حسين باصي

لسعة المضخات

الاثنين - 26 فبراير 2024

Mon - 26 Feb 2024

الحرارة شكل من أشكال الطاقة التي يصعب التحكم فيها بسهولة، أو الحفاظ عليها دون استمرارية الهدر.

بل إن كفاءة هذا النوع من الطاقة تكون في العادة منخفضة بالمقارنة مع أشكال أخرى للطاقة.

يبقى أن نقول إن في هذا العالم نحن نسعى جاهدين للحد من انبعاثات الكربون وبناء مستقبل أكثر استدامة، لذلك تبرز المضخات الحرارية كأحد أهم التقنيات المتاحة، تقدم هذه الأجهزة حلا فعالا للطاقة المتجددة لتلبية احتياجات التدفئة والتبريد للمباني، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل بصمتنا البيئية.

الشركات المصنعة لهذه التقنية على علم بأهميتها، وبالتالي نجدها تعمل باستمرار على تطوير مضخات حرارية أكثر كفاءة، مما يعني أنها تستهلك طاقة أقل مع الحفاظ على مستوى الأداء نفسه.

وذلك بفضل تحسينات في تصميم الضاغط والمبادل الحراري والمكونات الأخرى، مما يسمح للمضخات الحرارية باستخراج مزيد من الحرارة من الهواء الخارجي، حتى في درجات حرارة منخفضة.

لم يعد الاعتماد على تقنية مفردة هو الحل، فمن المهم دمج تقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في أنظمة التحكم الخاصة بها.

هذا يسمح للمضخات الحرارية بتعلم أنماط الاستهلاك والتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتوفير الطاقة بشكل أكبر.

على سبيل المثال، يمكن للمضخات الحرارية الذكية ضبط درجة حرارة التشغيل تلقائيا بناء على توقعات الطقس واحتياجات المستخدم الفعلية، مما يقلل من الهدر والاستهلاك غير الضروري.

مع تنوع الاستخدامات لهذه التقنية، لم تعد المضخات الحرارية تقتصر فقط على المنازل السكنية.

فهي تجد تطبيقا متزايدا في المباني التجارية والصناعية، إضافة إلى حمامات السباحة والمصانع الزراعية.

كما يتم تطوير أنظمة مضخات حرارية عالية السعة لتلبية احتياجات التدفئة والتبريد لمناطق بأكملها، مما يقلل الاعتماد على شبكات الطاقة التقليدية.

نحن في المملكة العربية السعودية تبنينا مبدأ البحث والتطوير والابتكار، مما يبحث العلماء والمهندسون باستمرار عن طرق لتحسين أداء المضخات الحرارية، وتوسيع نطاق تطبيقاتها.

على سبيل المثال، يجري العمل على تطوير مواد جديدة للمبادلات الحرارية تعمل بكفاءة أكبر في درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعل المضخات الحرارية أكثر فعالية في بعض المناطق.

إضافة إلى ذلك، يتم استكشاف طرق لدمج تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الشمسية، مع المضخات الحرارية لإنشاء أنظمة تدفئة وتبريد مكتفية ذاتيا بالطاقة.

مع تزايد الوعي بالآثار البيئية، يزداد الطلب على الحلول المستدامة لتدفئة وتبريد المباني.

تلعب المملكة العربية السعودية دورا مهما في جميع العالم في تشجيع استخدام التقنية الصديقة للبيئة، وقد تكون منها المضخات الحرارية خلال تقديم الحوافز المالية وبرامج الدعم المختلفة لتطوير مثل هذه التقنيات.

نجد ذلك واضحا في الدعم المالي للهيئات والمراكز البحثية.

بشكل عام، تشهد صناعة المضخات الحرارية نموا ملحوظا وتطورا مستمرا.

مع التحسينات في الكفاءة، ودمج الذكاء الاصطناعي، وتنوع التطبيقات، والتطوير التكنولوجي المستمر، من المتوقع أن تلعب المضخات الحرارية دورا رئيسا في بناء مستقبل أكثر استدامة وخاليا من الكربون.

HUSSAINBASSI@