عبدالمعين عيد الأغا

رمضان بلا متاعب

الأربعاء - 13 مارس 2024

Wed - 13 Mar 2024

هل شهر الخير والرحمات، شهر العتق من النار والمغفرة ومضاعفة الحسنات، والقرب من رب الأرض والسماوات، شهر تمحى فيه العثرات، وتستجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، ويجود الله فيه سبحانه وتعالى على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر يجزى فيه من الله تعالى على صيامه مع اختصاصه له تعالى.

ومع فضائل رمضان وروحانية وخصوصية الشهر فإن تعامل مرضى السكري «الحلوين» مع أيامهم المباركة يختلف من جميع الجوانب الصحية، وقد تطرقت إلى ذلك في مقالاتي السابقة، وخصوصا من سمح لهم من مرضى السكري بالصيام بعد تشخيص وضعهم والتأكد من مستوى نسبة سكر الدم طوال الشهور الثلاثة الأخيرة، ويشمل ذلك مدى تعرضهم لأي مضاعفات مرتبطة بداء السكري.

وفي المساحة القادمة هناك بعض النصائح التي يجب على مرضى السكري الذين سمح لهم بالصيام الاهتمام بها تحقيقا لأهداف الصيام الآمن وبلا متاعب، أولها الحرص على تناول الماء بين فترتي الإفطار والسحور، وذلك لجعل الجسم في حالة ترطيب دائم وتفادي الجفاف، والنصيحة الثانية الحرص على عدم تجاوز تناول 3 تمرات خلال اليوم في رمضان، أما النصيحة الثالثة فتتعلق بقياس سكر الدم بين حين وآخر خلال اليوم، وقد يبدو هذا الأمر سهلا عند الذين يستخدمون الحساسات (أجهزة التحكم في السكري) إذ يتم تحديت البيانات بشكل تلقائي ويتمكن الفرد من متابعة وضع سكره على مدار اليوم، وتختص النصيحة الرابعة بحالة الشعور ببعض الأعراض التي تستوجب كسر الصوم ومنها سرعة في نبضات القلب، والتعرق، وسلوك غير متوقع من المريض مثل كلام غير متوازن وفقدان الوعي، فهنا يجب الإفطار فورا عند حدوث الهبوط، وخامس هذه النصائح تجنب ممارسة التمارين الرياضية أثناء ساعات الصيام، لا سيما قبيل وقت الإفطار؛ لأنها قد تكون سببا في إصابة المريض بفرط هبوط سكر الدم، ويفضل أن تكون الرياضة بعد التراويح.

ومن المهم جدا موازنة نوعية وكمية الطعام التي يتم تناولها من قبل مرضى السكري، حيث يتم تقسيم الوجبات على وجبتي الإفطار والسحور وما بينهما؛ حيث إن الانتباه إلى هذه النصيحة وغيرها وتطبيقها، يسهم في مساعدة مرضى السكري في الحفاظ على صحتهم واستمرارهم مدة أكبر بالصيام، وعدم الالتزام يؤدي إلى بعض المضاعفات - التي تم ذكرها أعلاه -، فإذا تناول المرضى وجبات كبيرة خلال شهر رمضان أثناء وجبتي السحور والفطور، فإنهم يتعرضون لخطر الإصابة بفرط سكر الدم، وهو ارتفاع نسبة الجلوكوز في أجسامهم؛ لذا ينصح بتقسيم الوجبات لتصبح بكميات أقل للحد من الإفراط في تناول الطعام من قبل مرضى السكر، لأن ذلك يرتبط بالعديد من المخاطر.

أخيرا.. يجب على مرضى السكري الحرص على إعطاء الجسم كفايته من ساعات النوم، فمعروف في رمضان يختل نوم الفرد ويصبح الليل نهارا والنهار ليلا، فعدم حصول الجسم على النوم الصحي قد يؤثر ذلك على وضع السكر ومؤشراته، مما يجعل الشخص في حالة تقلب المزاج وعدم الارتياح، فمراعاة أهمية النوم في رمضان ضروري للجميع، وسلامة صحتكم.