فضائح تعذيب الأطفال والشيوخ الفلسطينيين بالسجون

منظمات إسرائيلية تعترف: الأسرى يتعرضون لعنف جنسي وعددهم زاد 200% بعد 7 أكتوبر
منظمات إسرائيلية تعترف: الأسرى يتعرضون لعنف جنسي وعددهم زاد 200% بعد 7 أكتوبر

السبت - 16 مارس 2024

Sat - 16 Mar 2024

فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 7605 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ طوفان الأقصى، نددت منظمات دولية وإقليمية بالانتهاكات الواسعة وعمليات التعذيب الممنهجة التي يتعرض لها أطفال ونساء وشيوخ بصورة غير مسبوقة داخل السجون الإسرائيلية.

استباح الاحتلال أجساد الأسرى الفلسطينيين وجرعهم شتى ألوان التعذيب والإهانة، ليشد شاهد من أهلها، وتتوجه منظمات غير حكومية إسرائيلية، إلى لمقر الأمم المتحدة في جنيف، بهدف فضح الممارسات التي تجري للفلسطينيين خلف الأبواب المغلقة، والتي أودت بحياة العشرات نتيجة التعذيب والضرب المبرح.

وقالت «إن الأسرى خصوصا من الأطفال والعواجيز يدفعون ثمنا باهظا للحرب الظالمة التي تعيشها غزة منذ 7 اكتوبر الماضي، ويتعرضون لعمليات عنف جنسي وجسدي، وممارسات انتقام واسعة».

انتهاكات وتعذيب
في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، نددت منظمات غير حكومية إسرائيلية بوجود عدد قياسي من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يواجهون انتهاكات نظمية والتعذيب أحيانا، داعية الأسرة الدولية إلى التحرك، وتوجه أعضاء هذه المنظمات إلى جنيف خلال الأسبوع الحالي لإبداء قلقهم أمام الأمم المتحدة من «أزمة» كبيرة في السجون الإسرائيلية، وقالت تال شتاينر من اللجنة العامة لمكافحة التعذيب في مقابلة، «نحن قلقون للغاية، نحن أمام أزمة»، مشددة على وجود «نحو 10 آلاف فلسطيني معتقلين من جانب إسرائيل في زيادة نسبتها 200 %» مقارنة بالسنوات العادية.

وأعربت الأمم المتحدة وأطراف أخرى عن قلقها من ظروف اعتقال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلا أن شتاينر أكدت أن الوضع تدهور كثيرا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

عنف جنسي
وقالت ميريم عازم من المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية «عدالة» «خلال الهجوم العسكري في غزة حصلت أزمة داخل منشآت الاعتقال والسجون الإسرائيلية تم تجاهلها».

وأضافت «نرى استخداما نظميا ومتفشيا للكثير من الأدوات من أجل ارتكاب عمليات تعذيب وإساءة معاملة للفلسطينيين»، ورأت أن هذه الأزمة «تتطلب تدخلا فوريا من الأسرة الدولية».

وذهبت شتاينر في الاتجاه نفسه محذرة من أن «الأزمة مستمرة»، مشددة على أن «ثمة أشخاصا يعانون الآن في الاعتقال وثمة حاجة كبيرة لتدخل عاجل».

وتمكن المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية «عدالة» من توثيق «19 حالة واضحة» من التعذيب داخل نظام السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، بينها عنف جنسي.

تعذيب عجوز
وأشارت شتاينر إلى ان كل الموقوفين في غزة وبينهم أطفال وحتى امرأة في الـ82 على ما يبدو، معتقلون بموجب القانون الإسرائيلي المتعلق بالمقاتلين غير النظاميين، ويحرم القانون هذا من الحماية الواجبة للمعتقلين وأسرى الحرب.

وأكدت أن «القانون بشكله الحالي مخالف للدستور»، وقالت شتاينر وعازم وكلاهما يحمل الجنسية الإسرائيلية، «إن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في إسرائيل يزداد صعوبة منذ السابع من أكتوبر، وإنهما تعرضتا لتهديدات وللشتم».

وأكدت شتاينر، «التواجد في هذا المكان (إسرائيل) ليس بالسهل»، ولفتت إلى أن الصدمة التي خلفها هجوم حماس والقلق الكبير على مصير الرهائن مفهوم «لكن هذا الأمر لا يبرر اللجوء إلى التعذيب».

وفي غياب الأرقام الرسمية، تقدر المنظمات غير الحكومية أن ثمة نحو ألف شخص في هذه المعتقلات، ويعتقل 600 شخص آخر من غزة أوقفوا داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، في مؤسسات تابعة لهيئة السجون الإسرائيلية.

تخريب وتدمير
ووفق البيان، اعتقلت قوات الاحتلال، منذ يوم أمس، 20 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون، لافتا إلى أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات طولكرم، الخليل، طوباس، بيت لحم، نابلس، جنين، والقدس.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الأسير رائد الحوتري المعتقل منذ عام 2003، والمحكوم بالسجن المؤبد 22 مرة، ومنزل الأسير سعيد ذياب المعتقل منذ عام 2007، والمحكوم بالسجن لمدة 27 عاما، وهما من محافظة قلقيلية، وفتشتهما، بالإضافة لتخريب وتدمير محتوياتهما بشكل واسع».


اعتقالات جديدة
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير في فلسطين أمس «إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 7605 مواطنين من الضفة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي».

وأوضحت في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية(وفا)، أن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

وأضافا «إن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين».

أقفاص الهواء
وأعربت المنظمات غير الحكومية عن قلقها من الظروف داخل معتقلات عسكرية أوقف فيها أشخاص داخل قطاع غزة، وأفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينيا في مراكز كهذه منذ أكتوبر، حسب ما أكدت شتاينر مضيفة «هذا غير مسبوق وحاد للغاية».

وقالت، «إنه يتعذر الوصول إلى هذه المعتقلات ولم يسمح لمنظمتها أو لأي صحفي أجنبي بدخول غزة لمقابلة المفرج عنهم»، إلا أن تقارير تستند إلى شهادات موقوفين سابقين في هذه المعتقلات تشير إلى أنها غالبا ما تكون عبارة عن «أقفاص في الهواء الطلق» يكون فيها المعتقلون «موثوقي اليدين ومعصوبي العينين على مدار الساعة».

الأسرى الفلسطينيون في سجون إسرائيل:
27 ماتوا جراء التعذيب في السجون
200 % زيادة في عدد المعتقلين
7605 معتقلين في الضفة منذ 7 أكتوبر
10 آلاف أسير تقريبا

الأكثر قراءة