"الإبل".. رمز الصحراء ومُلهِمة الشعراء

الأحد - 10 مارس 2024

Sun - 10 Mar 2024

على الرغم مما يشهده العالم من قفزات متطورة في مجال المواصلات، إلا أن العرب لا زالوا يُبدون اعتزازهم وفخرهم بالإبل التي كانت تُعدّ وسيلة أهل البادية في الحل والترحال، لقوتها وصبرها وتحمُّلِها لأقسى ظروف السفر، إضافةً لكونها مصدراً اقتصادياً وغذائياً مهماً.

وكثيراً ما يتفكّر العرب في صفات الإبل وكيف أنها آية من آيات خلق الله، ليبدعوا في وصفها عبر قصائدهم المتنوعة باختلاف لهجات مناطق المملكة، والتي انعكست بمجازات واستعارات بلاغية تدل على تلك العلاقة الوطيدة بينهما، حيث تعددت مُسمياتها في قصائدهم لتشمل صفاتِها وأعمارَها وألوانها.

وقد ردّد مُحبو الإبل الكثير من الأبيات المعبرة عن حبهم لها، ومكانتها لديهم، ومن ذلك أبياتٌ نظَمها الأمير بدر بن عبد المحسن ونالت انتشاراً واسعاً بين الناس ومنها:

يا بنت أنا للشمس في جلدي حروق

وعـلى سموم القيظ تزهر حياتي

أطرد سراب اللال في مرتع النوق

ومن الظما يجرح لساني لهاتي

ويرى الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري أن الإبل هي رفيقُ الإنسان في حياته وحله وترحاله، وصديقُ ألمه وعذابه وفرحه، حيث قال:

إلى سفح من فوق الأوجان وانساق

تسيق منه معيله مرتع النوق

وذكر الشاعر زيد بن فيحان الكريزي الإبل في إحدى قصائده وقال:

وحالت على العود عجلات المقادير

وعلى الإبل والأهل ياكبر فقدانه

ومن مسميات الإبل كذلك (الذود) وهي الإبل ما بين الثلاثة إلى التسعة، حيث قال مقحم الصقري:

ترعى بها الوضحى من الذود معطار

غبوقة الخطار عجلٍ عطيفه

أما الشاعر خلف بن هذال العتيبي فقال في إحدى قصائده:

ناقتي ما تدخل السوق لو زاد المزاد

لو هل الربطات جتني تشيل اولوفها

لو يصبون الذهب صب ومهارٍ تقاد

ما ارخص البل واختيار النفوس اشفوفها

أما الشاعر شلعان الودعاني فتحدث عن الإبل قائلاً:

مداهيل حلوات اللبن خلقة الرحمن

مجاهيم سود خالق الكون مسويها

وتقف السفينة بمرساها في كثبان الصحراء، ليرتجل شعراء المملكة كلمات الحب والغزل فيها، مُجسِّدين تراثاً خصباً وثريّاً لمجتمع وفيٍّ تجاه كلِّ من يبادله مشاعر المودة والألفة، وهو ما حدا بوزارة الثقافة لوسم عام 2024 بـ "عام الإبل" بعد إقراره من مجلس الوزراء، وذلك بهدف تأصيل مكانتها الراسخة باعتبارها موروثاً ثقافياً يعكس الهوية السعودية.