عبدالمعين عيد الأغا

5 وصايا رمضانية للسكريين

الثلاثاء - 27 فبراير 2024

Tue - 27 Feb 2024

تحدثت في مقالي الأسبوع الماضي عن ضوابط صيام مرضى السكري، ورأيت من المهم أن نستكمل سلسلة المقالات المرتبطة بالشهر الكريم، فمرضى السكري فئة غالية على قلوبنا ومن أبسط حقوقهم حصولهم على التوعية بكل ما يتعلق عن صيامهم، وهذا بالطبع لا يغني عن زيارتهم لأطبائهم المعالجين لمعرفة أوضاعهم في نسب ومستويات السكري خلال الشهرين الماضيين وما إذا يسمح لهم بالصوم وفقا لهذه المؤشرات، بجانب ضبط أمورهم العلاجية والتغذوية حتى يتمكنوا من الصيام في حال موافقة الطبيب ومستوى السكر في دمائهم منتظما.

لا شك في أن هناك 5 وصايا مهمة موجهة لمرضى السكري بنوعيه الأول والثاني، أستهلها بالنقطة الأولى المرتبطة بالحالات السكرية التي يجب عليها كسر الصوم فورا، حتى لو تبقى دقائق لأذان المغرب، فهناك بعض الأعراض مثل عدم الاتزان، التعرق الشديد، سرعة ضربات القلب، الرعشة، الزغللة، الشعور بالبرودة وانخفاض درجة حرارة الجسم، فكل هذه العلامات تعني انخفاض مستوى السكر في الدم، وهنا يجب كسر الصوم فورا لتفادي الغيبوبة السكرية والتعرض لمضاعفات خطرة، ويمكن في هذه الحالة تناول تمر أو عسل أو قطعة حلى فورا تحتوي على السكريات البسيطة التي تسهم في رفع مستوى السكر في الدم.

والنقطة الثانية، يجب على مرضى السكري أن يكونوا بعيدين كل البعد عن التوتر وخصوصا فترات الصيام، فشحنات التوتر تسبب اختلال نسبة سكر الدم بجانب اختلال الهرمونات، فللأسف كثيرا ما نشاهد بعض المشاجرات التي تحدث لأسباب تافهة وخصوصا في فترات العصر وقبل آذان المغرب، وتحديدا في محلات الفول، فالكل يريد أن ينهي أموره بسرعة، ولا يتحملون الصبر، لذا يجب على السكريين الذين يخرجون لشراء المستلزمات التحلي بالصبر وتجنب كل أشكال التوتر.

أما النصيحة الثالثة؛ فهي مرتبطة بالرياضة، إذ يجب على السكريين تجنب ممارسة أي نشاط رياضي وقت الصيام، حتى لا يتعرضوا للعطش الشديد، فللأسف الكثير من المصابين بالسكري وخصوصا النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين لا يتقيدون بهذه النصيحة، ويجتهدون في ممارسة الرياضة قبل الإفطار؛ وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لهبوط معدل سكر الدم، وأفضل وقت للرياضة ومنها المشي لمريض السكري في رمضان يكون بعد التراويح، على أن يكون المشي من خفيف إلى معتدل، مع ضرورة الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب السوائل بعد المشي، ومتابعة قياس معدل سكر الدم قبل ممارسة الرياضة وبعدها.

وتتضمن الوصية الرابعة تأخير وجبة السحور إلى الساعة الأخيرة قبل أذان الفجر قدر المستطاع لضمان أقصى استفادة من العناصر الغذائية الموجودة فيها، مع الحرص على تناول وجبة سحور متوازنة ومتكاملة بعيدا عن الدسم والدهون، وتحتوي على عناصر غذائية تستغرق وقتا أطول في الهضم للحفاظ على مستوى السكر في الدم مثل الألياف الموجودة في طبق السلطة.

خامسا، الاهتمام بتناول السوائل فترات الليل لتعويض ما يفقده الجسم خلال النهار ووقت الصيام، فعلى مرضى السكري الذين يصومون رمضان أن يشربوا كميات معتدلة من الماء خلال ساعات الليل، لحماية أنفسهم من الجفاف وما ينجم عنه من مضاعفات.

خلاصة القول، إنه بجانب الوصايا الخمسة السابقة فإن على السكريين بنوعيه الأول والثاني الحرص على اتباع الحمية الغذائية الموصوفة وضرورة التقيد بالعلاجات في المواعيد المحددة، كما يجب على المرضى السكريين وخصوصا الجدد التواصل مع أخصائية التغذية للاستفسار عن نوعيات الأكل المفضل تناولها، وضرورة استعمال المريض جداول مبادلات الأغذية في اختيار مكونات أطباق طعامه المفضلة خلال شهر رمضان والتي تحدد له في عيادة السكري، عدم تناول المريض أطباق حلويات رمضان (شراب الفاكهة والعسل والمربات والكيك والبسكويت)، لأنها تسبب ارتفاعا شديدا في مستوى سكر الدم، والإقلال من تناول الأغذية المحمرة بالزيت، كالسمبوسة والمطبق وغيرها لارتفاع محتواها من السعرات الحرارية، ويمكن تغيير طريقة تحضير هذه الوجبات باستخدام الفرن بدلا من القلي، وإذا كان لا بد من بعض الحلوى، فيجب مراعاة جرعة الإنسولين سريع المفعول حتى لا يرتفع السكر، والإكثار من شرب الماء حتى لا تتكون حموضة الدم، ضرورة احتفاظ المريض الذي يستخدم الأنسولين، باستمرار، بقطع من الحلوى في جيبه بشكل دائم، لكي يتناولها عند شعوره بأعراض انخفاض سكر الدم وإنهاء صيامه على الفور، بجانب الوصايا المهمة التي تم ذكرها وهي تأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، تناول كميات جيدة من السوائل بين الإفطار والسحور والحد من مشروبات الكافيين وتجنب المشروبات الغازية، وعدم الاستمرار بالصيام إذا حدث هبوط في السكر في أي وقت خلال فترة الصيام.