وليد الزامل

العمران السعودي في يوم التأسيس

السبت - 24 فبراير 2024

Sat - 24 Feb 2024

يوم 22 فبراير هو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1727م.

هو اليوم الذي يؤكد عمق وتاريخ الدولة السعودية، وهو اليوم الذي نستذكر فيه الجذور الراسخة للوطن والاعتزاز بما أرسى من دعائم الأمن والولاء والانتماء.
إن خطى العمران والتنمية لم تتوقف في بلد شعاره البناء لمستقبل الأجيال.

تاريخيا، لم يكن استقرار المجتمع السعودي مطلبا بحد ذاته؛ بل كان منهجا تنمويا تجلى في «مشروع توطين البادية» بدأت رحلة التنمية معه وارتسمت آفاق واعدة لتعزز فكرة الأمن والتحول الاجتماعي والاقتصادي.

عبقرية التوحيد والبناء أو ثنائية العطاء والتنمية هي التي اتخذت من الاستقرار أنموذجا لبناء نظام معيشي كرس مفهوم الانتماء والجهد الجمعي لخدمة الوطن. هو منهج أسسه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأكمل عقده أبناؤه من بعده لتتحول الأحلام إلى حقائق تنعم بها الأجيال.

إن العمران السعودي ليس مجرد بنية مادية أو أرث ثقافي فحسب؛ بل فكر خطط بسواعد أبناء هذا الوطن وتمثل في صورة عمران مادي عكس نموذجا فريدا في عمارة الإنسان لبناء الأوطان.

هذا الاستيطان البشري لم ينتج عفويا؛ بل أكد على قدرة المجتمع السعودي للتخطيط والتحليل المنطقي في بناء مستوطنات تماهت مع البيئة الطبيعية، والحالة الاقتصادية والاجتماعية. إننا ننظر اليوم بدهشة كيف استطاع هؤلاء السكان تشكيل بيوتهم العمرانية لتكون قريبة من مصادر المياه والموارد الاقتصادية؟ كيف استطاعوا استخدام مواد بناء محلية وتطويعها لتنسجم مع الظروف المناخية القاسية؟ كيف استطاعوا الاستقرار وخلق نظام حضري مستدام؟

لقد اتخذت اليوم المملكة العربية السعودية مكانتها الريادية بين دول العالم لتقدم نماذج لمشاريع ومبادرات عمرانية مبتكرة تخدم شعوب العالم وتؤكد على مبدأ التعايش الاجتماعي والوسطية. في عهد سلمان يستمر العطاء، فمنذ إطلاق الرؤية الوطنية عام 2016 أصبح بناء الإنسان هدفا استراتيجيا والشغل الشاغل لقيادة حكيمة، وبات الحديث عن صناعة الأجيال بأيادي الملهم محمد بن سلمان.

مشاريع عمرانية نوعية تستشرف مستقبلا تنمويا واعدا، أصبحت معه الرؤى نحو المدن تتخذ مكانتها الحقيقية ليس كفضاءات جامعة تحقق الاحتياجات التقليدية كالسكن والتعليم والصحة؛ بل كمحركات اقتصادية ترتقي بأساليب المعيشة. وسجلت السعودية تطورا لافتا في استضافة المعارض والمسابقات والمؤتمرات الدولية ولاسيما في مجال الطاقة والعمران والاقتصاد.

كما حققت المملكة العربية السعودية ارتفاعا ملحوظا في المؤشرات الدولية للسياحة، والأمن السيبراني والطاقة، والحكومة الالكترونية. بات الجميع ينتظر بشغف اكتمال بناء المشاريع التنموية الكبرى والتي سوف تضيف قيمة نوعية فريدة ليس في السياق الاقتصادي فحسب؛ بل في القدرة على التماهي مع البيئة الطبيعية واستحضار تقنيات المستقبل بأصالة الماضي.

إنها مشاريع تنموية بل هي بمثابة أيقونة عمرانية تستلهم أصالة العمارة وثقافة المجتمع لتستشرف مستقبلا زاهرا.

الطموح كبير في أن تترجم المدن مستهدفات الرؤية الوطنية 2030 لتحقق مرتكزات مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. إن مستقبل المدن السعودية لم يعد مجرد حلم في ظل تسارع خطى المشاريع العمرانية النوعية.

اليوم، تقع على عاتق إدارات المدن والهيئات المناطة بالتخطيط العمراني العمل بخطى حثيثة لمواكبة تطلعات القيادة الرشيدة من خلال تطوير الخطط الاستراتيجية المحلية والإقليمية تماشيا مع هذه المشاريع وبما ينعكس إيجابا على المجتمع ويحقق في نهاية المطاف تنمية عمرانية مستدامة.