نمر السحيمي

المقابلة يا وزير العدل

الثلاثاء - 27 فبراير 2024

Tue - 27 Feb 2024

«لم يعد هناك ما أخشى منه. لقد فقدت كل شعور بالخوف وانتهت كل طموحاتي ولم يتبق إلا الأمانة التي يجبرني وجودها في داخلي أن أقول كل شيء..» بهذه الكلمات عبر أحد موظفي وزارة العدل عما حدث له من إحباط تسبب به تكرار الاعتذار له من الترقية التي حصل عليها أقرانه بالرغم من استيفائه كل شروطها مثلهم.

ويضيف: كان السبب هو (المقابلة) التي
رصد لها نسبة (50%) من المعايير التي تتحقق بها الترقية، والتي لا تخضع في وزارة العدل لمقاييس علمية وإدارية تتحقق بها الجودة في الاختيار، ملاحظا ذلك كما يقول من دخوله مقابلات عبر تاريخ تعطيل ترقيته لم تكن إلا مشاهدة له ودردشة معه وفي النهاية هي دقائق معدودات تتحكم في مسيرتك العملية بشكل كامل.

في الحقيقة إنني ترددت في فهم المشكلة، لكنني من العدل طالما كنت أستمع لمشكلة موظف العدل أن أكتب عن هذه المشكلة.

فماهي المقابلة كمعيار من معايير الترقيات الوظيفية؟
إذن المقابلة: هي لقاء يحدث بين طرفين بغرض جمع المعلومات والبيانات واكتشاف الشخصية وتحديد الميول، فهي مجموعة من النقاشات ما بين الشخص المتقدم للترقية، والشخص بلجنة القبول في المقابلة الشخصية التي تتم لغايات البحث عن كفاءات تستحق الترقية.

وما يمكن التأكيد عليه هو كيفية اختيار أعضاء لجنك المقابلة حيث يعد اختيار أعضاء مجلس إدارة المقابلات عملية حاسمة في أي وزارة؛ لأنها تؤثر بشكل مباشر على جودة الترقيات، ونجاح العمل الإداري بشكل عام.

لا بد أن يتم أخذ العوامل التالية في الاعتبار عند اختيار أعضاء المقابلة:
أولا: الصلة بالوظيفة، يجب أن يتمتع أعضاء المقابلة بالخبرة في الوظائف التي يقومون بإجراء المقابلات من أجلها، وأن يكون لديهم خبرة في دور هذه الوظائف وأهميتها وأن يكونوا على دراية بمتطلباتها.

ثانيا: التنوع، يجب أن يمثل أعضاء المقابلة خلفيات وخبرات ووجهات نظر مختلفة، وتساعد وجهات النظر المتنوعة في تقييم مدى ملاءمة المرشح لهذا الدور بشكل أكثر دقة.

ثالثا: الموضوعية، يجب أن يكون أعضاء لجنة المقابلة موضوعيين في تقييمهم للمرشح، ولا ينبغي أن يتأثروا بالتحيزات أو التفضيلات الشخصية.

رابعا: التدريب، ينبغي تدريب أعضاء المقابلة على إجراء المقابلات، وتقييم المرشحين، وطرح الأسئلة الفعالة.

بمجرد أخذ هذه العوامل في الاعتبار، يتم إنشاء مجموعة من أعضاء المقابلة المحتملين. ويتم الاختيار النهائي من خلال النظر في المهارات والخبرات ومدى توفر الأعضاء.

في الختام.. فإن السؤال المطروح هو هل فعلا أحسنت لجنة مقابلة الترقيات في هذه الحالة اختيار المترقين أم أن هناك خللا في لجنة الترقيات أدى إلى الإعاقات المتكررة لترقية صاحبنا المتضرر، الذي ترقى كل من جاء بعده، ويحضر هو الآن للتقاعد على ذات المرتبة التي شغلها قبل عشر سنوات؟

alsuhaimi_ksa@