حينما غادرت «حليمة»!
الأحد - 25 فبراير 2024
Sun - 25 Feb 2024
حنانيك أمي لا عقوق ولا نكر
ولكنها الآلام في قبضتي سفر
طاهر زمخشري، رحمه الله.
حينما يغيب الموت «أمك» سيظلم الكون بعينك وتتطاير الآمال من قلبك ويضيق كل ما كان يسعك، بل وتذهب من حياتك البهجة ليحل محلها غصص متتالية لذكريات لطالما كانت سراجا منيرا. لم أشعر يوما بألم الفقد وكيف عدت كطفل يبحث عن أمه في زوايا الكون إلا حينما غادرت أمي الحياة في هذا العام ولم تلحق برمضان الذي لطالما كان لها الشهر المرتقب، لقد عدت أتمنى ما قاله الغدير:
قد كنت أرجو أن أضم ثراك
وترينني قبل الــردى وأراك
وأنام بين يديك نومـــة هانئ
وكأنني وبــي المشيب فتـاك
من الذكريات المؤلمة أنني حينما كنت مسافرا للابتعاث قالت لي أمي عبارة مؤلمة: «مدري ترجع وأنا عايشه أو وأنا ميته» فدمعت عيني وقلت لها «أسأل الله أن يمد في عمرك» وفي منتصف رحلتي للدكتوراه أصيبت أمي بجلطة أذهبت منها النطق والحديث وأوقفت جسدها عن الحركة السليمة وحينما حصلت على الدكتوراه وعدت مسرعا كي أسمع منها كلمة «مبروك» ولكن الألم الذي لا زلت أتجرعه لليوم أني حينما التقيت بها وجدتها لم تستطع الوقوف ولكنها جاهدت نفسها لتقف وحاولت مرارا وتكرار وأنا أحتضنها أن تقول «مبروك» لكنها لم تستطع وأنا أنظر لها ومن شدة عجزها سقطت دموعها التي تعبر عن الألم الذي في قلبها أن طول انتظارها لقدومي خذلتها الجلطة التي أعجزتها أن تنطق بلفظة «مبروك» أو «الحمد لله على السلامة» ولكنني همست بأذنها: إنني أحبك كثيرا وأسمع منك مبروك بقلبي قبل سمعي والحمد لله تخرجت ونلت الدكتوراه كما تتمنين وسمعت صوتا من قلبك تغلغل في قلبي يقول «مبروك والحمد لله على السلامة» وانصرفت وكلي ألم وحسرة.
لم تطل بأمي الجلطة لتغادر قبيل آذان صلاة الجمعة وهي راقدة في المستشفى.
غيبها الموت من الكون ولم يغيبها من عقلي ولا من حنايا القلب الذي لطالما ينبض حبا لها.
كنت أسمع الكثير يتحدثون عن الأم وعرفت حينما ماتت أمي أن الأم هي مصدر الضوء في الحياة ففي كل يوم أذهب لزيارة بيت أبي أعود وفي القلب غصة تتبعها غصة وذلك لأن البيت كان في يوم من الأيام مركزا للحركة والحياة فهنا امرأة داخلة وهناك أخرى خارجة ورائحة البخور قد تناثرت في أجواء المنزل. ولكن سبحان مغير الأحوال فبذهابها ذهب كل شيء ذهب البخور وذهب الضيوف وذهب الأقارب وذهب كل من برؤيته أتذكر «حليمة- رحمها الله». كم هو مؤلم أن تفتقد كل شيء وفي لحظة واحدة.
لذلك: تقرب من والديك واقترب من أمك كثيرا ما دامت على قيد الحياة فوالله للموت والفقدان جراحات لا تذهب إلا بذهابك من الحياة.
ولكنها الآلام في قبضتي سفر
طاهر زمخشري، رحمه الله.
حينما يغيب الموت «أمك» سيظلم الكون بعينك وتتطاير الآمال من قلبك ويضيق كل ما كان يسعك، بل وتذهب من حياتك البهجة ليحل محلها غصص متتالية لذكريات لطالما كانت سراجا منيرا. لم أشعر يوما بألم الفقد وكيف عدت كطفل يبحث عن أمه في زوايا الكون إلا حينما غادرت أمي الحياة في هذا العام ولم تلحق برمضان الذي لطالما كان لها الشهر المرتقب، لقد عدت أتمنى ما قاله الغدير:
قد كنت أرجو أن أضم ثراك
وترينني قبل الــردى وأراك
وأنام بين يديك نومـــة هانئ
وكأنني وبــي المشيب فتـاك
من الذكريات المؤلمة أنني حينما كنت مسافرا للابتعاث قالت لي أمي عبارة مؤلمة: «مدري ترجع وأنا عايشه أو وأنا ميته» فدمعت عيني وقلت لها «أسأل الله أن يمد في عمرك» وفي منتصف رحلتي للدكتوراه أصيبت أمي بجلطة أذهبت منها النطق والحديث وأوقفت جسدها عن الحركة السليمة وحينما حصلت على الدكتوراه وعدت مسرعا كي أسمع منها كلمة «مبروك» ولكن الألم الذي لا زلت أتجرعه لليوم أني حينما التقيت بها وجدتها لم تستطع الوقوف ولكنها جاهدت نفسها لتقف وحاولت مرارا وتكرار وأنا أحتضنها أن تقول «مبروك» لكنها لم تستطع وأنا أنظر لها ومن شدة عجزها سقطت دموعها التي تعبر عن الألم الذي في قلبها أن طول انتظارها لقدومي خذلتها الجلطة التي أعجزتها أن تنطق بلفظة «مبروك» أو «الحمد لله على السلامة» ولكنني همست بأذنها: إنني أحبك كثيرا وأسمع منك مبروك بقلبي قبل سمعي والحمد لله تخرجت ونلت الدكتوراه كما تتمنين وسمعت صوتا من قلبك تغلغل في قلبي يقول «مبروك والحمد لله على السلامة» وانصرفت وكلي ألم وحسرة.
لم تطل بأمي الجلطة لتغادر قبيل آذان صلاة الجمعة وهي راقدة في المستشفى.
غيبها الموت من الكون ولم يغيبها من عقلي ولا من حنايا القلب الذي لطالما ينبض حبا لها.
كنت أسمع الكثير يتحدثون عن الأم وعرفت حينما ماتت أمي أن الأم هي مصدر الضوء في الحياة ففي كل يوم أذهب لزيارة بيت أبي أعود وفي القلب غصة تتبعها غصة وذلك لأن البيت كان في يوم من الأيام مركزا للحركة والحياة فهنا امرأة داخلة وهناك أخرى خارجة ورائحة البخور قد تناثرت في أجواء المنزل. ولكن سبحان مغير الأحوال فبذهابها ذهب كل شيء ذهب البخور وذهب الضيوف وذهب الأقارب وذهب كل من برؤيته أتذكر «حليمة- رحمها الله». كم هو مؤلم أن تفتقد كل شيء وفي لحظة واحدة.
لذلك: تقرب من والديك واقترب من أمك كثيرا ما دامت على قيد الحياة فوالله للموت والفقدان جراحات لا تذهب إلا بذهابك من الحياة.