رمضان موسم التسويق السنوي

على الأغلب سيكون رمضان الخير قد بدأ وأنت تقرأ هذه السطور، وفي شهر الخير هذا لن تكون المكاسب دنيوية فقط بل هو موسم الطاعات والروحانية العالية في خير الشهور، لذلك قد يرتبط الصيام بالجمال في كل شيء، بجمعة العائلة على السفرة وبما لذ وطاب من سفرة رمضانية عامرة، وبصوت الآذان ومتعة القيام والصبر على الجوع والعطش، ورغم أنه شهر واحد في العام لكن الليلة التي هي خير من ألف شهر قد تكون كالمنحة الربانية السنوية لمن جد واجتهد ليحصد مكافأة استحقها حين بدل النية والعمل لبلوغ الأمل.

في رمضان يطل التسويق من كل ثغر وثغرة، فالمشروبات الرمضانية تنتعش في موسم البيع الأبرز، والمطاعم الشعبية بفولها وتميسها ولقيماتها وكنافتها وبسبوستها وباقي القائمة تنتعش انتعاش الظمآن بشربة الماء، وكل هذا تسويق مجاني يحمله هذا الشهر من خيرات.

وبالعودة للجوائز الربانية في هذا الشهر سنجد أن أوله انتعاش في البيع للغذاء، وفي أوسطه انتعاش للبيع في الملابس وتجهيزات العيد والاستعداد مبكرا لفرحة العيد، وفي آخر لياليه بشرى لمن يستحقون زكاة الفطر، وطوال الشهر يصبح البذل في الخير متعة كبرى يمارسها المقتدر ومتوسط الحال بضغطة زر، فنحن في وطن عظيم جعل منصة إحسان قاعدة للبذل باطمئنان وتصل للمستحق بكل تعفف وبتعاضد الجميع، حملات الخير هنا وهناك، جود الإحسان، لجنة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم وعوائلهم، سفر رمضانية مجانية من كل حدب وصوب، يتسابق أهل الخير لإطلاقها يوميا لوجه الله تعالى.

فكم من نعمة يحملها هذا الشهر الكريم؟ كثيرة ولله الحمد لذلك دائما ما أنصح أصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة أو ما يسمى بالمشاريع المنزلية باغتنام فرصة هذا الشهر، بالتواجد بذكاء والمشاركة بذكاء واغتنام الفرص بذكاء.

هذا ما ألاحظه أحيانا حين أجد مشاريع صغيرة لكنها نوعية فأقول بيني وبين نفسي (برافو) هذا هو التفكير الصحيح، فمن يسعى سيغنم لا محالة بأمر الله، فاللهم ارزق كل مجتهد واخلف على كل منفق ويسر أمر كل صاحب حاجة واقض الدين عن المدينين وارزق أصحاب الأعمال البسيطة وبارك فيمن يعمل ليل نهار لخدمة ضيوف الرحمن، والله أسأل أن يتقبل صيامنا وقيامنا.

bassam_fatiny@