"العتاد".. تحضير سفينة الصحراء

الأحد - 03 مارس 2024

Sun - 03 Mar 2024

في الوقت الذي لعبت فيه الإبل دوراً بالغاً في حياة سكان الجزيرة العربية، اقتضى ذلك إيجاد تجهيزاتٍابتكارية تؤدي غرضها بامتياز، وبدورهم استخرجأفراد البادية من بيئتهم المحلية موادّاً وصناعاتٍتعينهم على قضاء أمورهم، لا سيما تلك المتعلقة بالإبل التي اعتمدوا عليها في حِلِّهم وترحالهم.

وفي هذا العام تتجلى قيمة الإبل، إذ أطلقت عليه وزارة الثقافة مسمى "عام الإبل 2024"، لتنتعش الذاكرة الثقافية وما يكتنفها من ممارساتٍ عريقة تتصل بالإبل؛ والتي منها "العتاد" حيث أُوجد على وجه الخصوص لتسهيل عملية امتطاء الجمل، إلى جانب نقل البضائع على ظهره، كما تُعتبر الإبل دلالةًعلى عمق الموروث السعودي، وتجذُّراته الأصيلة، ومكوناته الزاخرة، وشاهداً من شواهد التاريخ على ممارساته العريقة.

ومما يحتويه العتاد؛ "الزمام" الذي يعتبر مقود التحكم بالإبل، و"الخناقة" وهي زينة للإبل يتمثل شكلها في قلادةٍ مصنوعة من الصوف الملوّن، تكونفي أعلى رقبة الإبل وتتصل بحلقة. أما "الخطام" فربما أنه أهم قِطع العتاد، حيث أنه حبلٌ من صوفٍيتراوح طوله من مترين إلى ثلاثة أمتار مربوطٌ بحلقة الرسن حتى يُقاد الجمل من خلاله، وهو مصدرُ أمانٍللراكب ويضمن له السيطرة، وقد ذكر الشاعر علي بن بلال اليامي "الخطام" في أبياته قائلاً:

أغير وأطمر وأن حذفت لها الخطام

تقف وقوف العسكري حسب النظام

بينما "الرسن" فهو الحبل الذي عن طريقه يمكن التحكم في سير وتغيير اتجاهات الإبل. وأما "العقال" فحبلٌ مبروم يُصنع من الوبر أو الصوف، ويُستخدم للتحكم في حركة الإبل أثناء بروكه، وأوردهالشاعر محمد بن عبد الله القاضي في أحد أبياته، قائلاً:

فالإبل معروف بالأيدي عقاله

والخيل تزلج بالشبيلي والأقفال

وبالنسبة إلى "الشداد" فيُعدُّ أداةً مصنوعة من الخشب تُثَبَّت على ظهر الإبل، ويستقر عليها الراكب. وتُعرف "السفايف" بأنها ما يتدلّى من جانبَي الراحلة من حبالٍ مُزيَّنةٍ بالألوان، ومُعلَّقةٍعلى "الشداد الخلفي"، فيما "الهودج" يكون علىظهر الإبل بغرض جلوس النساء به، ويُصنع من الخشب وله أربعة قوائم، ويتميز بتصميمه الملون والمزخرف، كما أن له أبواباً مزينة.