المسلسلات الرمضانية، فالموضوع أسهل مما نتخيل.



bassam_fatiny@