حنان درويش عابد

التحولات في مفاهيم التنمية الاقتصادية وضرورة دعم الشباب

السبت - 02 مارس 2024

Sat - 02 Mar 2024

كانت المصطلحات الاقتصادية وحتى نهاية القرن العشرين جامدة وصعبة الهضم على المواطن العادي غير المتخصص في علم الاقتصاد، ولكن مع ظهور الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي ومعها اليوتيوب، سنحت للإنسان وللمرة الأولى في تاريخه فرصة ذهبية غير مسبوقة على مستوى الثقافة واكتساب العديد من المعلومات، وقام مختصون في علم الاقتصاد بتبسيط الكثير من المفاهيم ليسهل توظيفها عمليا، وساعد ذلك على ظهور مجتمع ريادة الأعمال والذي كانت ولادته إيذانا بتحول جديد وتاريخي في نظرة الإنسان للتجارة.

ومع كل تلك التطورات المفاهيمية على مستوى فهم الاقتصاد الكلي والجزئي، نما لدى الجمهور إدراك أعمق لمفاصل الاقتصاد، وحركة الأموال، وأسلوب ومناهج إدارة الأعمال بشكل علمي ومنظم بعيدا عن العشوائية والارتجال.

وهنا بدأت في المنطقة العربية تحولات جديدة تلقفها من المحيط إلى الخليج الأذكياء وأصحاب الهمة والطموح من الشباب من الجنسين، ليحولوا هذه الفرص إلى منصات انطلاق نحو شكل جديد ونمط حديث اكتسبته الأسواق العربية، وبنوا على هذه الحالة المتطورة من الوعي الاقتصادي لدى الجماهير أفكارا متقدمة على مستوى الاستراتيجيات والأهداف، وتمكنوا من صناعة نسق قوي وصلب لأفكارهم الريادية، ليظهر لدينا مجموعة جيدة ورقم لا بأس به من المشاريع الشبابية الناجحة والواعدة، والتي نجح الكثير منها في التحول من مشاريع ناشئة إلى مشاريع مستقرة وذات عوائد مالية كبيرة.

المنطقة العربية ودون شك استفادت كثيرا من تكنولوجيا الإنترنت، ويمكن القول بأن الجيل الحالي من الشباب العربي ونلحظ ذلك بشكل جيد في الشباب السعودي أيضا، يمكن القول بأننا وفي كل عام أمام مجموعة من المشاريع التي ستظهر للعلن مطبقة ووفق مناهج علمية فهمها الجديد لمضامين التنمية الاقتصادية، ومفاهيم الاعتماد على النفس، وفلسفة العمل الجماعي بروح الفريق، واستراتيجيات تطبيق النظريات الاقتصادية التي أثبتت نجاحها، لنشهد وبكل فخر في مجتمعنا العربي والسعودي مؤسسات تظهر تقوم عمليات التشغيل فيها على التخطيط الجيد، والإدارة الواعية لمفاهيم الاقتصاد الحديثة، وكل تلك التحولات تتنامى وتتراكم لدى الشباب عاما بعد آخر، لتؤكد لنا كما هو الحال دائما، أن شبابنا وفتياتنا يستطيعون عمل الكثير من الإيجابيات لأنفسهم ولمجتمعاتهم.

التحولات في مفاهيم التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية هي تحولات تقودها رغبة واضحة لدى جيل الشباب ليس فقط لتطوير الذات، فشبابنا يمتلكون من الولاء لأوطانهم ما لا يمتلكه الشباب في أي ثقافات أخرى، ويجب أن ندعم الشباب عبر القطاع الخاص، لتقوية إيمانهم بأن المستقبل الذي يرغبون بالعيش فيه هو ممكن وقابل للتحقيق، فهم قد فهموا الكثير حول الاقتصاد، ويلحظ الجميع اجتهاد الكثيرين منهم، ولكن لا يزالون يحتاجون إلى الدعم والتمويل والاستثمار بشكل أكبر في مشاريعهم.

hananabid10@