محمد إسحاق

عاداتك تصنع نجاحاتك أو فشلك!!

الخميس - 14 مارس 2024

Thu - 14 Mar 2024

عاداتك تصنع نجاحاتك أو قد تكون السبب في فشلك.

في حياتنا الكثير من الأمور التي صرنا نفعلها بشكل تلقائي، سواء ما تربينا عليه من سلوكيات أو عادات، وما اقتبسناه من الآخرين من البيئة المحيطة دون وعي، أو ما فرضته علينا ظروف الحياة.

فالبعض مرت عليه ظروف صعبة ومشاكل معقدة جعلته ينفس عن غضبه وحزنه ويأسه في الأكل وتناول السكريات، وهذا الشخص حتى عندما تنتهي مشكلته وتعود الحياة لمجاريها قد لا يدرك أنه قد بنى عادة صحية سيئة قد تستمر معه طوال الحياة إذا لم ينتبه لها، وجعلته يهرع إلى الأكل عند أدنى مشكلة أو تحدي في حياته.

وهكذا الحال لدى الناجحين في الحياة، فعند التأمل في جداولهم اليومية سنلحظ وجود مجموعة من الأعمال المتكررة طوال الأسبوع التي لا يتنازلون عنها مهما حصل مثل الذهاب للنادي الرياضي في ساعة محددة، وقراءة الصحيفة اليومية، ووقت مخصص للقراءة المثمرة وغيرها من العادات الإيجابية التي تسهم في الحفاظ على مستوى من الانضباط وتعطي لصاحبها الإحساس الجميل بالإنجاز كل يوم.

ومن أجمل الكتب التي قرأتها وأنصح القراء باقتنائها حول العادات وكيفية بنائها بالشكل الصحيح كتاب العادات الذرية للمؤلف جيمس كلير.

فهذا الكتاب العملي والبسيط سيساعدك في فهم مدى تأثير العادات ولو كانت صغيرة على حياتك على المدى البعيد، ولبيان مدى صغرها فقد سماها المؤلف العادات الذرية.

وذكر المؤلف في كتابه تجارب واقعية لتأثير العادات على الحياة، وكيف يمكن بناء عادات عملية وترك العادات السلبية بشكل عملي وواقعي.

ومن أبرز الشروط التي شدد عليها المؤلف هو ألا تكون العادة التي يريد الإنسان بناءها أول الأمر كبيرة أو مستعصية، فعلى سبيل المثال من أراد بناء عادة القراءة اليومية فلا يصلح أن يبدأ بقراءة 50 صفحة كل يوم فهذا سينقطع بعد أيام عند زوال فورة الحماسة، ولكن البدء بقراءة صفحة أو صفحتين فقط كل يوم وفي وقت محدد.

فهذا المقدار صغير جدا ولا يستغرق أكثر من دقيقتين إلى ثلاث ومهما كان الإنسان مشغولا فلن يعجز عن إتمام هذه المهمة.

ويقاس على ذلك من أمور يمكننا تعويد النفس عليها وجعلها أحد الثوابت في حياتنا مثل: قراءة صفحة من القرآن كل يوم، المشي 5 دقائق، قراءة صفحتين من كتاب ورقي أو رقمي، كتابة تغريدة واحدة، التصدق بريال كل يوم وهكذا من عادات صغيرة يمكننا إدراجها في حياتنا وسيظهر الأثر بعد مدة من الاستمرار والتطبيق.

وأختم باقتباس مميز من كتاب العادات الذرية قال فيه المؤلف «لا يهم مدى نجاحك من عدمه في الوقت الحالي، بل المهم هو ما إذا كانت عاداتك تضعك على المسار السليم صوب النجاح أم لا. فعليك أن تكون مهتما بمسارك الحالي أكثر من اهتمامك بنتائجك الحالية. فإذا كنت مليونيرا غير أنك تنفق كل شهر أكثر مما تجني، فأنت حينها على مسار خاطئ. وإذا لم تتغير عادات إنفاقك فلن ينتهي الأمر بصورة طيبة. وبالعكس، إذا كنت مفلسا الآن غير أنك تدخر القليل كل شهر، فأنت حينها على الطريق الصحيح نحو التحرر المالي، حتى إذا كنت تتحرك على نحو أبطأ مما ترجوه. إن النتائج التي تحققها ما هي إلا مقياس متأخر لعاداتك؛ فإجمالي ما تمتلكه من أموال هو مقياس متأخر لعاداتك المالية، ووزنك هو مقياس متأخر لعاداتك في تناول الطعام ومعرفتك هي مقياس متأخر لعادات التعلم لديك، والفوضى الضاربة في منزلك هي مقياس متأخر لعادات التنظيف لديك. فأنت تجني ثمار ما تواظب على تكراره».

muhamedishaq@