هتون أجواد الفاسي

بأي حال عدت يا يوم المرأة العالمي.. 2024

الثلاثاء - 12 مارس 2024

Tue - 12 Mar 2024

أي حديث عن يوم المرأة العالمي سيكون ذا معنى، وقد بلغ عدد النساء الشهيدات في غزة خلال الخمسة شهور الماضية فقط ثمانية آلاف شهيدة.. وقد أصمت قصص العنف الجنسي والاعتداء والاغتصاب لنساء السودان وفلسطين حتى من به صمم.

أي حديث مجد اليوم ونحن ما زلنا نراوح أماكننا والأطفال يُجوعون ويُعطشون ويُقتلون وهم في كل زاوية من زوايا غزة، وبعضنا يمرر شاحنات ومساعدات وممرات إلى الكيان الصهيوني تعوضه عن خساراته البحرية بلا أي حياء.

أي حديث صادق وهناك من دولنا العربية من لا زالت تخشى أن تقطع علاقاتها التي طبعتها أو تستدعي سفيرها أو سفير الكيان الصهيوني لتبلغه بتنديداتها الفارغة من المعنى.. وبعد ذلك نتذكر أن هناك يوما نحتفل فيه بالنساء؟

لاشك أن المرأة تستحق الاحتفاء بها كل يوم وكل ساعة، لكن لهذا اليوم رمزيته التاريخية والقوة المستمدة منذ سنوات من المطالبات ارتبطت به تذكيرا وتنكيلا.

لذلك سنستمر في انتهازه يوما لإعادة السرديات المنسية أو التي ردمتها الأيام أو الرمال.. يوما لتذكير العالم ونسوياته بتناقضاتهن في التعامل مع نساء جنوب الكرة الأرضية اللائي لا يعتبرن في حسابهن نساء يستحققن الحرية والكرامة.. لتذكير العالم بأن الحقوق لا تجزأ ولا توزع لشعب أو عرق دون آخر.

وكذلك ننتهزه يوما لسرديات النجاح والإنجاز وتحقيق الآمال. كل دولة تراجع نساؤها حساباتهن وجردتهن السنوية فيما تم وما لم يتم.. ونساء السعودية تم لهن الكثير وأغلقت الكثير من الملفات المعلقة ولم يتبق إلا القليل وإن شاء الله أنه في الطريق قادم.

فتحية لنساء غزة وكل فلسطين، تحية لنساء السودان وأفغانستان، تحية لنساء العراق وسوريا، تحية لنساء اليمن ولبنان، تحية لنساء كشمير والروهينغا، وتحية لكل النساء المحيرات في شرق الأرض ومغربها يقاتلن ويدافعن عن حقوقهن المسلوبة، عن أنفسهن وأبنائهن، عن وجودهن وأحلامهن، صغارا.. كبارا.. مريضات أو معافيات.. في قرية أو مدينة.. مع استثناء أولئك النسوة الفاشيات الراغبات في استئصال كل امرأة وطفل فلسطيني من على وجه الأرض وغزة.

ولي عودة إلى هذا اليوم اللانهائي.