أحمد صالح حلبي

مواقف كدي.. والحاجة للتطوير

الاثنين - 18 مارس 2024

Mon - 18 Mar 2024


حينما برزت فكرة إقامة مواقف خاصة لسيارات المعتمرين والمصلين بمواقف حجز سيارات حجاج البر بكدي، أثناء تولي اللواء يحيى الزايدي ـ يرحمه الله ـ إدارة مرور العاصمة المقدسة، كان الهدف منها العمل على تخفيف الضغط الذي تشهده حركة السير بالشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الحرام والمنطقة المركزية، وتولت إدارة المرور ـ آنذاك ـ دراسة الفكرة ومسؤولية تنفيذها من خلال تنظيم دخول السيارات وخروجها من وإلى المواقف، والعمل على تأمين حافلات لنقل الركاب إلى المسجد الحرام، حيث تمت الاستعانة بحافلات شركات نقل الحجاج لنقل المعتمرين والمصلين بالمجان، ومنحت هذه الخطوة أصحاب المركبات الخاصة فرصة إيقاف سياراتهم بمواقف آمنة، والتمتع بأداء عمرتهم وصلاتهم دون قلق أو خوف عليها.

وعاما تلو آخر أخذت الفكرة تتطور، كما أخذت أعداد المستفيدين منها من معتمرين ومصلين في الارتفاع، فدخلت فكرة زيادة عدد المواقف الداخلية من خلال إدخال مواقف جديدة في كل من الشهداء، والقشلة، ومحبس الجن، وأخيرا شارع الأمير متعب.

كما تمت الاستعانة بمواقف حجز السيارات الخمسة بمداخل مكة المكرمة على طريق مكة – جدة السريع، وطريق مكة المكرمة – المدينة المنورة السريع، وطريق مكة ــ الطائف، وطريق مكة ــ الليث، وطريق مكة ـــ الطائف السيل، وتحويلها لمواقف خاصة لسيارات المعتمرين، ونجحت الفكرة وخفف الضغط على الطرق المؤدية للمسجد الحرام، والمنطقة المركزية، فيما بقي موقف السيارات بكدي كموقف رئيس لسيارات المصلين.

ومع مرور السنين وارتفاع أعداد السيارات، وتقلص مساحة مواقف كدي بعد إقامة عدد من المباني الحكومية ببعض مواقعه، أصبح البعض من أصحاب السيارات يقومون بإيقاف سياراتهم بأسلوب عشوائي بطلعة كدي، والطرق المحيطة بالموقف وهذا ما سنراه في الأيام القادمة، نظرا لعدم توفر المواقف الكافية.

وقبل أن تتقلص المساحة المتبقية بالموقف، ويجد مرور العاصمة المقدسة عدم قدرته على توفير مواقف كافية لسيارات المصلين، فإن الحاجة تدعو للعمل على إعداد دراسة لإنشاء وإدارة وتشغيل مواقف سيارات متعددة الأدوار تكون قادرة على استيعاب سيارات المصلين حاليا ومستقبلا، فمساحة الموقع وطبيعته قادرة على تحويله لموقف سيارات استثماري، وهو مشروع يعطي ولا يأخذ، وعوائده لن تنحصر في دخله المالي من أجرة المواقف، فهناك عوائد أخرى يمكن استثمارها من خلال استغلال مرافقه تجاريا بإقامة مطاعم لتقديم الوجبات الخفيفة للمصلين بعد عودتهم من المسجد الحرام، على غرار المطاعم والجلسات العائلية التي كانت موجودة بسوق مكة الدولي الذي كان متواجدا بمدخل الطريق المؤدي من مواقف كدي لأنفاق باب الملك عبدالعزيز وتمت إزالته.

وختاما أقول «إن المواقف الذكية إن كانت تمثل حلا سريعا لفك أزمات المدن المكتظة بالسيارات، فإن إقامة مواقف متعددة الأدوار بكدي تمثل حلا لمشكلة مواقف المعتمرين والمصلين وحركة السير مستقبلا».


ahmad_helali@