علمي الأخضر

عندما كنا صغارا نجري في الهواء الطلق حاملين في أيدينا الناعمتين العلم مرددين (علمي الأخضر) وترعرع داخلنا حب الأخضر الزمردي البراق وتأصل معناه في أعماق قلوبنا الغضة. علم يرفرف شامخا لا ينحي ولا ينتكس؛ لأنه يسمو بعبارة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وسيف التمجيد فيه يفوح عبيرا برائحة عبقة لتاريخ عريق ورمز مجيد لوحدتنا وهو لواء تلاحمنا وعزتنا وكرامتنا.
وها نحن نكبر ويكبر داخلنا حب العلم، وكم أسعدنا يوم 9 شعبان 1444هـ (1 مارس 2023م)، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أمره الملكي برقم (أ / 303) بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوما خاصا بالعلم، وبلا شك مناسبة وطنية عميقة التأثير تعبر عن الولاء والانتماء. فالعلم هو رمز وهوية الوطن وتاريخه، والواحة التي تأوي إليها القلوب والأفئدة التي تنعم بالأمن والأمان والسلام والاطمئنان والحكمة والعدل. فعندما تحافظ على أمن وطنك فأنت تسهم في رفع راية الوطن خفاقة.
ومما لا شك فيه أن وطننا الغالي المملكة العربية السعودية -حفظها الله- مثال وقدوة يحتذى بها ويشار إليها بالبنان على سيادة أمنها، وكلنا شركاء في هذا الشرف (رفع العلم)، فالأسرة وهي اللبنة الأولى عندما تربي أبناءها تربية صالحة واعية فهي تسهم في تنمية الوطن وبذلك ترفع العلم، وكذلك المدارس والمعاهد والجامعات عندما تكون مخرجاتها متميزة وتخرج طلبة متميزين، فهي تسهم أيضا في رفع الراية، والمخترع والمبتكر والجندي والطبيب والمهندس والفنان والشاعر والأديب والكاتب والمزارع والحارس ورجل الأمن.... وغيرهم، جميعنا مسهمون في رفع علم وطننا؛ ليكون خفاقا فوق القمم مستنهضا الهمم.
ويظل علمي الأخضر خفاقا في السماء، وبقلوب مليئة بالحب والسلام والأمن والأمان.