برجس حمود البرجس

مسرعة «منشآت» للألعاب الالكترونية

الثلاثاء - 05 مارس 2024

Tue - 05 Mar 2024

ظهرت الألعاب عبر الإنترنت باعتبارها نشاطا اجتماعيا يلبي حاجات إنسانية وترفيهية وتستخدم لساعات طويلة لدى الشباب والشابات حتى بعد التخرج من المرحلة الجامعية والبدء في العمل، وقد تكون ألعابا فردية أو يشترك فيها مجموعة من الأشخاص عبر الإنترنت، وهناك بعض الأنواع من الألعاب تأخذ رواجها وتكتسح جماهيرية واسعة، الأمر الذي يجعلها من أهم الأنشطة شهرة وربحية على مستوى العالم.

صناعة الألعاب في المملكة تحظى بنمو مستدام، حيث بلغ عدد شركات الألعاب الالكترونية السعودية المستهدف تأسيسها 250 شركة، بينما القيمة المتوقعة لإسهام هذا القطاع في الناتج المحلي بحلول 2030 يزيد عن 48 مليار ريال، وتستهدف هذه الصناعة أيضا توفير 39 ألف فرصة وظيفية.

بالإضافة، تحقق صناعة الألعاب استثمارات ضخمة حيث يقدر حجم استثمارات المملكة حوالي 150 مليار ريال على سبيل المثال، وقد رسخت المملكة مكانتها الريادية في هذا المجال من خلال حوالي 90 مبادرة ضمن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الالكترونية. المملكة تقود الابتكار في هذا القطاع وترسخ مكانتها باعتبارها مركزا عالميا يمكن كل من اللاعبين والمشجعين والمستثمرين والمنشآت العاملة في مجال الألعاب.

وللمساهمة في استهداف المملكة لبناء منصة عالمية رائدة للألعاب الالكترونية والفرص الواعدة بالقطاع، أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» مسرعة الألعاب الالكترونية لتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في قطاعي الألعاب الالكترونية والرسوم المتحركة في المملكة وذلك من أجل الاستفادة من التنوع الإبداعي، من مستهدفاتها دعم مجال التطور التقني وتحسين نوعية الأفكار الإبداعية، كذلك استهدفت زيادة الوعي بهذا المجال، وأيضا توفير فرص استثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع الألعاب والرياضات الالكترونية، بالإضافة إلى إنشاء شركات تحظى بإمكانات عالية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

الجدير بالذكر أن بنك التنمية الاجتماعية قدم مبادرة تمويلية بالشراكة مع صندوق التنمية الوطني، تستهدف قطاع الألعاب والرياضات الالكترونية بمبلغ تمويلي لكل شركة يصل إلى 45 مليون ريال، يستهدف هذا المنتج رواد الأعمال في قطاع الألعاب والرياضات الالكترونية، بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات القائمة في هذا القطاع، كما رصدت ميزانية للبرنامج تقدر بـ 300 مليون ريال لتطوير المواهب الوطنية ورواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

ولتعزيز نمو وتطوير الاقتصاد الرقمي المتنامي في المملكة، أطلق مركز ريادة الأعمال الرقمية (كود) التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لتبني الأفكار المبتكرة والإبداعية وتحويلها إلى واقع ملموس، عبر تطوير إمكانات الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في مجال التقنيات الرقمية، وتوفير بيئة حاضنة تمكنها من اختبار أفكارها وتحقيقها على أرض الواقع، ذلك من خلال تقديم الدعم المالي والاستشارات من قبل المختصين، وذلك يسهل توجيه الفرص الاستثمارية في مجال ريادة الأعمال الرقمية وتبني التقنيات الجديدة الصاعدة مما يعزز ثقافة ريادة الأعمال الرقمية، كذلك يمكن من توطين التقنية وخلق فرص عمل جديدة مما يرفع إسهامات الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي.

استمرارية النجاح في هذا القطاع بحاجة لدعم التطوير والابتكار، ولأننا نعيش في واقع تتسارع فيه المعرفة، فإن مجال الألعاب في المملكة وفق كل المعطيات يتنامى ويزدهر، ويعتمد العمل بذلك على الكثير من الآليات والمبادرات التي تجعل المملكة تحظى بميزة تنافسية في هذا المجال إلى جانب المجالات الأخرى، حيث إن الفرص في السوق المحلي واعدة ووفيرة، ويعد هذا من أهم المحفزات للبحث عن الجهة الداعمة واختبار جودة الأفكار وتحويلها إلى واقع، تنمو وتتوسع بناء على بوادر نجاحها والقدرة على تطويرها والمحافظة على الابتكار فيها، مهما كانت تبدو صغيرة في البداية.

قطاع الألعاب الالكترونية واعد، والفرص متاحة وكبيرة لمن يقدم على الدخول في صناعة القطاع بما فيها برمجياته، وقد نرى بالمستقبل القريب أحد الألعاب الالكترونية -صنع في السعودية وبعقول سعودية- ينتشر في دول العالم ويصبح معروفا عند الجميع في تلك الدول مثل انتشار FC24 لكرة القدم، وفورت نايت، و Call Of Duty.

Barjasbh@