عبدالمعين عيد الأغا

هبوط السكر في رمضان 

الثلاثاء - 05 مارس 2024

Tue - 05 Mar 2024

تحدثت في المقالين السابقين عن ضوابط صيام مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني، وقد وجدت أصداء طيبة من الأصدقاء السكريين الذين تفاعلوا كثيرا مع النصائح والتوجيهات المرتبطة بشهر رمضان الفضيل، سائلا الله أن يوفق الجميع في صيام الشهر وقيامه وأن يتقبل صالح الأعمال.

رأيت من المهم أن أخصص مقال هذا الأسبوع عن كيفية تجنب "هبوط السكر" عند الحالات التي سمح لها الطبيب المعالج بالصيام بعد دراسة وضع المريض خلال آخر ثلاثة شهور ومدى تحكمه بمؤشرات السكر وجعله في النطاق المحدد.

الواقع أن انخفاض سكر الدم هي حالة تحدث عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الجسم، ومرضى السكر من الفئات التي قد تتعرض لذلك أكثر من الأصحاء نتيجة الجوع الشديد أو إهمال وجبة السحور أو الإجهاد البدني الكبير، أو عوامل أخرى، فعند انخفاض مستوى السكر في الدم فإن مستويات الجلوكوز تصبح غير كافية لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة، وبذلك قد يدخل مريض السكري في أعراض مثل الشعور بالرجفان، الجوع الشديد، زيادة التعرق، تسارع نبضات القلب، دوارا، عدم التركيز، عصبية، وفي حال عدم التعامل مع الأعراض فقد تتطور إلى أعراض أكثر خطورة وهي التشنجات العصبية وفقدان الوعي.

وهناك أيضا بعض الأسباب التي تؤدي لانخفاض السكر عند مرضى السكري وهي: زيادة النشاط البدني، فزيادة النشاط البدني المفاجئ قد يؤثر على معدل السكر بالدم مما يتسبب في ظهور أعراض هبوط السكر المفاجئ، ومن الأسباب عدم الاهتمام بتناول الوجبات سواء الرئيسة أو الخفيفة، فعدم الاهتمام بتناول الوجبات وخصوصا السحور يزيد من فرص انخفاض السكر في الدم نهارا.

وعن العلاج فإنه يمكن علاج انخفاض جلوكوز الدم الخفيف إلى المعتدل بسهولة عبر تناول مكعب سكر أو عصير محلى بالسكر، وهنا يجب إجراء فحص الدم بعد 15-20 دقيقة للتحقق مما إذا كانت مستويات الجلوكوز في الدم قد رجعت إلى المستوى الطبيعي، وينصح بعدها بتناول وجبة خفيفة أو وجبة كاملة للمساعدة في تثبيت مستوى السكر في الدم، أما الحالات التي تتعرض للانخفاض الحاد في نسبة الجلوكوز في الدم فيجب نقلها إلى طوارئ المستشفى فورا تجنبا للمضاعفات الخطيرة، بما في ذلك الغيبوبة السكرية.

أخيرا.. فإن أهم النصائح الموجهة لمرضى السكري الذين سمح لهم أطباؤهم بالصوم هي: متابعة قياس سكر الدم بصورة منتظمة، وخاصة عند الشعور بأعراض هبوط سكر الدم كالدوخان، والتعرق، والتعب العام، وإن حدث الهبوط -لا سمح الله- فعليه كسر الصوم فورا، وذلك خشية حصول أي من مضاعفات هبوط سكر الدم -لا سمح الله-، كما ينصح بعدم تناول وجبة إفطار كبيرة بعد الأذان مباشرة، وإنما وجبات صغيرة ومتعددة، والحرص على تناول الفواكه كوجبات صغيرة خلال فترة الإفطار، وأن يكون ذلك بصورة معتدلة دون الإفراط في ذلك، كما ينصح بتجنب الأطعمة الدسمة والمقليات؛ لما لها من آثار ضارة على الجسم وعلى نسبة سكر الدم، وبالنسبة لوجبة السحور فينصح بأن تكون متوازنة، وخالية من السعرات الحرارية العالية والدهنيات، وينصح بالإكثار من السوائل وخاصة الماء، والابتعاد عن العصائر والمشروبات الغازية والسكرية؛ لما تحتويه من نسبة عالية من السكر، والحرص على ممارسة رياضة المشي بعد التراويح دون أي إرهاق للجسم.