شاهر النهاري

الحرس الوطني والانفجار العظيم

الأربعاء - 06 مارس 2024

Wed - 06 Mar 2024

لا يمكن أن تذكر السعودية، إلا ويذكر الحرس الوطني بتاريخه الأصيل الطويل، وأن يبجل مطلق شرارته الأولى بمسمى «مكتب الجهاد والمجاهدين» جلالة المؤسس عبدالعزيز آل سعود عام 1368هـ كنواة للحرس الوطني، وتعاظم انفجاراته الجميلة بذكر عرابه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

والبداية دقت على أبواب ذاكرتي بدعوة كريمة من أ.د. بدر علي المقبل، رئيس اللجنة التنظيمية وعميد شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية (كاساو) لحضور فعاليات مؤتمر التخصصات الصحية الثامن، والمنطلق ضمن مسارات رؤية المملكة 2030.

الحرس الوطني اليوم يختلف بشكل مدهش عن الأمس، فزيادة على فاعليته في حراسة الوطن، ومساندة وزارة الداخلية في الحفاظ على أمن الحج، وحماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية، والمساهمة في مكافحة المخدرات، والمحافظة على تراث الوطن الغالي، والتفاعل مع المجتمع ثقافيا بأسبقية مهرجانات الجنادرية، أجده اليوم مشاركا فاعلا أصيلا في العلوم الطبية والذكاء الاصطناعي.

ترحيبات وكرم أجواد، ومبان ومقرات وصالات وقاعات درس فارهة مذهلة، وشباب وشابات سعوديين يفتحون النفس تجمعوا من مختلف جامعات وكليات المملكة الستة والثلاثين، يتنافسون في العلوم والأبحاث، وصنع معاني المستقبل الطبي الحديث، ويباهون بأصول العلوم، يمتطون صهوات الذكاء الاصطناعي.

مبهر هذا الانفجار العظيم في ينابيع الوعي وجمالياته، ورسوخ المعرفة بما يبهر العين، ويقنع القلب والعقل، وما يكتب الرسوخ والثقة والطموح، في رؤية وطن معطاء، جعلت الحرس الوطني وزارة شاملة بأفرعها، الإدارة العامة لتقنية وأمن المعلومات، والإدارة العامة للأفواج، والإدارة العامة للعلاقات والمراسم، والإرشاد والتوجيه، وإدارة مكافحة المخدرات، وكلية الملك خالد العسكرية، وكلية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة والأركان، ووكالة الشؤون الفنية، والشرطة العسكرية، ووحدة الإمداد والتموين، والشؤون الصحية، والإطفاء، وألوية الأمن الخاص، والتدخل السريع، والمشاة الآلية، وسلاح النقل، وسلاح الإشارة، والدفاع الجوي، والفرسان، والاستطلاع، والدوريات الأمنية، ومدارس المشاة ومدرسة الأمن الداخلي والقوات الخاصة ومدرسة اللغة الإنجليزية، ومدرسة سلاح الإشارة، ومركز تدريب وصيانة الدفاع الجوي، ومعهد تدريب طيران الحرس الوطني، ومراكز تدريب الأفراد المستجدين، ومنارة صحية علمية بحثية تتمثل بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية (كاساو) ومركز للأبحاث، ومدرسة للعلوم الصحية المساعدة والطب العسكري الميداني.

ما شاهدته اليوم بمرافقة د. أيمن التميمي غيض من فيض، والواقع الملفت أكبر وأجمل وأشمل، بأياد وطنية مخلصة جزلة العطاء.

لقد أخذت بطلبة الطب والعلوم الطبية المساعدة، وعناصر التدريب وأساتذة الدراسات العليا، رزانة ونبوغ، وشروحات واثقة، ومناظرات علمية محكمة، وضروب من المخترعات، تسهل وتسرع مجريات التخصصات الطبية، وتحلحل العقبات، وتسرع عمليات البحث والتقصي، وتأصيل أعمال الهلال الأحمر، وتيسير تحويل المرضى، وجمع المعلومات والسجلات، وزيادة العناية والحرص ورفع درجات الوقاية والمقاومة، وتوطين علوم الجينات، واستخدام الروبوت في الطب والجراحة، يتقن الأجزاء الدقيقة في التخدير والتعقيم والطوارئ والعزل، ويعاضد الغذاء والدواء، ويقيس تأثيرات الأدوية، ومحصلة خبرات المعالجة السريرية في الجوائح، وطرق اختبارها وتطويرها، وتفنيد صور الأشعة، وربطها بمختلف التطورات، للتقليل من أخطار العدوى.

مقالي اليوم شعور يتفجر في داخلي بمنتهى الفخر بما شاهدته في المعرض، وما لمسته من إدارة واعية في الجامعة، تتبع أصول العلوم، المتقنة بأيدي أبنائنا وبناتنا ودون جنوح نحو بريق مواقع التواصل ولا التفاخر بالزيف.

shaheralnahari@